عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 08-09-2008, 09:34 PM   #1
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

افتراضي تفاحة عسيرة الهضم

المبدع العربي ..حلم وكابوس.

يرتبط هذا ارتباطا وثيقا بالسؤال الأزلي : لماذا تزداد الأقطار الغنية غنى والفقيرة فقرا ؟؟


تتعدد الأسباب التي تدفع الأدمغة العربية إلى الهجرة، أو التباطؤ والنكوص إن لم تجد سبيلا الى الهجرة ،

فمنها ما يتصل بعوامل داخلية، ومنها ما يعود لأسباب موضوعية تتعلق بالثورة التكنولوجية والتقدم العلمي الذي لا يزال الغرب حقله الفعلي.

في العوامل الداخلية لا تبدو الدول العربية معنية بالإفادة من الاختصاصات العلمية وتأمين مجالات إبداع لأصحابها، فيجد أصحاب العقول أنفسهم ضحايا الإحباط الذي يصيب كثيرون من الذين يصرون على البقاء في بلادهم ،
ويزيد شعورهم مرارة عندما يلمسون مدى إهمال الدولة ومؤسساتها ، لمؤهلاتهم العلمية وضرورة الإفادة منها،
أو عندما يرون كيف تتم الاستعانة بخبراء أجانب لقضايا تتوافر فيها الكفاءات اللازمة محلياً. ويزيد ضعف وجود مراكز البحث العلمي من الأزمة ، حيث يستحيل الإفادة من الأبحاث العلمية وتوظيفها في خدمة المجتمع، فتتحول الاختصاصات العلمية التطبيقية إلى اختصاصات نظرية، تنعكس على العالم والباحث، تراجعاً في مستواه العلمي أو في إمكان تطوير قدراته المعرفية. ويتصل هذا الموضوع مباشرة بعدم وصول المجتمع العربي إلى مرحلة يرتبط فيها النشاط العلمي والتكنولوجي بحاجات المجتمع.
ويصبح لقرار الهجرة مسوغاته الذاتية والموضوعية.

يضاف إلى ذلك واقع حرية الرأي والتعبير ، التي تعاني تقييداً وقمعاً،
وهي أمور ذات أهمية كبيرة يحتاج فيها الباحث إلى الحرية في البحث والتحقيق وتعيين المعطيات وإصدار النتائج.
ولا يزال العالم العربي يتعامل مع الأرقام بصفتها معطيات سياسية ذات حساسية على موقع السلطة، وتشير تقارير عربية إلى تدخل السلطة السياسية في أكثر من ميدان لمنع إصدار نتائج أبحاث أو دراسات، وذلك خوفاً من أن تؤثر نتائج الدراسات في الوضع السياسي السائد.



ومن أهم الأسباب التي تميزنا كمجتمع عربي ، الأنانية و التنافس والحسد على أغراض شخصية وأمور دنيوية
فالغيرة بين الأنداد، والمعاصرة سبب للمنافرة، وأسوأ هذا النوع الغيرة بين العلماء،
ونعني بذلك علماء السوء، أما العلماء الربانيون فلا يتنافسون ولا يتحاسدون، لأنهم يعلمون أن أجرهم و نوالهم من الله ذي النوال العظيم والخير العميم.

ولا أدري ، يبدو في عالمنا العربي أنه ليس لدينا مشاكل فكرية او حياتية ...إلا اضطهاد المبدعين !
قد يقال إنها رقة حالنا، ولا أرى إلاّ أنه هواننا على الناس وعلى أنفسنا قبل كل شيء،
وعدم الإخلاص في أبسط صورة.

أن عين العربي التي تقع أسيرة الانبهار بالمدينة الغربية فقط، لأنها تعاني من ( عمى معرفي ) فلا ترى العلوم الا بعد أن يوقّع عليها الغرب ، ولا تتجاوزها لرؤية السلبيات ،
تنطوي هذه العدسة العربية بنفس الوقت في بنيتها التحتية أو الخفية البانورامية ، على كثير من المتناقضات أيضاً، فلا تتردد في التقاط ( سلبيات الأخ العربي ) فقط و في رصد وتسجيل الجانب المظلم للتقليل من شأنه وإبعاده عن الساحة.

ومع ظهور كل مبدع عربي تتأكد حقيقة أن الزهو العربي العلمي ، سيظلّ وقفاً على الماضي أو ( الأنا التاريخية للذات العربية )، في فعل تعويضي حيال إفلاس الحاضر الجارح أو عجز الأنا الراهن.

إن إدراكنا بأن الافتخار بتراث الماضي وحده لا يبني مجتمعاً ناهضاً ولا يشيد حضارة معاصرة قادرة على انتشال الذات العربية من وهدة التخلف إلى ذرى التقدم ما لم تواكبها منجزات العصر التكنولوجية والعلمية، استيعاباً وتحقيقاً، ممارسة وتطبيقاً، مع ذلك ما زلنا عاجزين عن الإنجاز، وكلنا يعلم أن العلوم والتكنولوجيا في عالم اليوم أساسهما العلم والفكر العلمي .

ومن إيجابيات الإبداع العلمي ، الإيمان بأن التقانة والثقافة معاً هي السبيل الأمثل إلى تشكيل عالم عربي اليوم، الأمر الذي يجب أن يدفعهم إلى الإلتزام أكثر بالثقافة الإسلامية والتي تعتبر العلم إنسانيا قبل أي شيء آخر .
هذا البعد الرسالي فيما ترسّب في المخزون الثقافي الإسلامي للأدمغة العربية إذا ارتبط بإتقان العلوم ، يُظهر قوة عند البعض في حال نشاط فاعل، ولا يلبث هؤلاء أن يقعوا ضحية الإحباط واليأس ، لأن رسالتهم قد تناقضت مع مصالح الغير فجعلتهم عرضة للإضطهاد والتعتيم ، هذا ما يحدث عادة في أرضنا العربية .


كيف يحقق المبدعون العرب أحلامهم ويتجاوزون كوابيسهم ؟؟؟

ما الذي فعلته أمم أخرى كانت في مثل موقفنا الحضاري، لكنها تجاوزت محنتها وخرجت من أزمتها وحققت مشروعها الحضاري،؟

وكيف كان ذلك، وما السبيل لمحاكاتهم ؟

ولماذا لم تستطع الأمة العربية أن تحسم مصيرها وتستكمل نهضتها وتحقق أهدافها كما فعلت أمم غربية كثيرة؟


من الصعب على العرب تجاوز حالات التخلّف التي يتضافر فيها الاستبداد السياسي مع الجمود الفكري والتعصب الأناني الذاتي، في خنق روح الابتكار وقمع القدرات الخلاقة للإبداع في كل مجال، ودفعها إلى التراجع والتقهقر الذي ينحدر بمسيرة الأمة.


إن تغيير الفرد قبل الجماعة، والبدء من المجتمع قبل السلطة، وهذا هو الوعي الاجتماعي القادر على أن يحدّ من قوة السلطة، وأن يحفزها أو يجبرها على التغيير.

كما أنه من الواجب تغيير زاوية الرؤية ضيقة المدى لدى العيون العربية ، والفهم الصحيح لفلسفة العلم والإتقان ،

نعم فقد كانت الذات العربية - إبان عصور العافية السياسية والمدّ الحضاري العربي الإسلامي - هي النموذج العلمي والمثال والقدوة أمام أوربا التي كانت تعيش عندئذ عصور الظلام من كل النواحي وخاصة العلمية ،

ولكن علينا أن نكف عن العيش في قصور ، ونعترف أن الزمن دار دورته ، وتبادل العرب والغرب المواقع، فأصبح الغرب هو مركز الثقل والعلمي والمعرفي والحضاري، فيما دخل العالم العربي في غيبوبة عصور الدُّجْنة الحالكة، لقرون متطاولة بما حملته من الإحساس بمركبات النقص وعقد الدونية إزاء هذه العقلية غير العربية صاحبة الثقافة المغايرة والغالبة ،
وتدور بحثاً في هذه العقليات الغربية عن علّة التخلّف لدينا ، رغم أن العلة موجودة في نفوسنا وأعماقنا وليست موجودة لدى الآخر الاوروبي ،

داخلنا سنجد الجواب لسؤالنا ...لماذا كان التفوق والغلبة من نصيب الآخر الغربي، وكان التخلف والهوان والهزيمة من نصيب الأنا العربي؟


وبعد ....


فهل آن الأوان لتحمل مسؤولية تخلفنا وضعفنا؟
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة