عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 19-07-2007, 02:54 PM   #2
معلومات العضو
بوراشد
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي

الاختلاط في العمل وفي المحاضرات الدينية
أجاب عليه:عبد الحكيم بلمهدي
السؤال:
نحن كشباب أو كموظفين طبيعة أعمالنا تحتم علينا التعامل مع النساء، وأحياناً نكون كموظفين في لجان فيها الرجال والنساء نجتمع كلجنة لاتخاذ قرارات أو دراسة مواضيع تهم العمل، فما هي حدود الاختلاط؟ وما الحد الذي لا يجب تجاوزه مع الجنس الآخر؟ وهل يعتبر اجتماعنا في لجنة تضم الجنسين اختلاطاً؟
وقد كثر في الفترة الأخيرة الدعاة الذين يقيمون المحاضرات بوجود الجنسين معا، فهل هذا يعتبر اختلاطاً؟

الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالاختلاط هو اجتماع الرجال بالنساء، سواء كان ذلك في أماكن العبادة أو العمل أو السوق أو في أي مكان آخر، وعليه فما أنتم عليه في أماكن عملكم واجتماعاتكم اختلاط، وهذا أمر لا يحتاج إلى إقامة الدليل عليه.
والذي يحسن بيانه هو حكم الاختلاط بين الجنسين من غير المحارم، سواء بقصد التعليم أو العمل أو التجارة أو الدعوة أو غير ذلك.
ومن المسلَّم به أن الله تعالى خلق الرجل والمرأة، وجبل كل واحد منهما على الميل إلى الآخر حتى يُحفظ النسل، وشرع الزواج لتحقيق هذه الغاية، وحد حدودا في التعامل بين الجنسين لا يجوز تعديها. فأمر المرأة بالقرار في بيتها، ولا تخرج إلا لحاجة، ووضع عنها حضور الجمعة والجماعة، وجعل من شروط وجوب الحج عليها وجود محرم معها، ومنعها من الخروج متعطرة حتى لا يستشرفها الرجال، وأمرها بالحجاب.
وإن مما عمت به البلوى في بلاد المسلمين في الأزمنة المتأخرة اختلاط الرجال بالنساء في مجالات كثيرة يصعب حصرها، ولا يخلو منها مجتمع مسلم بين مقل ومستكثر، وقد رأيت لبعض الأفاضل فتوى في هذا الباب أوردها هنا لما رأيت فيها من ضوابط تحد من الفساد ولا تصد الأبواب، فمن الضوابط التي ذكرت:
1- الالتزام بغض البصر من الفريقين، فلا ينظر إلى عورة، ولا ينظر بشهوة، ولا يطيل النظر في غير حاجة، قال تعالى: "قل للمؤمنين يَغُـضُّوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون.. وقل للمؤمنات يَغْـضُضْنَ من أبصارهن ويحفظن فروجهن". [النور:30-31].
2- الالتزام من جانب المرأة باللباس الشرعي المحتشم، الذي يغطي البدن، ولا يشف ولا يصف، قال تعالى: "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ولْـيَـضْرِبْنَ بخُمُرِهِنَّ على جيُوبهن". [النور:31]. وقال تعالى في تعليل الأمر بالاحتشام: "ذلك أدنى أن يُعْرَفْنَ فلا يُؤْذَيْنَ" [الأحزاب:59]. أي أن هذا الزيَّ يميز المرأة الحرة العفيفة الجادة من المرأة اللعوب المستهترة، فلا يتعرض أحد للعفيفة بأذى ؛ لأن زيها وأدبها يفرض على كل من يراها احترامها.
3- الالتزام بأدب المسلمة في كل شيء، وخصوصًا في التعامل مع الرجال:
أ- في الكـلام، بحـيث يكـون بعيدًا عن الإغـراء والإثارة، وقد قال تعالى: "فلا تَخْـضَعْنَ بالقول فيطمع الذي في قلبه مَرَضٌ وقلن قولاً معروفًا". [الأحزاب:32].
ب- في المشي، كما قال تعالى: "ولا يـضربن بأرجلهن ليُعْلَمَ ما يُخْفِين من زينتهن". [النور:31]، وأن تكـون كالتي وصفها الله بقوله: "فجـاءته إحداهما تمشي على استحياء". [القصص:25].
جـ- في الحـركة، فلا تتكسر ولا تتمايل، كأولئك اللائي وصفهن الحديث الشـريف بـ "المميـلات المائـلات" ولا يـصدر عنهـا ما يجعلهـا من صنف المتبرجات تبرج الجاهلية الأولى أو الأخيرة.
4- أن تتجنب كل ما من شأنه أن يثير ويغري من الروائح العطرية، وألوان الزينة التي ينبغي أن تكون للبيت لا للطريق ولا للقاء مع الرجال.
5- الحذر من أن يختلي الرجل بامرأة وليس معهما محرم، فقد نهت الأحاديث الصحيحة عن ذلك، وقالت :" إن ثالثهما الشيطان " أخرجه الترمذي (2165)، وغيره. إذ لا يجوز أن يُخَلَّى بين النار والحطب. وخصـوصًا إذا كانت الخلـوة مع أحـد أقارب الـزوج، وفيه جـاء الحـديث: "إياكـم والدخـول على النسـاء"، قالـوا: يا رسـول الله، أرأيت الحَمْـو؟! قال: "الحمو الموت" صحيح البخاري (5232)، وصحيح مسلم (2172)! أي هو سبب الهلاك، لأنه قد يجلس ويطيل الجلوس، وفي هذا خطر شديد.
6- أن يكون اللقاء في حدود ما تفرضه الحاجة، وما يوجبه العمل المشترك دون إسراف أو توسع يخرج المرأة عن فطرتها الأنثوية، أو يعرضها للقيل والقال، أو يعطلها عن واجبها المقدس في رعاية البيت وتربية الأجيال.
أما السؤال الثاني المتعلق بحضور النساء والرجال مجالس الوعظ والتذكير أو المحاضرات والندوات العلمية، وهي الظاهرة التي برزت مؤخرا، وبخاصة مع انتشار القنوات الفضائية، ونحن فيها تبع للغرب؛ لأنها نشأت عندهم ثم انتقلت إلينا، فالذي ينبغي هو الحرص على الفصل بين الجنسين، إما بجعل مكانين أحدهما للرجال والآخر للنساء، وفي أقل الأحوال أن يجعل الرجال في المقدمة ويؤخر النساء، مع مراعاة الضوابط التي ذكرت أعلاه، ولا حرج في حضور الكافرة والفاسقة مثل هذه المجالس؛ فلعل الله تعالى أن يهديهما إلى الإسلام.

موقع الإسلام اليوم
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة