.. الرســـاله الاولى ..
الأسس المخاطب بها الوالدان ويجب عليهم الالتزام بها :
1-القدوة الحسنة.
2- تحين الوقت المناسب للتوجيه.
3- العدل والمساواة بين الأطفال .
4- الاستجابة لحقوق الأطفال وتلبيتها.
5- الدعاء.
6- شراء اللعب لهم.
7- مساعدة الأطفال على البر والطاعة .
8- الابتعاد عن كثرة اللوم.
1-القدوة الحسنة : إن الوالدين مطالبان بأن يكونوا قدوة لطفلهما ، لأن الطفل ينشأ وهو يراقب سلوكهما وكلامهما ، لذلك عليهما أن يطبقا أوامر الله تعالى وسنة رسوله –عليه السلام- سلوكا وعملا ، والاستزادة منهما ما وسعهما ذلك ، لأن الطفل يراقبها صباح مساء وقدرته على الالتقاط هذه التصرفات كبيرة جدا ،أكبر مما نظن عادة ، ونحن ننظر إليه على أنه كائن صغير لا يدرك ولا يعي.
2-تحين الوقت المناسب للتوجيه :
إن اختيار الوقت المناسب المؤثر ، يسهل ويقلل من جهد العملية التربوية ؛ فإن القلوب تقبل وتدبر ،فإن استطاع الوالدان توجيه أطفالهم زمن إقبال قلوبهم (الأطفال ) فإنهم سيحققون فوزرا كبيرا بعملهم التربوي . ولقد قدم لنا النبي –صلى الله عليه وسلم- أوقات أساسية في توجيه الطفل ، فمل هي هذه الأوقات:
1-النزهة والطريق والمركب:
فحديث ابن عباس رضي الله عنهما الذي رواه الترمذي قال : كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما ، فقال : ( يا غلام ! ......احفظ الله .....) الحديث
دل على انهما كانا في الطريق والتوجيه كان في الهواء الطلق ولم يكن في مكان محدود أو غرفة ، حيث نفس الطفل أشد استعداد لتلقي ، وأقوى على قبول النصح والإرشاد.
2-وقت الطعام : ففي هذا الوقت يضعف الطفل أما شهوة الكل ويحاول أن ينطلق على سجيته ، فيتصرف أفعالا شائنة أحيانا ، ويخل بآداب الطعام أحيانا أخرى ..وإذا لم يجلس الوالدان معه باستمرار أثناء الطعام ويصححا له خطأه ، فإن الطفل سيتعود على العادات السيئة المنفرة ....وقد أكل الرسول-صلى الله عليه وسلم- مع الأطفال وشاهد ولا حظ وصحح أخطاءهم ... ونرى ذلك واضحا في حديث البخاري ومسلم عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما قال : كنت غلاما في حجر النبي -صلى الله عليه وسلم- فكانت يدي تطيش في الصُحفة ، فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ( يا غلام سم الله تعالى ، وكل بيمينك ، وكل مما يليك ) فمازالت طعمتي بعد.
3-وقت المرض : الطفل عندما يمرض يجمع بين سجيتين عظيمتين في تصحيح الخطأ : الفطرة الطفولية ، ورقة القلب والنفس أثناء المرض ... ولقد وجهنا إلى هذا لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه البخاري عن أنس رضي الله عنه قال : كان غلام يهودي يخدم النبي -صلى الله عليه وسلم-فمرض ، فأتاه النبي -صلى الله عليه وسلم- يعوده فقعد عند رأسه ، فقال له : ( أسلم ) فنظر إلى أبيه وهو عنده ؟ فقال : أطع أبا القاسم ، فأسلم ، فخرج النبي -صلى الله عليه وسلم-وهو يقول : ( الحمد لله الذي أنقذه من النار ). أرأيتم كيف كان هذا الطفل يخدم النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يدعه للإسلام بعد ، إلى أن وجد النبي -صلى الله عليه وسلم- الوقت المناسب لدعوته.
3- العدل بين الأبناء :
يكفي أن نعلم أن شعور الطفل بأن أحد والديه يميل لأخيه ، ويكرمه ويدلله أكثر منه ، يفعل الكثير من الآثار السلبية في نفسه ......فإن أخوة يوسف عليه السلام فعلوا ما فعلوا به لمجرد هذا الإحساس بحب أباهم ليوسف ومكانته في نفسه .....ولقد وجهنا النبي -صلى الله عليه وسلم- للعدل بين الأبناء في رواية الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن حبان من حديث النعمان بن بشير رضي اله عنه قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ( اعدلوا بين أولادكم ، اعدلوا بين أولادكم ، اعدلوا بين أولادكم) .
4-الاستجابة لحقوق الطفل :
إن الاستجابة لحقوق الطفل وقبول الحق منه ، يغرس في نفسه شعورا إيجابيا نحو الحياة ، ويتعلم أن الحياة أخذ وعطاء ، ويتدرب على الخضوع للحق ..... فتتفتح طاقته لترسم طريقها في التعبير عن نفسه ، ومطالبته بحقوقه ، وعكس ذلك قد يؤدي إلى كبتها وضمورها .
فهذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا ذلك في حديث للبخاري ومسلم عن سهل بن سعد رضي الله عنه : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتي بشراب ، فشرب منه ، وعن يمينه غلام ، وعن يساره الأشياخ ، فقال لغلام : ( أتأذن لي أن أعطي هؤلاء ؟) فقال الغلام : لا ، والله يا رسول الله ! لا أوثر بنصيبي منك أحداً ، فتله ( أي : وضعه) رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في يده .
5-الدعاء للطفل :
وتحين لحظات الإجابة التي بينها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إذ دعاء الوالدين مستجاب عند الله تعالى ، فبالدعاء تزداد شحنة العاطفة وقودا ، وقد نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يدعو الانسان على ولده ..ففي حديث أب داود عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : ( لا تدعوا على أنفسكم ، ولا تدعوا على أولادكم ، ولا تدعوا على خدمكم ، ولا تدعوا على أموالكم ، لا توافقوا من الله ساعة ، فينزل فيها إعطاء ، فيستجاب لكم )
ولا ننسى يعقوب عليه السلام ، برغم ما فعله بنيه قال لهم : (سأستغفر لكم ربي) .
6-شراء اللعب للأطفال : إن إقرار الرسول رسول -صلى الله عليه وسلم- لعبة عائشة رضي الله عنها ، يدلنا على حاجة الطفل للعب وحبه للمجسمات ، وإن مشاهدة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعصفور أبي عمير وهو يلعب به دليل آخر على حاجة الطفل للعبة تكون في يده ، فيتسلى بها .
ولكن من يأتي للطفل بهذه الألعاب ؟أنه الوالدان .. فيشتريان له ما يناسب عمره وقدرته ، ويضعونها بين يديه وفي متناوله ، ليبدأ بتشغيل عقله وحواسه ، وتنمو معه شيئا فشيئا ، وحتى تكون اللعبة مفيدة وجيدة للطفل لا بد من أن يطرح الوالدين على أنفسهما التساؤلات التالية عند شرا الألعاب :
1-هل اللعبة من النوع الذي يستشير نشاطا جسديا صحيا مفيدا للطفل ؟
2-أهي من النوع الذي يرضي الحاجة للاكتشاف والتحكم في الأشياء ؟
3-أهي من النوع الذي يتيح التفكيك والتركيب ؟
4-أهي من النوع الذي يشجع على تقليد سلوك الكبار وطرائق تفكيرهم؟
إذا كانت الإجابة بنعم ... كانت اللعبة مناسبة ومفيدة تربويا .
7-مساعدة الطفل على البر والطاعة ، وتهيئة أسبابهما للطفل :
إن تهيئة الأجواء المناسبة يساعد الطفل على البر وينشطه للاستجابة للأوامر والعمل ، ويجعله يسير سيرا محمودا من تلقاء نفسه ، وبالتالي يكون الوالدان قد قدما له أكبر هدية في مساعدته على النجاح في حياته.
ومن شدة أهمية تهيئة الأجواء ليكون الطفل بارا لوالديه ، جعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-يدعو للآباء أن ينزل الله تعالى رحمته ورضوانه لمن ساعدوا أطفالهم على برهم.....فقد روى ابن حبان عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-أنه قال : ( رحم الله والدا أعان ولده على بره).
8- الابتعاد عن كثرة اللوم والعتاب : ونلاحظ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما كان يكثر من العتاب على تصرفات أعمال الأطفال ، فهذا أنس رضي الله عنه يخدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-عشر سنين متوالية ، فيصف تربية الرسول -صلى الله عليه وسلم- : ( فما كان يقول لي لشيء لما فعلته ، ولا لشيء لم أفعله لم لم تفعله)
وهذا الأسلوب من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زرع في نفس الطفل أنس دقة الملاحظة ، وروح الحياء ، مما جعله يلحظ من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذا السلوك العظيم .
وسنتناول في الرسالة القادمة ..موضوع أسس الأساليب الفكرية المؤثرة في عقل الطفل …بإذن الله
أسأل الله تعالى أن نطبق ما نقرأ حتى نصل بأبنائنا إلى بر الأمان بإذن الله تعالى