عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 31-01-2012, 01:27 PM   #1
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

افتراضي الكوارث العاطفية


كوارث لا يقل أثرها عن باقي الكوارث الكونية ، ويا حبذا لو انكبّ كل الباحثين والفلاسفة والخبراء في وقتنا الحاضر على دراسة أبعاد هذه القضية بدل انهماكهم في ابحاث قد لا يكون من وراءها طائل .

ذلك ان هذا الفيروس يصيب أكثر من نصف سكان ( كوكب الأرض ) ، وبالذات- الاقوام العربية - من حيث خطورة خسائره - اكثر من غيرها ، انتظر فقط ان يطمئن اليك احدهم فيرفع قناعه عن وجهه ويقول ( لقد اصبت )

ولكن لأننا العرب... قدريون .. نستسلم للعواطف ونترك للأيام مهمة تدبيرنا .. ونحتوي على جينات وراثية من الاستكانة والاستعداد دوما للتضحيات المجهولة.. في سبيل اي شيء
كل هذا جعلنا أمة تحتاج الى التخلص ( من هشاشتها العاطفية ) لكي تصبح امة قوية تبلي بلاءا حسنا في الحروب العالمية

هذه الهشاشة التي صنعتها ربما أفلام ومسلسلات واغان تمجد الحب والانتظار وتستعذب مرارة الهجر والجحود ، مما يكشف عن جانبا مازوشيا يرافق الهشاشة بداخلنا

فأصبح كل قيس يبحث عن مجنونته .. وكل ليلى تبحث عن مجنونها... غير مدركين أن الحب والخيبة وجهان لعملة واحدة لأن الحب يولد بخيالات اكبر من اصحابها

وهذه الفلسفة صحيحة ... يجب ان يكون هناك نسب من الاعتماد العاطفي على أشياء كثيرة في الحياة
لا تضعوا البيض في سلة واحدة ..ان انكسرت ..انكسرت الحياة

إذ على المرء ان يتخذ كل التدابير العاطفية الواقية لمواجهة الانشطار الذري العاطفي ، حتى لا يحل به ما حل بمدينة هيروشيما ونجازاكي
وان لا يضع جل استثمارات مشاعره في بنك واحد ، لكي يضمن نفسه من الخسارة اذا انهارت استثماراته كانهيار اسواق البورصة العالمية ،
وان يحرص على استخدام المظليات الارضية ، حتى لا يتحطم عندما يسقط من علو احلامه واوهامه الشاهق



ليتنا نحن العرب ، نتعلم شيئا من الثقافة الغربية في مواجهة الازمات والاستعداد لها ، ونأخذ كل احتياطاتنا حتى ننجو بأقل الخسائر ، مثل الدول الاجنبية التي تعيش في محيط الزلزال فتتصدى له بقوة البناء

اعتقد ان هذا موضوع يخرج عن كونه شخصي ، بل قضية قومية من الممكن اعلانها أزمة من الأزمات الاخرى الطبيعية و على المختصين اعادة النظر في بحثها ومعالجتها .

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة