[زهرة جزائري]

يميل بنا الحلم بعيدا ......عسى أن نجد حلاً لما نحن فيه .....
أين اتجه اتجهنا معه آملين أن يكون هناك بصيص من نور أو كوة خروج.....
أين نحن الآن ؟ ... لا ندري ...
كل مانعرفه هو المشي و السير إلى حيث لاهدف ولاغاية معينة .
أيعقل هذا ؟ أيعقل أن نسير كقطيع من الماشية ؟
حتى الماشية لها غرض معين إما الذهاب إلى المرعى والكلأ أو العودة إلى البيت والراحة والأمن .
....تظاهرنا أننا ماشية ،
لكن للماشية قائد يقود الكل . فماذا نفعل نحن ؟
إذن لنكن قادة ! أجل كل منا يريد الريادة بل السيادة والسلطة . ويظهر لغيره بأنه الكفؤ وبأنه الأوحد والأمثل ، ويحاول تصغير الغير إن لم يكن قد تناساه ....
أيعقل أن نكون كلنا قادة ؟ إذن لمــــــــــــن ؟
ترقينا عن الماشية وتظاهرنا بأننا أرقى وبأننا يمكننا أن نتفاهم باللسان الذي وهبه الله لنا ...وهنا بدأ الإشكال إذ أننا جميعا أردنا الكلام في آن واحد حتى أن صوت الفرد منا لايصل إلى أذنه لأن الذبذبات الصوتية تداخلت فيما بينها وأصبحت ضوضاء أصمت أغلبنا .
ابتعدنا عن هذا الأمر وحاولنا الإطلاع على تجارب غيرنا الناجحة وأرسلنا ثلة من أبنائنا وآبائنا للإتيان بما عندهم .
أيعطي الغني للفقير مالاً ويتركه يزاحمه على معارك الحياة إن لم نقل يحاربه ويبقى متخوفاً منه ؟
أم يرمي له فتات الخبز ليبقيه تحت سيطرته ورحمته ؟
أظن أن الغير ليس غبيا حتى يعطينا ما يمكننا من خلاله مزاحمته ومحاربته ! بل إنه يبعدنا عن أسلحتنا المتواجدة عندنا ويخوفنا منها مدعيا أنها أسباب الفشل والضعف .
وينفث سمومه كما تفعل الأفعى بفريستها.
...................
تُرى متى نُفيق من سُباتنا هذا ؟ ونفتح عيوننا ؟
ومتى نكبر ؟ ونعي مايحدث لنا حق الوعي ؟..

بقلمي يوم الأربعاء 3 مارس 1999