عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 19-02-2009, 09:37 AM   #1
معلومات العضو
خالد الهنداوي
إشراقة إشراف متجددة
 
الصورة الرمزية خالد الهنداوي
 

 

افتراضي عز الامة في هذه الكلمة وذلها في تركها

من أجل تحقيق العبودية لله وحده خُلقت الخليقة وأُرسلت الرسل وأُنزلت الكتب وشُرعت الشرائع، وفيها افترق الناس إلى مؤمنين وكفار، وسعداء وأشقياء. فتحقيق العبودية لله وحده هو أصل الدين وأساسه ورأس أمره.



"لا إله إلا الله" موقعُها من الدين فوق ما يصفه الواصفون ويعرفه العارفون، كلمةٌ جليلة، ذات فضائل عظيمة وفواضل كريمة ومزايا جمّة، لا يمكن لمخلوق استقصاؤها ولا حصرها، لها من المكانة ما لا يخطر ببال، ولها من المزايا ما لا يدور في خيال.



v هي زبدة دعوة الرسل وخلاصة رسالتهم: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنَاْ فَٱعْبُدُونِ** [الأنبياء:25]، {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجْتَنِبُواْ ٱلْطَّـٰغُوتَ** [النحل:36].

v "لا إله إلا الله" هي العروة الوثقى التي من تمسَّك بها؛ نجا وربح، ومن أخلّ بها؛ هلك وخسر: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِٱلطَّـٰغُوتِ وَيُؤْمِن بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ** [البقرة:256].

v كلمة التوحيد هي منتهى الصواب وغايتُه، وأفضل الكلم وأجلُّه، قال جلَّ وعلا: {يَوْمَ يَقُومُ ٱلرُّوحُ وَٱلْمَلَـٰئِكَةُ صَفًّا لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَابًا** [النبأ:38]. قال ابن عباس -رضي الله عنه-: "الصواب: لا إله إلا الله"

v "لا إله إلا الله" هي أفضل الحسنات وأجلُّ القربات، قال جلَّ وعلا: {مَن جَاء بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مّنْهَا** [النمل:89]، ثبت في المسند أن أبا ذر -رضي الله عنه- قال للنبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-: أفمنَ الحسنات "لا إله إلا الله"؟! قال: (نعم، هي أحسن الحسنات)

v "لا إله إلا الله" أفضلُ الأعمال وأكثرها تضعيفًا، في الصحيحين عن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنه قال: (من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة كانت له عدل عشر رقاب، وكتب له مائة حسنة، ومُحي عنه مائة سيئة، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به، إلا أحد عمل أكثر من ذلك)

v هذه الكلمة لو وُزنت بالسماوات والأرض لرجحت بهن عند الله -جلَّ وعلا-، في المسند بسند حسن عن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنه قال: (إن نوحًا قال لابنه: آمرُك بـ"لا إله إلا الله" فإن السماوات السبع والأرضين لو وضعت في كفة ووضعت "لا إله إلا الله" في كفة لرجحت بهن "لا إله إلا الله"، ولو أن السماوات السبع [كنَّ] حلقة مبهمة لقصمتهنَّ "لا إله إلا الله")

v من فضائلها أنها ليس لها دون الله حجاب، بل تخرق الحجبَ حتى تصل إلى الله -جلَّ وعلا-، ففي الترمذي بإسناد حسن عن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنه قال: (ما قال عبد: لا إله إلا الله مخلصًا إلا فتحت له أبواب السماء، حتى تفضيَ إلى العرش ما اجتُنبت الكبائر)

v "لا إله إلا الله" نجاة لقائلها من النار، ففي صحيح مسلم أن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- سمع مؤذِّنًا يقول: الله أكبر الله أكبر، فقال رسول -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (على الفطرة)، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله، فقال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (خرج من النار)

وفي الصحيحين من حديث عتبان أن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: (إن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)



v "لا إله إلا الله" هي أفضل الذكر وأعظمه، جاء في الترمذي بسند حسن أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: (أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله)

v من قالها خالصًا من قلبه كان من أسعد الناس بشفاعة رسولنا -صلَّى الله عليه وسلَّم-، في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: يا رسول الله، من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (لقد ظننتُ -يا أبا هريرة- أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد اولي منك لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعدُ الناس بشفاعتي من قال: لا إله إلا الله خالصًا من قلبه)

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة