عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 07-03-2010, 06:23 AM   #3
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

طول الحج ما نسمع إلا جئت أنا والمدام، سويت أنا والمدام، فعلت أنا والمدام، ذهبت أنا والمدام! طيب يا أخي! لماذا هذه اللغة الفرنسية؟ [مدري] أي لغة أخرى؟
ينبغي للمسلم أن لا يلجأ إلى هذه اللغات إلا عند الحاجة والضرورة عندما لا يجد بديلاً عنها، أما تأتي تقول: المدام، وميسيز [ومدري إيش] ومستر، وكلام فارغ؛ لتظهر للناس أنك تعرف اللغة كي يقولوا أوووه فلان ما شاء الله! ليتك حفظت بدلاً من هذا كتاب الله -عزَّ وجلَّ- أو آياتٍ من كتاب الله، أنا لا أحرِّم تعلم اللغة، لا، هذا من العلم المطلوب؛ لكن أقصد أن لا نتحدث به من غير حاجة.
فانظر إلى موقف الرجل أولاده يبكون طول الليل وهو واقف بالإناء حتى يفيق أبواه! الله أكبر! سبحان الله!
حدثني أحدهم أن ولده كان يقول له: يا بوي إذا جاء زملائي لا تجلس هنا حتى لا يروك وأنت رجل مُسِّن ورجل قرف!
يعني ما يريد الخنافس والجُعول -هم خنافس وجعول تجدهم، تعرفون الجُعول؟ جمع جَعْل. إنَّ طيب الورد مؤذٍ للجَعْلِ، أو للجُعَلِ.
فتجد هذا خنفس وهذا خُنفس وهذا خنفس ولا يريد أن يرى هؤلاء الخنافس أباه ذا اللحية الطويلة، والشيبة، والمستقيم على طاعة الله حتى لا يضحكوا عليه! يقولك إيش تبغى بهذا العاجز هذا القرف ذا! فانظر إلى أي حالٍ وصل الأمر!
ولكن كما تدين تدان، ما تفعله في آبائك سوف يفعله بك أبناؤك غدًا. إن رميتهم سوف يرمونك، إن أدخلتهم دار الرعاية سوف يدخلونك دار الرعاية، هذا إن سلمت من ضربهم ومن عقوقهم الذي هو أكبر.

يقول الرجل: فوقفت على رأسَيهما والصبية يتضاغون تحتي حتى أفاقا عند الصباح فشربا. اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه؛ فانفرج قليل من الصخرة؛ لكنه لا يتسع لخروجهم، انظر نتيجة الإخلاص، نتيجة الإخلاص لله -عزَّ وجلَّ-.
ثم قام الآخر وقال: يا رب! إنه كانت لي ابنة عم وكنت أحبها كأكثر ما يحب الرجال النساء، فراودتها عن نفسها فامتنعت ثم إنها ألمَّت بها فاقة -يعني أصابتها حاجة وأعوزت- فجاءت إليَّ تطلب العون والمساعدة؛ فقلت: حتى تُخلي بيني وبين نفسك؛ ففعلت وأعطيتها مئة وعشرين دينارًا أو درهمًا.
يقول الرجل: فلما جلست منها مجلس الرجل من امرأته، وفي رواية صحيحة: فلما قعدت بين رجليها -انظر خوف الله -عزَّ وجلَّ- ماذا يفعل بأصحابه؟ انظر، انظر! من يراهم؟ الله وحده، لا يراهم إلا الله، قالت هذه المؤمنة: اتقِّ الله، اتقِّ الله ولا تفضَّ هذا الخاتم إلا بحقه. -سبحان الله! حقه يعني الزواج-، يقول: فقمت. قام خوفًا من الله، -هنا أن تعبد الله كأنك تراه-، يقول: فقمت وتركت لها الدنانير وخليتها. اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرِّج عنا ما نحن فيه.
طبعاً هو تركها خوفاً من الله، لم يتركها لأنه رآى فلانًا أقبل عليه! وإنما عندما ذكَّرته بالله تذكر، ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ﴾؛ ثم انفرجت الصخرة؛ لكن ما زالت لا تتسع لهم.
ثم قام الثالث -والحديث في الصحيحين كما سمعنا- فقال: اللهم إنه كان لي أُجَراء -يعني عمال يعملون عنده- فأعطيت كل واحدٍ منهم حقه إلا واحدًا منهم ذهب ولم يرجع ليأخذ حقه، يقول: فثمَّرت له ماله، نمَّيته له حتى أصبح له وادٍ من الإبل، ووادٍ من البقر، ووادٍ من الذهب والفضة، ومن الرقيق يقول: فجاءني ذات يومٍ وقال: أي عبد الله! أعطني حقي -أجره الذي قبل سنين-، يقول: فقلت هذا الذي ترى أمامك كله حقك.
 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة