عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 31-03-2021, 02:15 PM   #1
معلومات العضو
أحمد بن علي صالح

افتراضي أمرنا بأربع و نهانا عن خمس ...

2974 - " أمرنا بأربع ، و نهانا عن خمس : 1 - إذا رقدت فأغلق بابك ، 2 - و أوك سقاءك ،
3 - و خمر إناءك ، 4 - و أطف مصباحك ، فإن الشيطان لا يفتح بابا ، و لا يحل
وكاء ، و لا يكشف غطاء ، و إن الفأرة الفويسقة تحرق على أهل البيت بيتهم . 1 -
و لا تأكل بشمالك ، 2 - و لا تشرب بشمالك ، 3 - و لا تمش في نعل واحدة ، 4 - و
لا تشتمل الصماء ، 5 - و لا تحتب في الإزار مفضيا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 1172 :

أخرجه بهذا التمام ابن حبان ( 1342 - موارد ) : أخبرنا عبد الله بن أحمد بن
موسى - عبدان - : حدثنا محمد بن معمر حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن أبي الزبير
عن جابر قال : فذكره مرفوعا . قلت : و هذا إسناد صحيح ، رجاله كلهم ثقات
على شرط مسلم ، و قد صرح ابن جريج و أبو الزبير بالتحديث كما يأتي ، غير شيخ
ابن حبان : عبدان ، و هو الأهوازي ، و هو حافظ حجة ، له ترجمة جيدة في " تذكرة
الحفاظ " و " السير " ( 14 / 168 - 172 ) . و أخرجه أبو عوانة في " صحيحه " ( 5
/ 508 ) و أحمد ( 3 / 297 - 298 و 322 ) و كذا مسلم ( 6 / 154 ) من طرق عن ابن
جريج : أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله .. فذكر المناهي الخمس دون
النهي عن الشرب ، و ذكر مكانها : " و لا تضع إحدى رجليك على الأخرى إذا استلقيت
" . و زاد أحمد : " قلت لأبي الزبير : أوضعه رجله على الركبة مستلقيا ؟ قال :
نعم . قال : أما ( الصماء ) - فهي إحدى اللبستين - : تجعل داخلة إزارك و خارجته
على إحدى عاتقيك . قلت لأبي الزبير : فإنهم يقولون " لا يحتبي في إزار واحد
مفضيا ؟ قال : كذلك سمعت جابرا يقول : لا يحتبي في إزار واحد . قال حجاج عن ابن
جريج : قال : عمر ولى <1> مفضيا " . ثم روى مسلم و أبو عوانة و غيرهما من طرق
أخرى عن أبي الزبير النواهي الأربع ، و في رواية لهما : " و أن يحتبي في ثوب
واحد كاشفا عن فرجه " . زاد أبو عوانة في رواية له : " مفضيا إلى السماء " .
و أخرجه أحمد ( 3 / 362 ) من طريق حماد : أنبأنا أبو الزبير به ، فذكر الحديث
بتمامه بأوامره و نواهيه ، مع اختصار بعض الخصال ، و زاد : " و أن نكف فواشينا
حتى تذهب فحمة العشاء " . و تابعه الليث بن سعد عن أبي الزبير بالشطر الأول من
الحديث دون النواهي و دون الكف . أخرجه مسلم ( 6 / 105 ) و غيره . و هو مخرج في
" الإرواء " ( 39 ) و رواه عطاء بن أبي رباح عن جابر عند الشيخين ، و قد سقت
لفظه و خرجته هناك . بقي شيء واحد ، و هو أنني في كل الطرق المتقدمة و من
المصادر المختلفة ، لم أجد الخصلة الثانية من النواهي الخمس : " و لا تشرب
بشمالك " ، فأخشى أن تكون وهما من بعض الرواة ، دخل عليه حديث في حديث كما يقع
ذلك من بعضهم أحيانا ، فإن هذه الخصلة ثابتة في أحاديث أخرى منها حديث ابن عمر
بلفظ : " لا يأكلن أحد منكم بشماله ، و لا يشربن بها ، فإن الشيطان يأكل بشماله
، و يشرب بها " . و هو مخرج فيما تقدم مع غيره مما هو بمعناه ( 1236 ) . (
تنبيه على أمور ) : الأول : وقعت الجملة الأخيرة من النواهي في " الموارد "
هكذا : " و لا تحتب و الإزار مفضي " . و في " الإحسان " ( 4 / 89 / 1273 /
المؤسسة ) : " و لا تحتب في الدار مفضيا " . و زاد تحريفا في الطبعة الأخرى (
رقم 1270 ) : " و لا تخبب في الدار مفضيا " !! و شرحه الجاهل في التعليق عليه
بقوله : " الخبب ضرب من العدو . النهاية 2 / 3 " ! فأقول : نعم هذا هو معنى "
الخبب " ، و لكن ما علاقته بهذه الفقرة هنا ، و ما معناها ؟! أهكذا يكون ضبط
النص من القائم على " مركز الخدمات و الأبحاث العامة " ؟! أم الأمر كما قال صلى
الله عليه وسلم : " من تشبع بما لم يعط فهو كلابس ثوبي زور " ؟! الثاني : لقد
أطال المعلق على طبعة المؤسسة من " الإحسان " في تخريج الحديث ، و عزاه لجمع من
المؤلفين منهم مسلم دون أن ينبه على الفرق بين رواية ابن حبان ، و رواية مسلم و
غيره التي ليس فيها جملة : " و لا تشرب بشمالك " ، و لا لفظة " الإفضاء " ،
فضلا عن قوله في أول الحديث : " أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع ، و
نهانا عن خمس " ، فأوهم القراء أن الحديث عند مسلم و الآخرين بهذا التمام ،
أفهكذا يكون التحقيق ؟! الثالث : تفسير أبي الزبير للفظ " الصماء " بأن يجعل
داخلة إزاره و خارجته على عاتقه . أقول : لعل هذا يرجح تفسير الفقهاء لـ "
الصماء " ، و هو قولهم : أن يتغطى بثوب واحد ليس عليه غيره ، ثم يرفعه من أحد
جانبيه فيضعه على منكبه فتنكشف عورته ، و ذلك لأن راوي الحديث أدرى بمرويه من
غيره ، و لاسيما إذا كان تابعيا كأبي الزبير ، لأنه في هذه الحالة يغلب على
الظن أنه تلقاه من صحابي الحديث ، و هو جابر رضي الله عنه . و الله سبحانه و
تعالى أعلم .

-----------------------------------------------------------
[1] كذا الأصل و لم أفهمه . و لعل الصواب " قال ( عمرو ) لي : " ، و عمرو هو
ابن دينار . اهـ .


التعديل الأخير تم بواسطة أحمد بن علي صالح ; 31-03-2021 الساعة 02:16 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة