عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 14-05-2009, 06:41 PM   #5
معلومات العضو
زهراء و الأمل
مشرفة ساحة الأخوات المسلمات والعلاقات الأسرية

افتراضي

قالت :
تفرقوا عني أحبتي إن شئتم فلن أتوقف و سأحفظ العهد و الذمة
و بما تبقى لي من قوة و بكل ما أوتيت من همة
سأصل هناك رغم الجراح الداميات
و لو زحفا و إن كنت وحدي إلى القمة
أنتظر بلهفة و شوق سماع صوتك الشجي
أنت يا مؤذن الفلاح و العزة
لا أبالي بالنزيف من جراحي
و ان تكالبت على صدري كل الرماح
فانتظرت و انتظرت و لكن صوتك يا مؤدن غزة و القدس و الأقصى لم يصل
و كأنك ناديت أمتك لنصرتك فأبت لأنها مشغولة على لعاعة الدنيا الدنية تقتتل
ضيعت أثرك و محت عنوانك و لم يبق غير اسمك مرسوما على الأزل
سرت و أبيت التوقف عن المسير حتى وجدت مأذنتك وسط ازدحام الركام
كانت واقفة شامخة مغروسة بجذورها و قد تحطم كل من حولها
على جبينها قصة مكلومة روت المئاسي للجميع و حكت عن هولها
هناك
على عتبات بابك المحطم يا مسجدي بعدها وقفت
هناك أحسست أن قدمايا أبتا أن تواصلا المسير كاعتيادي
حنتا و أشفقتا ورقتا حتى لم تقويا بعدها على ارتيادي
كتمت المصاب بقلب من زجاج يتفطر تهشمه مكابدة الأنين
و ذكرياتي معك تنازعني و قد رسمت على صم شجي بالحنين
أيا مسجدي و قد تهدجت الحروف فما لها بعد رؤيا حالك انطاق
كأني بك أردت إحتضاني أنت الجريح و مواساتي في اشفاق
جذبني حبي إليك معلمي و مؤدبي يا أحب البيوت الى اعتناق
قالت و الصدق يسبق كلماتها
كما اخزنني أن خارت قوايا بعد جهد مسير تمنيته أن يطول
فقد أسعدني أن صارت الدماء بغزارة من عروقي تسيل
و لعل روحي تخرج بعدها هنا على أرضك الطيبة
حرة طليقة إلى السماء الأمنيات كنسيم طاهرعليل
لا أريد بعد اليوم دموعي أن تحرق الخدود
فشر سلاح المرء دمع يريقه إذا الحرب شبت نارها بالصوارم
أحست بأن جسدها يتهاوى مرغما ليتمدد فيعانق الترب و الثرى
فقالت له
رويدك أيها الجسد لا أريدك أن تسقط
رحماك بي فأنا كما تعرفني أبدا لا أحب السقوط
أكرمتني و سأرد لك الجميل
انزل فقد آن لك بعد العناء أن تستريح
و لكن انزل و أنت شامخ الأنف رافع الرأس رافلا في خلاخل العزة و الإباء
تماما كما فعل إخوانك الشباب و الشيوخ و الأطفال و النساء
عندما اختاروا أن يمضوا بكل الحب و الرضا لله شهداء
شباب لم تحطمه الليالي و لم يسلم إلى الخصم العرينا
و لم تشهدهم الأقداح يوما و قد ملأوا نواديهم مجونا
و ما عرفوا الأغاني مائعات و لكن العلا صيغت لحونا
و ما عرفوا الخلاعة في بنات و لا عرفوا التخنث في بنينا
و لم يتشدقوا بقشور علم و لم يتقلبوا في الملحدينا
و لم يتبجحوا في كل أمر خطير كي يقال مثقفونا
لي رجاء واحد أيها الجسد فهل تحرمني و قد آن الفراق ذاك الرجاء
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة