عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 27-11-2006, 07:58 AM   #1
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

افتراضي كيف نتكيف مع آلامنا اليومية !


ان الجسم مزود بطرق مدهشة لتنظيم أعماله الخاصة !!

فهو يستطيع التكيف مع الظروف الجديدة والاستجابة للضغوطات والطوارئ ،
كما أنه يحتوي في داخله على طرق خاصة للوقاية من الامراض ،

وحتى الالم .. مع كونه مزعجا ، يعتبر علامة خطر يستخدمها الجسم ،
ليلفت الانتباه الى وجود خطأ ما ..

وكذلك التعب هو طريقة الجسم الخاصة للتعبير عن حاجته الى الراحة .

ونحن هنا نتحدث عن الضغوط والمضايقات اليومية التي ينشأ عنها بعض الالآم والمتاعب.

ففي معظم الاحيان...

يكون سبب الالتجاء الى الادوية هو.... عدم الصبر على اجهزة الجسم
الخاصة بالوقاية لاطلاق اشارات التحذير ومحاربة الامراض..

فأغلب الناس يستعجلون عملا يشاءونه ، حتى ولو كلفهم ذلك جهدا يتعدى قدرات أجسادهم ،

وهكذا ... يعبثون بأجهزة التحكم والتوازن في أجسامهم
عن طريق تناول الادوية (على كيفهم)، بقصد تعجيل شعورهم بالامان.

ان القرص المنوّم ، يجعل الشخص يخلد الى النوم ...

وقرص ازالة الالم ، يزيل الالم..

كما ان المهدئ ، بمنح شعورا بعدم الاكتراث واللامبالاة ..

أما القرص المنشط.. فهو يثير الدماغ....

ولكن الشخص الذي يستعمل هذه العقاقير ( بصورة دائمة ).......
انما يدفع ثمنها باهظا..مقابل النتائج التي يحصل عليها ..
وفي أغلب الاحيان... يكون الثمن باهظا جدا...!!!

مشكلة عدم القدرة على النوم...

عندما لا تتعرقل الطبيعة ،
يمكن للشخص ان ينام في الوقت ذاته تقريبا من كل ليلة ..
ويستيقظ في الوقت ذاته تقريبا من كل صباح ...
ولكن أحداثا معينة... قد تعبث بهذا النمط وتحمل الشخص الى اللجوء الى العقاقير ،
ليستعيد ما الفه من عادات نومه ويقظته.

ومن يستعمل هذه العقاقير بكثرة....يخاطر بأمور منها:
احتمال ان يصير معتمدا عليها ..لان معظم الحبوب المنومة تحتوي على مادة مسكنة والشخص الذي يعتاد على المسكنات ، يجد انه من الصعب عليه ان يستمر بدونها ،
فهي تؤثر على مشاعره وردود فعله ، ومن دونها يجد صعوبة في الاسترخاء ،
ويعتمد عليها كي ينام .

بل يشعر انه احيانا بحاجة اليها لتغيير مزاجه ،
من الحزن الخفيف... الى المرح والفرح ،
وهكذا يعتاد عليها ويتناول جرعات متزايدة منها.

كما ان الشخص الذي يتناول المسكنات بكثرة ..قد يصير بليدا وعصبيا ،
ويشعر بارتجاف ومشاكل أخرى مثل فقدان التناسق والارتباك ،
وقد ترافقه اعراضا خطيرة ، في مراحل متقدمة من زيادة هذه الجرعات...
مثل فقدان الراحة والقلق في النهار ، وعدم القدرة على النوم ليلا ، وتشويش الذاكرة...

أما مشكلة الالم...

يشير الالم الى ان الجسم ليس على ما يرام،
وكل شيء يهيّج الياف الاعصاب الحساسة ، قد يولد اشارة الالم ...
ويحتل الالم المقام الاول بين العوامل التي تجذب انتباه المرء..
فهو يتطلب عمل شيئ فوري لازالته ..
والطريقة المنطقية لمحاربة الالم هي ازالة سببه ..

وهكذا .. يجب على المرء ان يفكر بصورة حكيمة....
فهل هذا الالم.. ناتج عن تغيير وضغوط في نمط الحياة اليومية...؟
أم انه مرتبط بأمراض حقيقية .....؟

ولكن رغبة الشخص في الحصول على نتائج فورية ،
تغريه بتناول الدواء لقتل الالم بسرعة ،
اضافة الى ذلك فإن العديد من الادوية القاتلة للالم لا تتطلب وصفة طبية ..
ويشجع صانعوها الناس على اختيار ما يريدون منها ...

ويؤدي ذلك الى الاهمال ( اذا كان سبب الالم مرضا حقيقيا ) فيتطور المرض بشكل أكبر.

و ما يفعله الآف الناس دون تفكير... استعمال مسكنات الالم فور الشعور به.
وقد يزيل قرص مسكن ،هذا الالم... ولكنه قد يعرقل امورا اخرى في الجسم
فهناك اجسام حساسة لانواع من مسكنات الالم..
وتناولها هكذا دون تفكير بالعواقب وبناء على وصفتنا الخاصة ...قد يضر بنا.

وعن مشكلات التعب والقلق :

ان طريقة حياتنا الحديثة أكثر ارهاقا من طريقة الحياة في العقود السابقة...
فحياة المدن اليوم تولد التوتر لما تنطوي عليه من منافسات وتناقضات و صراعات ...

ولمعالجة هذا التوتر، تم تطوير نوعا من العقاقير تحل اسم ( المهدئات )
وتعتبر هذه الادوية ، وسيلة يستخدمها الطبيب لتهدئة روع الشخص العصبي،
ومساعدته كي يتخطى فترات الارهاق الصعبة...


ومما لا شك فيه ان هذه المهدئات ،تجعل الدماغ اقل يقظة وانتباها .. وهنا يكمن الخطر !
فينبغي على من يتعاطى المهدئات ، اجتناب قيادة السيارة وتشغيل الالات المعقدة ..

ويكمن خطر المهدئات الحقيقي في تأثيرها على ميول الشخص نفسه،
لانها تجعله أقل تنبها لمشكلاته ...

وحالما يختبر الشخص ما توفره المهدئات من الراحة والهدوء... بدلا من الصراع والقلق،
يصبح من الطبيعي ان يرغب في تكرار هذه الراحة المرة تلو المرة ..
وهكذا من الممكن ان يصبح الشخص مدمنا على تناول هذه العقاقير ،
واقل قدرة على مواجهة حقائق الحياة .. واقل قدرة على ايقاف تناول هذه العقاقير...

ولا يمكن شراء المهدئات دون وصفات طبية ...
ولكن توجد عقاقير لا تحتاج وصفة طبية ( وتقليدا للمهدئات )،
وعندما يتناول الشخص هذه العقاقير دون وصفة طبية ،
فهو قد لا يخفق فقط في الحصول على الهدوء الذي يتوقعه ،
بل يتعرض ايضا لخطر تناول جرعة أكبر ....

من الواضح ان الشخص المنهك لا يستطيع الهرب من التعب والتوتر .
لان انجازات الحياة ذات القيمة العالية تتطلب التعامل مع الارهاق بشكل أو بآخر.

ولا يمكن لهذا الشخص ان يزيل اساس القلق ويعيش سعيدا ،
بتجنب التعب والارهاق.................. بل بالتكيف معهما والتغلب على آثارهما.

ويتركز الحل الحقيقي لذلك على تطوير انماط تفكير جديدة ...وميول صحية ملائمة
يمكنها التغلب على آثار التعب والارهاق..


ان جانبي هذه المشكلات جميعها ... جسدي وذهني .
والشخص الذي لم يتعلم التكيف معها..... بحاجة الى علاج جسدي وذهني معا..

فكما ان الجسد بحاجة الى راحة وعلاج.....
فإن الذهن ايضا بحاجة الى تنمية الشعور بالثقة ....

ان الشعور بالثقة.. ارتكازا الى الاسس الاسلامية ، يمنح شعورا بالراحة،
بدلا من القلق والتوتر والصراع....
ويعطي الانسان القدرة على مواجهة حقائق الحياة والامها وواقعها وتناقضاتها..
بناء على التوكل على الله سبحانه وتعالى...


فإن على المرء أن يتعلم كيف يتجنب العوامل السيئة ،والحماقات التي تسبب بعض أنواع الالم..
ويتعود الصبر على الاحتمال ومواجهة الامور بحكمة وتوكل على الله،
وهو ما أوصى به ديننا الذي فيه كل الخير.

ينبغي ان نتعلم كيف نعيش بصورة حكيمة.. لان بعض آلامنا وقلقنا وتوترنا وأرقنا،
بسبب تصرفات وأفكار غير حكيمة...

ولكن للاسف ....

نجد أكثر الناس اليوم ..لسان حالهم يقول :

"لماذا أتعلم كيف أعيش بطريقة حكيمة ؟؟
عندما يمكن لقرص أو قرصين من الدواء معالجة رأسي" !!!
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة