[أبو البراء]

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

بخصوص أسئلتك أخي الحبيب ( -- صعب -- ) حول بعض المسائل المتعلقة بالاقتران الشيطاني ، فيسرني إن أجيبك على النحو التالي :

السؤال الأول : هل نما لعلمكم أن أحد المصلين صُرع من قراءة الإمام في الصلاة ؟؟؟

الجواب : نعم أخي الحبيب قد يحصل مثل هذا الأمر ، وقد قلت – يا رعاك الله – أن كل حالة مرضية لها ظروفها الخاصة وملابساتها ، وقد حصل ذات يوم أن كنت أصلي صلاة المغرب فصرع شاب في العاشرة من عمره ، وقد تعاملت آنذاك مع الحالة بما يناسبها ، فلا يستبعد حصول مثل هذا الأمر ، والله تعالى أعلم 0

السؤال الثاني : أثناء الرحلات الجماعية وخاصة الشبابية أن يقوم أحد الأشخاص بالتمثيل أنه مصروع بعد أن يخطط للقيام بالدور تخطيطا جيدا بحيث تتغير ملامحه ويلفت انتباه الحضور ثم يغادر المكان بعيدا ويزعم أحد المقربين له وهو أخوه أنه مصاب بالمس ويبكي بشدة وينهض إليه المشهود لهم بالصلاح وحسن المعتقد نحسبهم والله حسيبهم ولكن تنقصهم الخبرة في هذا المجال مجال الرقية الشرعية بالآذان وتلاوة القرآن بل أنني أعرف شخصا بعينه حافظا لكتاب الله كاملا عن ظهر قلب تم الضحك عليه بمثل تلك الحالة وخاف من خاف من صغار السن من تمثيل المشهد وتصويره بكاميرا الفيديو بزعمهم التمويهي أنه للعضة والاعتبار وفي حقيقة الأمر هو للتسلي والمرح كما أخبرني من حضر تلك المشاهد ...
فهل من كلمة توجهونها لمعرفة من يقوم بدور التمثيل واكتشافه مبكرا لأنه لا مجال هنا لدراسة الحالة ومتابعتها وتشخيصها فالأمر برمته تمثيل وحدث طارئ ؟؟؟

الجواب : نسأل الله سبحانه وتعالى الهداية والاستقامة لأمثال هؤلاء الشباب ، ومن ظاهر القول يُرى أنهم قد ارتكبوا محاذير شرعية أذكرها على النحو التالي :

أولاً : أن ذلك يعد من الكذب ، ومعلوم أن المؤمن لا يكذب كما تواترت الأحاديث النقلية الصريحة الصحيحة بذلك ، فلا يجوز هذا الفعل وفاعله يقع في الإثم العظيم ، والله تعالى أعلم 0

ثانياً : أن الذي يفعل ذلك قد يتعرض للمرض والابتلاء ، لما ثبت في الصحيح : ( لا تتمارضوا فتمرضوا ) 0

ثالثاً : إن مثل هذا الفعل يعتبر استهزاءً بعالم الجن والشياطين ، واحتمال إصابة من يقوم بذلك واردة من قبل بعض الجن حاضري ذلك المجلس 0

ومن هنا فإني أقدم نصيحة لأخواني الشباب بالالتزام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قالباً ومضموناً ، وأن لا يقحموا أنفسهم في أمور لا فائدة منها البتة ، وليركزوا على ما فيه خيرهم وصلاحهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة ، كقراءة القرآن الكريم ، وحفظه وتلاوته ، وقراءة سيرة الخلفاء الراشدين والصحابة والتابعين وسلف هذه الأمة وعلماء الأمة العاملين العابدين ، وكذلك تعلم السباحة والرماية وركوب الخيل لما ثبت من أثر عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – حيث قال : ( علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل ) ، وما أحوجنا إلى ذلك في عصر أطل فيه الخنوع والذل على عالمنا الإسلامي بسبب البعد عن منهج الكتاب والسنة ، ولذلك ترى رأس الكفر أمريكا تتبختر بخيلها وخيلائها والمسلمون في شتى بقاع الأرض لا يحركون ساكناً ، بل معيناً وناصراً لها في عداوتها ضد الإسلام والمسلمين بدعوى الحرب على الإرهاب ، وما أخال إلا أن تلك الدولة الشيطانية هيَّ الإرهابي الأول في العالم ، فلا حول ولا قوة إلا بالله 0

ويمكن للشباب الاشتغال في المباح ولكن دون ارتكاب مخالفات شرعية ، كاستخدام الكذب والمبالغة في الضحك ونحو ذلك من أمور أخرى 0

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يصلح شبابنا وأن يوفقهم للعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، مع تمنياتي لك بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0