يقول باشفاق قلب طفل محب:
أمي لماذا تبكين ؟
تمسح الأم دموعها سريعا
و قد تجد محاولة تزين وجهها بابتسامة مصطنعة
ثم تقول لطفلها المعذب :
أنا لا أبكي يا صغيري
يصاب الطفل بالذهول
و قد يصعب عليه الإختيار
فإما يكذب
ما رأه و ما سمعه و ما أحس به
و يصدق أمه بأنها لم تكن تبكي
و إما يصدم
بصدمة أقوى
عندما يجد أن أمه قدوته مثاله معلمته
تكذب عليه
صدمة أخرى عنيفة قد يتلقاها الطفل
عندما يصر على ما رآه
فيجد تعنيف أمه و توبيخها له
كالسهم الخارق يصيب مقتل الشعور و الأحاسيس
عندما تقول له :
ما دخلك ..هذا لا يخصك.. أمر لا يعنيك ..
أنت فضولي..
هنا يصعب عليه الخيار مرة أخرى
فإما أن
يصدق بأنه فضولي تدخل فيما لا يعنيه فيذل نفسه و يحتقرها
و يتعلم الإنزواء و الإنطواء
و إما أن
يكذب أمه في صدقها أو صدق بكائها و مشاعر حزنها ..
و في كلا الحالتين
يتعلم الامبالاة و عدم الإكثرات بمشاعر الآخرين
فيصم مسامعه عن البكاء أو الألم عن الإستنجاد أو الحزن
يجيد الطفل بعد تلك الحادثة تعلم و ممارسة عملية الإسقاط فيعمم الخاص
ردود سهلة ميسرة صحيحة و سليمة
تناسب مع سن الطفل و طبيعة الموقف
كان يجب اتخادذها مع أطفالنا في ظروف كهذه
حتى تجنبنا كل ما يمكن حدوثه من اتلاف يصعب إصلاحه في سلوك الطفل و شخصيته..