عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 09-08-2008, 08:42 PM   #5
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن اليوسف
إشراقة إشراف متجددة
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن اليوسف
 

 

افتراضي

كَيـفِيَّـةُ عَمـلِ الحجـامة:
الحجامةُ كأيِّ صناعةٍ من الصناعات،لها قواعدُ وأصولٌ متبعة في كيفيةِ عملها،والمذكور هنا مأخوذ مما ذَكرَه أهلُ الدِّراية بأحوال صِناعة الحجامة،وكذلك ما هو مبسوط في مؤلَّفات أهل الطب قديماً وحديثاً،وما ذُكِرَ في تضاعيف كتب أهل الحديث والفقه،وما رُقِمَ في الصحف والمجلات،وعلى مواقع شبكة الإنترنت .
فأقول :
1-المعدل الطبيعي لفعل الحجامة :
المعدل الطبيعي لفعل الحجامة بالنسبة للإنسان في عمره الوجودي:
واحدة كلَّ شهر،هذا في فعل الحجامة حفظاً للصحة،ودرءاً للمرض.أمَّا عِنْدَ الضرورة،فتُكرَّر حسب الحاجة إليها،مع ملاحظة:أنَّ التكرار الأفضـل أنْ يكون في الأسبوع مرَّةً واحدةً،وذلك لأنَّ جسم الإنسان يمكن له أنْ يجدد المفقود من الدم بعد أسبوع من عملية الحجامة.فالتكرار الزائد:قد يؤدي إلى الضرر البالغ للجسم.
والمختار:أنْ تُفعل الحجامة حفظاً للصحة كلَّ سنة مرَّة واحدة عندما يميلُ الطقس للدفء في الربيع(شهر إبريل،ومايو ) .
والأفضل:ترك الحجامة بالنسبة للأطفال دون سن البلوغ،وكذلك كبـار السن ممن وصلوا الستين من العمر؛فإن احتاجوا الحجامةَ:يكون شفط الدم يسيراً !! .

2-وقت فـعل الحجـامة :
الحجامة على قسمين رئيسين:اختيارية،وضرورية.
فالاختيارية:تُفعل بما يوافق ما ورد في أدلَّة الشرع من اختيار أيام معيَّنة بالنسبة لأيام الأسبوع،والشهر.وقد تقدم تفصيل ذلك عند الحديث عن وقت الحجامة بالنسبة لأيام الأسبوع،والشهر .
والأفضل:أنْ تفعل الحجامة صباحاً قبل تناول أيّ شيء من الشراب والطعام،وذلك لأن الطعام ينشط جهاز الهضم،ومن ثمَّ تنشط الدورة الدموية،فتتحرك الرواكد التي تجمعت خلال النوم في منطقة الكاهل .
عن نافع،أنَّ ابن عمر-رضي الله عنهما-قال له:يا نافع تبيغ بي الدم فالتمس لي حجاماً،واجعله رفيقاً إن استطعت،ولا تجعله شيخاً كبيراً،ولا صبياً صغيراً،فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول( الحجامةُ على الريق أمثلُ،وفيها شفاء وبركة،وتزيد في العقل والحفظ،واحتجموا على بركة الله يوم الخميس،واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء والجمعة والسبت والأحد تحريَّاً،واحتجموا يوم الاثنين والثلاثاء؛فإنه اليوم الذي عافى الله فيه أيوب،وضربه بالبلاء يوم الأربعاء،فإنه لا يبدو جُذامٌ ولا بَرَصٌ إلاَّ يوم الأربعاء،وليلة الأربعاء )) . رواه ابن ماجة في السنن ، وغيره .
الحديث:حَسَّنَهُ بمجموع طرقه الإمامُ الألباني-رحمه الله- في السلسلة الصحيحة: (رقم:766)وفي صحيح الترغيب(3/354) قال: حسن لغيره . وأيضاً:من فوائد الحجامة على الريق:تجنب الشعور بالغثيان،أو القيء ..
كما إنَّ الحجامة بعد الطعام ربَّما تؤدي إلى حدوث إغماء،أو قيء .

وأمَّا الحجامة للضرورة،فتفعل عنْدَ الحاجة إليها أيَّ وقتٍ كان من الزمان،وانظر ما تقدم تفصيلُه عند الحديث عن أوقات الحجامة .

3-الإعـدادُ النفسي للمحتـجم :
بعض الناس إذا كان فعلُه الحجامةَ لأوَّل مرَّةٍ : قد يصيبه الخـوف،أو إذا رأى غيره يحتجم قد يخاف لرؤية الدم،وهذا الإنسان الأفضل له ابتداءً:أن يُبَيَّنَ له شيءٌ من فضائل الحجامة،وأنَّها مفيدة طبياً،وليس فيها مشقة أو ألم،حتى يُخَافَ منها،فإذا اطمأنَّ ذلك الإنسان عندئذ تُعمل له الحجامة .

4-الحجامة نوعان كما تقدم في أول الرسالة،وهما:
النوع الأول : الحجامة الجافة ، أو الحجامة بلا شرط .
والنوع الثاني: الحجامة بالشرط ، أو الرطبة ، أو الدامية.
فالحجامة الجافة عند فعلها يُتَّـبَعُ ما يأتي ذِكْرُه :
أ- تعقيم الموضع المراد حجامته بالمطهرات الطبية .
ب- وضع قليلٍ من زيت الزيتون على حافة الكأس الذي يُحْجَمُ به،لغرض التأكد من عدم تسرب الهواء من الكأس إلى الخارج أثناء التصاقه بالجلد؛وذلك لأن تسرب الهواء يمنع إحكامَ التصاق الكأس بالجلد .
ج- تفريغ كأس المحجمة من الهواء بواسطة جهاز السحب .
د - يترك الكأس مدة خمس دقائق إلى عشر دقائق ولا يُزاد على ذلك،ثم ينـزع الكأس برفق،وذلك بالضغط على الجلد عند حافَّةِ الكأس .
وفي حالة إذا كان موضع الحجامة هو الوجه،لا تزيد مدة بقاء الكأس على الموضع مدة نصف دقيقة .

وأمَّا الحجامة الرطبة،فَيُـتَّبَع الآتي ذِكْرُه:
أ-من المهمات والنصيحة لكلِّ حَجَّام ومحتجم:
التأكد من نظافة آلات الحجامة،واستخدام المشارط الجديدة المعقمة،والكؤوس الجديدة،وذلك لمنع تَعْدِيَةِ الأمراض السارية إلى الناس،ومنها:فيروسات الكبد،وغيرها .
وقول القائل:-إنَّ آلات الحجامة لا تنقل العدوى إلى داخل الجسد، بحجة:أن العبرةَ بما دخل من الدم،لا بما خرج ؟!-قولٌ مجانب للصواب،يردُّه صريح العقل؟!والواقع الطبي(1)فيجب عند الاحتجام:أن يكون لكلِّ إنسان كؤوس خاصة به تجنباً لأيِّ مرضٍ سارٍ …
ب - تعقيم الموضع المراد حجامته بالمطهرات الطبية .
ج - وضع كأس المحجمة على الموضع المراد .
د - بعد ذلك يتم تفريغ كأس المحجمة من الهواء بواسطة جهاز السحب،وعند
ذلك سوف ينسحب الجلد إلى داخل الكأس .
هـ-يُترك الكأس مدة خمس دقائق ،ثم يُنـزع برفــق من على الجلد،وذلك
بالضغط عند حافة الكأس .
ز - يتم تشريط الموضـع بالمشرط تشريطاً خفيفاً سطحـياً،وهـذا التشريط
بالمشرط:يُستعمل في غير مرضى السكر،وأصاحب السيولة في الدم،فهؤلاء
يكون التشريط بواسطة إبرة فحص الدم .
ح – يجب أن يكون التشريط على امتداد العروق-أي بالطول-لا بالعرض،مـع
الابتعاد عند التشريط عن الأوردة،والشرايين الظاهرة،ويكون التشريط بعيداً عن بعضه،بمقدار(3 مم ) .
ط – يوضع بعد ذلك الكأس على الموضع مرَّةً أخرى .
ي – يتم تفريغ الكـأس مـن الهواء . ومن أجـل تخفيف الألم :يُفعل الشفطُ تدرُّجاً؛ فالأولى تكون أخفَّ من الثانية،والثانية تكون أخف من الثالثة …
ك – ترك الكأس مـدة دقيقتين إلى خمس دقائق،حتى يـخرج الـدم من خلال التشققات التي أحدثها المشرط .
ل – يُفـرغ الكـأس بعد ذلك من الدم،ويكـرر وضــعه مرة أخرى على
الموضع،وهكذا حتى يخرج الدم صافياً رقيقاً،أو ينقطع خروج الدم .
م - يجب تطهيرُ مواضع الاحتجام بعد الانتهاء منها،ويكون ذلك بالمطهرات الطبية،مع وضع لاصق طبي(بلاستر ) على المواضع،خاصةً لمرضى السـكر،وكذلك عندما لا يقف الدم عن الخروج .
ن- تُمسح جوانب مواضع الحجامة بقطن طبيٍّ مبلَّلٍ بماء دافئ،وبذلك يكون قد تم الانتهاء من عملية الحجامة .
_____________________
1-ورد في صحيفة الشرق الأوسط:http://www.asharqalawsat.com/pcdaily...nic/clinic.htm
(قال الدكتور عبد المجيد بن عبد الكريم-طبيب سعودي-: إنَّ نسبة 5 في % من السكان في السعودية مصابون بفيروسCالذي يستدعي علاجه عملية زرع جزء من الكبد، مشيراً إلى أن عادات صحية واجتماعية كانت وراء ارتفاع نسبة المصابين بالمرض في المملكة، ومن أبرزها:نقل الدم من دون إجراء فحوصات كافية،كما كان يحدث قبل عدة أعوام، وإجراء عمليات الحجامة بدون تعقيم أو تطهير،وجرح الجلد بأدوات غير معقمة ومعرضة للفيروسات) .
وفي موقع(صحة): http://sehha.com/diseases/liver/hbv.htm
ذكروا:أنَّ من أسباب انتقال فيروس الكبد الوبائي (ب) Hepatitis B : الحجامة بآلات ملوثة ...
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة