عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 18-11-2016, 10:17 PM   #3
معلومات العضو
ريحانة مغربية

افتراضي

الطريق الى قبول الأعمال 3 (سموم القلب)
مازلنا مع صلاح القلوب
وسنتكلم اليوم عن ...سموم القلب الأربعة
سموم القلب هي المعاصي ..وهى سبب هلاكه وموته ..
فمن أراد سلامة قلبه فعليه بتخليصه من آثار السموم ثم يتبعها بالمحافظة بامتناعه عن تعاطى سموم جديدة..وإذا تناول منها على سبيل الخطأ سارع إلى دواء التوبة والاستغفار والحسنات.
وسموم القلب أربعه:
1-فضول الكلام:
فاللسان من نعم الله العظيمة فإنه صغير في حجمه عظيم في طاعته وجرمه ..فالكفر والإيمان متوقف على شهادة اللسان..ومن أرخى له العنان سلك به الشيطان في كل ميدان ..حتى يورده البوار..ويسوقه إلى النار..فمن مداخل النار ومسالكها اللسان وما يتقول به ويتلفظ ..
فعن معاذ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه سلم قال: (...وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم ) رواه الترمذي وابن ماجه.
فالإنسان يزرع الشر أو الخير بقوله ثم يأتي يوم القيامة فيحصد ما زرع..فإن قال خيرا حصد الكرامة وإن قال شرا حصد الندامة..
والتحذير من آفات اللسان وبيان خطره وردت في القرآن والسنة.
قال تعالى : {مّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ**(18) ق
وعن عقبة ابن نافع قال قلت يا رسول الله ما النجاة؟ قال أمسك عليك لسانك ) رواه الترمذي وأحمد
وعنه صلى الله عليه وسلم قال : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت) رواه البخاري
وعن أبى هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار ابعد مابين المشرق والمغرب ).
وعن أبى الدر داء رضي الله عنه انه قال : (أنصف أذنيك من فيك (فمك) وإنما جعل لك أذنان وفم واحد لتسمع أكثر مما تتكلم ).
ولكثرة آفات اللسان من : الكذب والنميمة والفحش والمراء والتحريف والفضول والخوض في الباطل وهتك العورات وإيذاء الخلق والخصومة وتزكية النفس ..والتي يطبع عليها الشيطان حلاوة في القلب ..لذا عظمت فضيلة الصمت لما فيه من دوام الوقار.. والفراغ للفكر ...والتدبر والعبادة.. والسلامة من تبعات القول في الدنيا ...ومن حسابه في الآخرة ..

-2 فضول النظر :
هو النظر إلى مالا يحل النظر إليه وهو على العكس من غض البصر ..وقد أمرنا الله به .فى قوله تعالى : {قُلْ لّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَىَ لَهُمْ إِنّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ**(30) {وَقُل لّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنّ **(31) النور
وفضول النظر يدعو إلى الاستحسان فالنظرة سهم من سهام إبليس فمنه يدخل معها أسرع من نفاذ الهواء في المكان الخالي. ويجعل صورة المنظور صنما يعكف عليه القلب ويوقد فيه نار الشهوات فينسيه مصالحه ويقع في الغفلة والهوى وقال تعالى: ** وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً**(28) الكهف
وبين العين والقلب منفذ وطريق فإن فسدت العين فسد القلب وخرب وصعب عليه أن يحتوي معرفة الله ومحبته وطاعته. ويصبح مرتعا لكل ما هو خرب ويران عليه الظلمة وتقبل عليه سحائب البلاء والشر فيعمى القلب عن التمييز بين الحق والباطل.
وقد امرنا الله بغض البصر. والبس صاحبه نورا يضاء له قلبه وبصيرته فيورثه فراسة صادقة يميز بها السنة والبدعة..
فمن غض البصر عن محارم الله أطلق له الله نور بصيرته فيري الحق حقا والباطل باطلا


3- فضول الطعام:
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما ملأ ابن آدم وعاء شر من بطنه، بحسب أبن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه) رواه الترمذي وابن ماجه .
فقلة الطعام توجب رقة القلب وقوة الفهم ..وضعف الهوى والغضب وكثرة الطعام توجب العكس .
ففضول الطعام يدفع بالنفس إلى الشَره..ويثقلها عن الطاعات والعبادات ويحرك الجوارح للمعاصي ..فمن وقي شر بطنه فقد وقي شرا عظيما .
ولنا في رسول الله الأسوة الحسنه فعن عائشة رضي الله عنها قالت : (ما شبع آل محمد عليه الصلاة والسلام منذ قدم المدينة من خبز ُبر ثلاث ليال تباعاًَ حتى قبض ) رواه البخاري ومسلم .
وفي بعض أثار السلف ( إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة وخرست الحكمة وقعدت الأعضاء عن العبادة ).
وقال إبراهيم ابن أدهم: ( من ضبط بطنه ضبط دينه ومن ملك جوعه ملك الأخلاق الصالحة وأن معصية الله بعيدة عن الجائع قريبة من الشبعان ).ولعل في الصيام خير دليل على ذلك.فهو من أفضل القربات إلى الله.ففيه الصبر عن الشهوات الحلال ...فما بالك بالحرام !!
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يجوعون كثيرا..والله لا يختار لنبيه إلا أكمل الأحوال وأفضلها.


4- فضول المخالطة:
للأسف هي الداء العضال الجالب لكل شر. وكم سلبت المخالطة والمعاشرة من نعمة.. وكم زرعت من عداوة..وكم غرزت في القلب من سموم وهموم .
فيجب على العبد أن يأخذ من المخالطة بقدر الحاجة وما يعينه منها على الطاعات.والناس في ذلك أربعة أقسام

النوع الأول : الذي تكون مخالطتهم كالغذاء.لا يستغنى عنهم .كلما احتاج إليهم خالطهم .وهم العلماء والناصحون لله ولكتابه ولرسوله ولخلقه ..وفي مخالطتهم كل الربح .

النوع الثاني : الذين تكون مخالطتهم كالدواء يحتاج الإنسان إليه عند المرض ولا يحتاجهم في الصحة ..وهؤلاء الذين يحتاجهم لمعاشه
والمعاملات والاستشارات.وتنتهي المخالطة بانتهاء الحاجة إليهم .

النوع الثالث : الذين تكون مخالطتهم كالداء على اختلاف قوته من مرض عضال إلى مرض مزمن . ومنهم الذي لا يحسن الكلام فتستفيد منه ..ولا يحسن أن ينصت فيستفيد منك . ولا يعرف نفسه فيضعها في منزلتها . فإذا تكلم قال سفاهة ..وغرورا ..وإذا صمت كان كالرحا تثقل على القلب والبدن ..لا تربح منه دينا ولا دنيا ..وإذا ُأبتلى العبد بواحد من هذا الضرب وليس له بد من معاشرته.. فليعاشره بالمعروف ويعطيه ظاهرة ويبخل عليه بباطنه.. حتى يجعل الله له من أمرة فرجا ومخرجا .

النوع الرابع : الذين يكون في مخالطتهم الهلاك والدمار وهم بمنزلة السم ..قد يكون له ترياق وهنا العافية... وقد لا يكون.. وهنا لا ينفع العزاء ..وهم والعياذ بالله أكثر الناس لا أكثرهم الله..هم أهل الضلال والبدع الصادون عن ذكر الله وإتباع هدي نبيه صلى اله عليه وسلم . الذين يشككون الناس في عقيدتهم ويجعلون السنة بدعة والبدعة سنة .. الذين اشتروا الحياة الدنيا وباعوا الآخرة ..الملذات والشهوات غايتهم .. والحرام طريقهم... والشيطان دليلهم وقائدهم ..
هذا الضرب من الناس لا ينبغي للعاقل لا مجالستهم أو مخالطتهم وإن فعل ذلك فإما الموت لقلبه أو المرض العضال .

نسأل الله لنا ولكم ولجميع المسلمين العفو والعافية وصلاح القلوب وشفائها ..اللهم بيض قلوبنا وثبتها على مرضاتك وطاعتك ..وطيب مجالسنا بذكرك..واجعل جليسنا جليس خير ..ولا تخالطنا إلا بمن رضيت عنه ..وكن عونا لنا على جليس السوء وصاحب الدنيا ..ولا تجعل لهم علينا سبيلا ..واجعلنا حجة عليهم ..وقدوة لهم عسي الله أن يهديهم ..ويصلح أحوالهم .

واللقاء القادم إن شاء الله في حياة القلب ..وما ينفعه من غذاء ..إن كان فى العمر بقية ..
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
كتبه فضيلة الشيخ نشأت حسن رحمه الله و أسكنه فسيح جناته


    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة