عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 04-04-2005, 10:55 PM   #1
معلومات العضو
ناصح أمين
اشراقة ادارة متجددة
 
الصورة الرمزية ناصح أمين
 

 

Thumbs up الفرق في وصف الحق بين المحبة والعشق !!!


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحبابنا الكرام

هذا بحث مختصر لي نشرته من قبل في أحد المنتديات أعيد نشره هنا ثانية لوجود ما يستدعي ذلك
وفق الله الجمع لما فيه الخير والصلاح



الفرق في وصف الحق بين المحبة والعشق 000


بسم وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أما بعد 000

كانت قد نشرت احدى الأخوات موضوعا في أحد المنتديات تحت عنوان 000 أحبك يا 00

فوجدت به بعضا من الأخطاء الشرعية في الألفاظ 000 وخطأ بليغ في مسألة العشق

وهل يليق اطلاق مثل هذا اللفظ في حق رب الأرباب ؟؟؟؟


وانطلاقا من قول :

رسول الله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة 0000 الحديث

كان لا بد من بذل النصيحة وبيان الخطأ من الصواب لأن المسلم مرآة أخيه 000

و كان مما قرأت في النشرة هذا الكلام

(( إلى من عشقه الناس وعشقته... أعشقك ))

((حتى بمعرفتي أن حرقي رهين شفتيك ))

فكان أن بينت الأخطاء ونقلت من كلام العلماء المعتبرين مما يؤيد قولي 000 من وصف

العشق لا يطلق في حق الله تعالى 0

وإليكم ما قاله الإمامين ابن تيمية وابن القيم في مسألة العشق 000

قال شيخ الإسلام ابن تيميه في مجموع الفتاوى :

العشق حركة نفس فارغة فالقلوب تتحرك الى الله تعالى بالمحبة والانابة والتوجه وغير

ذلك من أعمال القلوب وان كان البدن لا يتحرك الى فوق فقد قال النبي صلى الله عليه

وسلم أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ومع هذا فبدنه أسفل ما يكون فينبغى

أن يعرف ان الحركة جنس تحته أنواع مختلفة باختلاف الموصوفات بذلك وما يوصف به

نفس الانسان من ارادة ومحبة وكراهة وميل ونحو ذلك 0

وقال رحمه الله :

والناس في العشق على قولين :

قيل انه من باب الارادات وهذا هو المشهور وقيل من باب التصورات وانه فساد في

التخييل حيث يتصور المعشوق على ما هو به قال هؤلاء ولهذا لا يوصف الله بالعشق ولا

انه يعشق لأنه منزه عن ذلك ولا يحمد من يتخيل فيه خيالا فاسدا 0

وأما الأولون فمنهم من قال يوصف بالعشق فانه المحبة التامة والله يحب ويحب وروى

في اثر عن عبد الواحد ابن زيد انه قال لا يزال عبدى يتقرب إلى يعشقنى وأعشقه وهذا قول بعض الصوفية 0

والجمهور لا يطلقون هذا اللفظ في حق الله لان العشق هو المحبة المفرطة الزائدة

على الحد الذي ينبغى والله تعالى محبته لا نهاية لها فليست تنتهي إلى حد لا تنبغي

مجاوزته قال هؤلاء والعشق مذموم مطلقا لا يمدح لا في محبة الخالق ولا المخلوق

لأنه المحبة المفرطة الزائدة على الحد المحمود و أيضا فان لفظ العشق إنما يستعمل

في العرف محبة الإنسان لا امرأة أو صبى لا يستعمل في محبة كمحبة الأهل والمال

والوطن والجاه ومحبة الأنبياء والصالحين وهو مقرون كثيرا بالفعل المحرم إما بمحبة امرأة

أجنبية أو صبى يقترن به النظر المحرم اللمس المحرم وغير ذلك من الأفعال المحرمة 0

وأما محبة الرجل لامرأته أو سريته محبة تخرجه عن العدل بحيث يفعل لأجلها مالا يحل

ويترك ما يجب كما هو الواقع كثيرا حتى يظلم انه من امرأته العتيقة لمحبته الجديدة

وحتى يفعل من مطالها المذمومة ما يضره في دنيه ودنياه مثل أن يخصها بميراث لا

تستحقه أو يعطى أهلها من الولاية والمال ما يتعدى به حدود الله أو يسرف في الإنفاق

عليها أو يملكها من أمور محرمة تضره في دنيه ودنياه وهذا في عشق من يباح له

وطؤها فكيف عشق الأجنبية والذكر من العالمين ففيه من الفساد مالا يحصيه إلا رب

العباد وهو من الأمراض التي تفسد دين صاحبها وعرض ثم قد تفسد عقله ثم جسمه

قال تعالى ولا تخضعن بالقول بالقول فيطمع الذي في قبله مرض ومن في قلبه مرض

الشهوة وارادة الصورة متى خضع الطلوب طمع المريض والطمع الذي يقوى الإرادة والطلب

طمع بخلاف ما إذا كان آيسا من المطلوب فان اليأس يزيل الطمع فتضعف الإرادة فيضعف

الحب فان الإنسان لا يريد أن يطلب ما هو آيس منه فلا يكون مع الإرادة عمل أصلا بل

يكون حديث نفس إلا أن يقترن بذلك كلام أو نظر ونحو ذلك فيأثم بذلك 0

و قال ابن القيم رحمه الله في كالجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي :

ولما كانت المحبة جنسا تحته أنواع متفاوتة في القدر والوصف كان أغلب ما يذكر فيها

في حق الله تعالى ما يختص به ويليق به من أنواعها ولا يصلح إلا له وحده مثل العبادة

والانابة ونحوهما فان العبادة لا تصلح إلا له وحده وكذا الإنابة وقد ذكر المحبة باسمها

المطلق كقوله تعالى فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه وقوله تعالى ومن

الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله وأعظم

أنواع المحبة المذمومة المحبة مع الله التي سوى فيها المحب بين محبة الله ومحبته

للند الذي اتخذه من دون الله وأعظم أنواعها المحمودة محبة الله وحده وهذه المحبة هي

أصل السعادة ورأسها التي لا ينجو أحد من العذاب إلا بها والمحبة المذمومة الشركية

هي أصل الشقاوة ورأسها التي لا يبقي في العذاب إلا أهلها فأهل المحبة الذين أحبوا

الله وعبدوه وحده لا شريك له لا يدخلون النار من دخلها منهم بذنوبه فانه لا يبقى فيها

منهم أحد مدار القرآن على الأمر بتلك المحبة ولوازمها والنهى عن المحبة الأخرى

ولوازمها وضرب الأمثال والمقاييس للنوعين وذكر قصص النوعين وتفصيل أعمال النوعين

وأوليائهم ومعبود كل منهما واخباره عن فعله ولنوعين وعن حال النوعين في الدور الثلاثة

دار الدنيا ودار البرزخ ودار القرار والقران باقي شأن النوعين وأصل دعوة جميع الرسل من

أولهم إلى آخرهم إنما هو عبادة الله وحده لا شريك له المتضمنة لكمال حبه وكمال

الخضوع والذل له والإجلال والتعظيم ولوازم ذلك من الطاعة والتقوى وقد ثبت في

الصحيحين من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال والذي نفسي

بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين وفي صحيح

البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال يا رسول الله والله لانت أحب إلي من كل

شيء إلا من نفسي فقال لا يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك فقال والذي بعثك

بالحق لانت أحب إلي من نفسي فقال الآن يا عمر فإذا كان هذا شأن محبة عبده

ورسوله صلى الله عليه وسلم ووجوب تقديمها على محبة النفس ووالده وولده والناس

أجمعين فما الظن بمحبة مرسله سبحانه وتعالى ووجوب تقديمها على محبة ما سواه ؟

ومحبة الرب تعالى تختص عن محبة غيره في قدرها وصفتها وإفراده سبحانه بها فان

الواجب له من ذلك كله أن يكون إلى العبد أحب إليه من ولده ووالده بل من سمعه

وبصره ونفسه التي بين جنبيه فيكون إلهه الحق ومعبوده أحب إليه من ذلك كله والشيء

قد يحب من وجه دون وجه وقد يحب بغيره وليس شيء يحب لذاته من كل وجه إلا الله

وحده ولا تصلح الألوهية إلا له ولو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا والتأله هو المحبة

والطاعة والخضوع .

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة