عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 03-09-2004, 09:48 AM   #3
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

مقتطفات مهمة جدا يجب أن تسطع بمقال منفرد .
مع يقيني أن الموضوع برمته جميل وجيد ويجب أن يحتذى به .


قال ( أبو البراء ) حفظه الله .
وقد أصبح كثير من الناس تطـارده هذه الوساوس في نفسه وبيته وعمله ، لاعتقاده الجازم أن ما يعتريه في حياته الخاصة والعامة ناتج عن السحر والعين ونحوه ، ولا بد من التثبت والتأكد أولا قبل تحديد مسارات خاطئة تبنى عليها إرهاصات قد تكلف الكثير ، والواجب الشرعي يحتم التثبت من سلامة كافة الفحوصات الطبية ، وحسن سير العلاقات الزوجية وما يشوبها من مشاكل وخلافات ومنازعات ، أو قضايا وأحداث عائلية الخ 00 0


قال الشيخ علي بن حسن عبد الحميد :
( فقد صار " اليوم " - عند البعض - من في رأسه ( صداع ) ملبوسا ، ومن في عينيه ( احمرار ) مصروعا ، ومن في بطنه ( وجع ) مجنونا !!
فأي وجع أو ألم يصاب أي إنسان به يعزى باشتباه حينا ، وبجهل - أحيانا - إلى الجن ، أو المس ، أو الصرع !!!
وهذا كله تعجل مذموم ليس له في الحق وجه ، ولا في التعقل مكان ، وهو - على ما أرى - الشيء الذي جعل بعض ( الناس ) ينكرون - بسببه - الصرع ، والمس ، وتلبس الجني للإنسي ، بل دفعهم إلى ذلك دفعا شديدا ، وبقوة وإصرار ، إذ أنهم رأوا الحالات الكثيرة من دعاوى ( الملبوسين ) و ( المصروعين ) تترى متهافته على نحو لم يشهدوا له مثالا من قبل !!!




قال الأستاذ خليل بن إبراهيم أمين :
( الوهم : مرض نفسي خبيث 0 والإنسان إذا تسلطت عليه الأوهام من الصعب الخروج منها ، والإنسان في حياته لا يخلو من أوهام تعتريه ، بل حياة بعض الناس في كثير من الأمور أوهام في أوهام ، بل يصل الحد إلى أن يكون تأثير الأوهام أكبر بكثير من تأثير الحقائق ، ومع انتشار ( العلاج بالقرآن الكريم ) ورؤية الناس لبعض حالات الصرع ، وانتشار القصص ، سواء من المترددين للعلاج أو في بعض الكتب ، أصبح الوهم يدب إلى نفوس كثير من الناس وسط مشاكل الحياة الكثيرة ، حتى من هم على استقامة وصلاح في دينهم ، لم يسلموا من دائرة الوهم 0
وفي الحقيقة : أن مرض الوهم إذا أصاب الإنسان ، كان أخطر من المرض الحقيقي ، لأن مس الجن يزول بفضل الله أمام الرقية بالقرآن الكريم ، أما مريض الوهم ، فهو في دوامة لا تنتهي ، كذلك يتوهم بعض الناس أنه مصاب بالسحر ، فيتشوش فكره ، وتضطرب حياته ، ثم يوحي لنفسه بأنه مسحور ) ( الطرق الحسان في علاج أمراض الجان – ص 140 )


قلت أي ( أبو البراء )
0قلت : المسلم الحق لا يعيش بين الإفراط والتفريط ويكون معتدلا في أموره كلها ، ولا بد من التثبت والتأكد من الأعراض الخاصة بالحالة عند ذوي الاختصاص سواء في مجال الطب بشقيه العضوي والنفسي أو لدى أهل العلم الشرعي المتمرسين الحاذقين في فن الرقية الشرعية ودروبها ومسالكها 0



التأني في إصدار الحكم على الحالة المرضية :

وعدم التسرع في إعطاء الحكم ومسبباته عن المعاناة وطبيعتها ، إلا بعد التثبت والتأكد ودراسة الحالة دراسة علمية دقيقة ، وإعادة الأمر أثناء التشخيص وبعده لعلم الله سبحانه وتعالى ، مع ترجيح غلبة الظن في المسألة دون الجزم والقطع والتأكيد بأن الحالة تعاني من السحر أو الحسد أو العين ونحوه ، كأن يقول : ( يغلب على ضني أن الحالة تعاني من السحر مثلا ، فما أصبت فمن الله وحده ، وما أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان ) ويجب على المعالِج مراعاة أمور هامة قبل التشخيص ، وهي على النحو التالي :

أولا : دراسة الحالة دراسة جيدة ، ابتداء من أعراض المرض وانتهاء بقدوم الحالة إليه ، وهذا ما يطلِق عليه علم الطب الحديث ( الدراسة التاريخية للحالة المرضية ) بـ ( HISTORICAL CASE SCIENCE )0



ثم يقول الدكتور " قيس بن محمد مبارك :

( فاعتبر كلا من الفحص والتشخيص فنا طبيا مستقلا عن الآخر من الناحية الطبية بمعنى خاص به 0
الأمر الثاني :
أن الذي يتولى عملية التشخيص يجب أن يكون طبيبا مؤهلا 0 وعليه فلا يصح أن يقدم على عمل التشخيص من لم تتحقق فيه الشروط التي تؤهله للقيام بذلك ) ( التداوي والمسؤولية الطبية – 65 ، 66 ) 0

* عدم الإفصاح للمريض عن طبيعة مرضه :

وبناء عليه ، وبعد الدراسة الموضوعية العلمية الدقيقة والمستوفية لكافة الجوانب المتعلقة بالحالة المرضية ، يستطيع المعالِج أن يكون قريبا من عملية التشخيص ، والأولى ترك ذلك والابتعاد عنه ، لتعامله مع جوانب وأمور غيبية ، وهذه القضايا تعتبر ظنية لا يمكن الجزم أو القطع فيها كما أشرت آنفا ، وهي عرضة للخطأ والصواب ، فالواقع المعاصر والخبرة والتجربة العملية ، تؤكد على أولوية عدم الإفصاح للمريض عن معاناته للأسباب التالية :

أولا : أن الأعراض غيبية ولا يمكن القطع أو الجزم فيها بأي حال من الأحوال ، ويكفي المعالِج أن يتحسس الداء ليستطيع أن يصف الدواء النافع الثابت في الكتاب والسنه بإذن الله سبحانه تعالى 0

ثانيا : أن التشخيص قد يترك آثارا جانبية سلبية على الحالة المرضية ، بحيث تؤثر على نفسيته وسلوكه وتصرفه 0

ثالثا : إن التخبط الحاصل لدى بعض المعالِجين في قضايا التشخيص ، أورثت لدى المرضى مشاكل نفسية غير المعاناة الأصلية ، فعاشوا في دوامة وصراع ، لا يعلمون أيهم يصدقون 0

وبسبب غيبية تلك القضايا وعدم إمكانية الجزم أو القطع فيها ، ترى بعض المعالِجين بالكتاب والسنة يشخصون بناء على بعض المعطيات التي ظهرت أثناء وبعد الرقية الشرعية ، وتتضارب الأقوال ، فتارة تشخص الحالة بالسحر ، وتارة أخرى بالعين وهكذا ، مع أن الأولى للمعالِج الاهتمام بترسيخ الاعتقادات الصحيحة ، وتوجيه الحالة توجيها سلوكيا وتربويا ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة ، بحيث يربط المرضى من خلال هذه المنهجية بخالقهم ، فيتعلقون به ، ويلجأون إليه ويسألونه الشفاء والعافية 0

وأعجب كثيرا من بعض المعالِجين الذين يتسرعون في قضايا التشخيص ، فيطلقون العبارات والكلمات دون أن يحسب لها حساب ، أو أن توزن بميزان الشريعة ، وقد يكون لتلك الكلمات وقع وتأثير على نفسية المرضى وأحاسيسهم ومشاعرهم ، وقد سمعت عن البعض ممن يشخص عن طريق الهاتف أو المشافهة ، دون الرقيـة ودون الدراسة والبحث والتقصي وهذا مطلب أساسي يحتاجه المعالِج ليكون قريبا من الحقيقة والواقع ، وإن دلت تلك التصرفات على شيء فإنما تدل على جهل أولئك ، وافترائهم وقولهم بغير علم ، ومثل هذه السلوكيات والمناهج العلاجية تؤدي لمفاسد عظيمة يترتب عليها محاذير شرعية لا يعلم مداها وضررها إلا الله 0



قال الشيخ عبدالله السدحان :
( إن الأوهام والظنون هي التي تعصف بالناس ولو بحثت عن الحق لأعياك طلبه ! لذلك ذم الله - عز وجل - الظن ، فقال : ( وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِى مِنْ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ) ( سورة يونس – الآية 36 ) 0 وإن الله - عز وجل - نهى عن الركض وراء الأوهام والتخمينات ، فقال : ( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً ) ( سورة الإسراء – الآية 36 ) 0
فليستخدم الراقي فكره وتجربته بعيدا عن الظنون والتخرصات ، فيستخلص الحقائق عن هذا المريض ثم يحلل هذه الحقائق على بصيرة ثم يستخدم عقله وتفكيره وبعدهـا يتخذ قرارا حاسما مبنيا على علم وبصيرة ) ( قواعد الرقية الشرعية – ص 23 ) 0

وجزاكم الله كل خير

أخوكم/ عمر السلفيون

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة