عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 14-01-2013, 08:09 PM   #6
معلومات العضو
حافظ غندور
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي الروح

الروح

الروح في القرآن الكريم مستقلة عن العقل والنفس و الجسد
فالجسد مشترك بين كل المخلوقات
والعقل يميز الانسان عن باقي المخلوقات
و النفس كذلك تميز الإنسان عن باقي المخلوقات
اما الروح فتميز البشر عن بعضهم بعضاً


فما هي الروح ، وما ماهيتها ؟

الروح عبارة عن مصطلح ذو طابع ديني وفلسفي يختلف تعريفه وتحديد ماهيته في الأديان والفلسفات المختلفة، ولكن هناك إجماع على أن الروح عبارة عن ذات قائمة بنفسها، ذات طبيعة معنوية غير ملموسة. ويعتبرها البعض مادة أثيرية أصلية من الخصائص الفريدة للكائنات الحية. استنادا إلى بعض الديانات والفلسفات فإن الروح مخلوقةً من جنسٍ لا نظير له في عالم الموجودات وهو أساس الإدراك والوعي والشعور. وتختلف الروح عن النفس حسب الاعتقادات الدينية فالبعض يرى النفس هي الروح والجسد مجتمعين ويرى البعض الآخر إن النفس قد تكون أو لا تكون خالدة ولكن الروح خالدة حتى بعد موت الجسد.

هناك جدل في الديانات والفلسفات المختلفة حول الروح بدءا من تعريفها ومرورا بمنشأها ووظيفتها إلى دورها أثناء وبعد الموت حيث أن هناك اعتقاد شائع أن للروح استقلالية تامة عن الجسد وليس لها ظهور جسدي أو حسي، ولا يمكن مشاهدة رحيلها ويعتقد البعض أن مفارقة الروح للجسد هي تعريف للموت ويذهب البعض الآخر إلى الاعتقاد أن الروح تقبض في حالتي الموت والنوم، ففي حالة الموت تقبض الروح وتنتهي حياة الجسد، وفي حالة النوم تقبض الروح ويظل الجسد حيا

الروح في القران الكريم :

عند سؤال المشركين للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عن الروح انزل الله تعالى قوله : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قليلا )

ولكن وردت الروح في القران الكريم بعدة معاني اخرى :

1- فالروح في القرآن الكريم خاصة بالمقربين من الله تعالى دون بقية البشر
قال تعالى : ( ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون )
وقال : ( رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاقِ )
وقال جل وعلا : ( لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروحٍ منه)

ففي الصورة القرآنية الأخيرة نرى العبارة أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروحٍ منه، فالروح أُيد بها هؤلاء بعد أن كُتب الإيمان في قلوبهم ، وهذا دليلٌ على أن الروح هي بمعنى الصلة والقربة من الله تعالى ويتم التأييد بها بعد وقوع الإيمان الصادق

وما يؤكد أن الروح تعني الصلة الأمينة والقربة مع الله تعالى ، هو وصف جبريل عليه السلام بالروح الأمين ، أي الصلة الأمينة بين الله تعالى وبين البشر ( نزل به الروح الأمين ، على قلبك لتكون من المنذرين )

ولما كانت كلمة الروح في القرآن الكريم تعني الصلة والقربة من الله تعالى ، فإن إضافة هذه الكلمة لله تعالى أعطتها خصوصية خاصة بها ، بأنها لا يعطيها إلا الله تعالى ، شأنها بذلك شأن المسائل التي أُضيفت إلى الله تعالى ، كالبيت الحرام ، والناقة التي أُرسلت بينة مع صالح عليه السلام ..
( وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود )
( قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم آية )


وهذه الروح التي يؤيد بها الله تعالى المقربين منه ، نُفخت في آدم ، وأُيد بها عيسى عليهما السلام ..
( وإذ قال ربك للملائكة إني خالقٌ بشراً من صلصالٍ من حمإٍ مسنون ، فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين )
( وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس )
( إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه )


2- الروح جاءت بمعنى العطاء الخالص :

وما يؤكد أن الروح تعني العطاء الخالص من الله تعالى ، صلةً وقربةً منه
قال تعالى : ( يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من رَوح الله إنه لا ييأس من رَوح الله إلا القوم الكافرون )

إن الرَّوح من مشتقات الروح .. وواضحٌ أن العبارة القرآنية ( رَوح الله ) تعني مدد الله تعالى وصلته والقربة منه .. وفي النص القرآني التالي نرى أن هذه القربة إلى الله تعالى لا ينالها بعد الموت إلا المقربون ..
( فأما إن كان من المقربين ، فرَوحٌ وريحانٌ وجنة نعيم )

وفرق القرآن الكريم بين الإرادة كقوة مجردة تنبع من النفس المجردة عن المادة ، وبين المشيئة كقوة مادية ساحتها عالم الوجود المكاني والزماني ، نتيجة تنفيذ الإرادة في هذا العالم الحسي ..وبما أن العالم المجرد الذي تنتمي إليه النفس المجردة ، لا يقبل المتناقضات للمسألة الواحدة ، فإن الإرادة كقوة تنبع من هذه النفس المجردة ترد في القرآن الكريم بجميع صيغها بحيث لا تحمل المتناقضات للمسألة الواحدة .. فلا توجد عبارة قرآنية واحدة ترد فيها مشتقات الإرادة بحيث يتم عطف مسألتين متناقضتين على هذه الإرادة ..
قال تعالى : ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر )

إننا نرى أن اليسر والعسر كمسألتين متناقضتين ارتبطتا بإرادتين مستقلتين ، وذلك بورود كلمة يريد مرتين مرة لليسر ومرة للعسر ..أما المشيئة كتفاعل مادي في هذا العالم الحسي الذي يحوي المتناقضات ، ترد في القرآن الكريم أحياناً بحيث تحمل المشيئة الواحدة مسألتين متناقضتين ، أي من الممكن عطف مسألتين متناقضتين على مشتق من مشتقات المشيئة في القرآن الكريم ..
قال تعالى : ( يمحو الله ما يشاء ويثبت الرعد )
وقال : ( لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر المدثر )

إننا نرى أن المحو والإثبات كمسألتين متناقضتين تم عطفهما على مشيئة واحدة ، وكذلك الأمر بالنسبة للتقدم والتأخر ...
وهكذا نرى أن القرآن الكريم ميز بين ثلاثة عناصر مختلفة :

الجسد : ويشترك فيه الإنسان مع الحيوان
العقل : ويتميز به الانسان عن الحيوان
النفس : ويتميز بها الإنسان عن الحيوان .
الروح : ويتميز بها المقربون من الله تعالى عن باقي البشر ، فهي مميزة بين البشر انفسهم


يتبع ...
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة