الموضوع: خريف الأشياء
عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 08-09-2012, 11:20 PM   #1
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

افتراضي خريف الأشياء

كلّ له خريفه الخاص
وقليل منا يعترف أنه يعيش خريف الساعات بينما شمس الصيف ملتهبة
أو مطر الشتاء سيّالا
إننا نهائيا، لا نريد الاعتراف بجهلنا الجغرافي والفلكي
ونريد للخريف أن يأتي في موسمه الخاص
موسم حضرّنا أنفسنا له
الا ان الخريف هو الفصل الوحيد الذي يأتيك في أي فصل
وفي كل فصل


ثمة أمور تنتهي .. هكذا ببساطة
ونحن لا نريدها ان تنتهي ، فنجري ما نجري من عمليات التنفس الاصطناعي لقلب توقف عن النبض
ظنا منا ان ما ينقصه هو الهواء ، وانه مات خنقا ...
رغم انه ببساطة مات من جراء سكتة قلبية لسبب ما ، لن يفيدنا ان نعرفه
فمعظم ما يحدث في الحياة لكثير من حالات وفاة الامور ، مقيد مدنيا بالسكتة القلبية ...المفاجئة
مهما كانت تلك مفاجأة

قد يموت جنين في الرحم ، وقد يموت وليد فور ولادته
وقد يصرع أحدهم في حادث سيارة في هذا العمر او ذاك
فما الذي يجعلنا نستغرب سقوط أوراق أشجار خضراء متألقة في عز الربيع؟
ولماذا نتعلق بدعوى فساد الجذور لنتقبل هذا الموت ؟
وهل نحتاج الى سبب لحلول الخريف وسقوط الأشياء


اذا داهمك الخريف.....
فلا ترهق نفسك بتحليل الاسباب ، ولا استدعاء الظواهر الجوية و الأحداث ، فما سقط لن يسمع نداءك
ولن يفيد الدرس الذي ستخرج فيه بعد رحلة لوم الذات ، فهو أشبه بالمشط الذي يهديك اياه احدهم بعدما تفقد كل شعرك


الحقيقة الوحيدة هي أن ، ما مات مات ، ولن تنفع محاولة اعادة اللون الأخضر الى اوراق الخريف
وكل ما يجب ان تفعله
هو ان تتعلم كيف تتقبل النهايات
فلن يثنيها رفضك عن التربع في أعز ممالكك




فليكن
لن يزعجنا موت الأشياء
طالما تُسبّبُ لنا حياتها ازعاجا فتاكا قاتلا .


انظر كيف يتقبل الاموات موتهم
وتتقبل الاشياء الرحيل


إذا فقدت شيئا....
فلن يتغير طابع الحياة وروتينها ، مهما تغيرت نظرتك اليها
ولن تتحول طقوس الأيام ، رغم كل ما تشعر به
ولن يُعلن على حرمانك الحداد في أي مكان

فلربما..
كان ما فقدتَه شيئا تافها..لتلك الدرجة !؟

التعديل الأخير تم بواسطة فاديا ; 09-09-2012 الساعة 06:20 AM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة