عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 19-10-2012, 04:43 PM   #4
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي


فقال الرجل لابي موسى الاشعري

نحن من سادات القوم وقد قتل الهرمزان أخي الأكبر وعدا على ماله وأهله وأضمر لي الشر في صدره حتى ماعدت أمنه على نفسي وأولادي
فأثرت عدلكم على ظلمه ووفائكم على غدره وعزمت أن أدلكم على منفذ تنفذون منه الى تستر

فأعطني أنساناً يتحلا بالجرأة والعقل ويكون ممن يتقنون السباحه حتى أرشده الى الطريق

أستدعى ابو موسى الاشعري مجزأه بن ثور السدوسي وأسر أليه بالأمر وقال

أعني برجل من قومك له عقل وحزم وقدره على السباحه فقال مجزأه أجعلني ذلك الرجل أيها الامير


فقال له أبو موسى أذا كنت قد شئت فعلى بركة الله
ثم أوصاه بأن يحفظ الطريق وأن يعرّف موضع الباب وأن يُحدّد مكان الهرمزان وأن يثبت من شخصيته والأ يحدث أمراً غير ذلك

مضى مجزأه بن ثور تحت جنح الظلام مع دليله الفارسي فأدخله نفق تحت الأرض يصل بين النهر والمدينه

فكان النفق يتسع تاره حتى يتمكن من الخوض في مائه وهو ماشِ على قدميه ويضيق تارةً أخرى حتى يحمله على السباحه حملا
وكان يتشعب ويتعرج مره ويستقيم مره ثانيه

وهكذا حتى بلغ المنفذ الذي ينفذ منه الى المدينه وأراه الهرمزان والمكان الذي يتحصن فيه فلما رأه مجزأه هم ان يُرديه بسهمٍ في نحره لكنه مالبث أن تذكر وصية أبي موسى له بألا يُحدث أمراً فكبح جماح هذه الرغبه وعاد من حيث جاء مع بزوغ الفجر

في اليوم التالي أعد أبي موسى الأشعري ثلاثمائه من أشجع جند المسلمين وأشدهم جلداً وصبراً وأقدرهم على العوم وأمر عليهم مجزأه
ودعهم أبي موسى الاشعري وأوصاهم وجعل التكبير علامة على دعوة المسلمين لاقتحام المدينه

وأمرهم أن يتخففوا من ملابسهم وليشدوا عليهم سيوفهم حتى لا تثقلهم بالماء والسباحه

وأنطلق مجزأه ومن معه في الثلث الأول من الليل

في جنح الظلام ظلوا يصارعون عقبات النفق الخطير حتى بلغوا المنفذ المؤدي الى المدينه

فوجد مجزأه أن مئتين وعشرين رجلا من رجاله قد ماتوا في النفق الخطير والصعب ..
وبقي معه ثمانين

فخرج مجزأه ورجاله على حُرّاس الباب وجردوا سيوفهم فأغمدوها في صدورهم ثم وثبوا الى الأبواب وفتحوها وهم يكبرون ..فتلاقى تكبيرهم مع تكبير إخوانهم في الخارج ..

أدخلوا الرعب في قلوب الفرس بهذا الإنقضاض الغير متوقع ومن حيث لم يحتسبوا ..

ودارت معركة شديدة البأس بين المسلمين والفرس
في الثلث الاخر من الليل وقبيل الفجر

وهم يضربون ببأس شديد في رقاب أعداء الله حتى بلغ بالمسلمين الكرب الشديد ...

وفي هذا الوقت الشريف أخذوا يجأرون الى الله بدعواتٍ صادقات تنبأك عن بلوغ البأس بهم مبلغه ..ف

تهامس المسلمون في خضم المعركه .. كلٌ يسأل من بجواره .......!!
أين البراء ..؟؟

أين البراء ..؟؟

البراء أبن مالك ..

حتى رأوه في خضم المعركه كالأسد الشجاع لايأبه بالسيوف من حوله ..
قالوا ليس لنا الا البراء يدعو الله لنا

يالبــرااااء ........
يالبــرااااء ..........
يابراء أبن مالك .......

سمع البراء المنادين وهم ينادونه من بين الجموع في خضم المعركه ومن بين تكبيراتهم

تلّفتّ لهم ..

قالوا يابراء أتذكرُ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( رب أشعث أغبر لايؤبه به لو أقسم على الله لأبره .. منهم البراء ابن مالك ..)

يابراااااء

أدّعٌ الله لنــا ..

أدّعُ أن ينصرنا عليهم ..

أطلق البراء دعواته الصادقات

أقسمتُ عليك يارب الا منحتنا اكتافهم
يارب الا نصرتنا عليهم
يارب ترزقني الشهاده في سبيلك وألقى اليوم محمداً صلى الله عليه وصحبه ..

فأنقض بشجاعه متناهيه وهو يرقبٌ الهرمزان من بين سيلٍ هادرٍ من الجند حوله فأعمل سيفه في رقابهم حتى بلغ الهرمزان فأنقض عليه بضربه شديده أستطاع الهرمزان أن يردها وضرب البراء أبن مالك ضربه أصابته فسقط البراء أبن مالك شهيداً مضرجاً بدماءه العطره الطيبه مع بزوغ فجرٍ عظيم ونصرٍ مبين للمسلمين من بعده

رأى مجزأه الهرمزان مره أخرى فأقبل عليه بسيفه فضربه ضربه أخرى أستطاع الهرمزان أن يردها وضرب مجزأه فأسقطه أيضا شهيدا معطرا بدماءه ..

بدأ الفرس ينهزمون من حول الهرمزان ففر الهرمزان الى حصنه فنادى في المسلمين أن معي مائة سهم لو رميتها عليكم ماكنت أخطي أحداً فيكم فماذا تفعلون بي بعد أن أقتل منكم مائة مسلم ولكني أنزل على حكم عمر أبن الخطاب أمير المسلمين
فأعطوه المسلمين الأمان حتى ينزل على حكم عمر

يتبع بأذن الله تعالى

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة