عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 19-10-2012, 04:33 PM   #2
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي


في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه




كان أهل المدينه في حزن وأسى يبلغ عنان السماء ..

توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظم بهم الخطب والكرب فالناس بين مصدق ومكذب حتى أعز الله الأمه وثبتهم بثبات أبي بكر رضي الله عنه
سرى خبر وفاته بين القبائل ..

فظهرت حقائق الاعراب والمنافقين ..
وسريعا تكشفت الأغطيه عن الوجوه المزيفه مابين مدعي نبوه ومابين مرتد عن دين الله ..

حزم أبي بكر رضي الله عنه الامر
وجهز جيش المسلمين لمحاربة المرتدين
فقد كان أشد المرتدين بأسا وأكثرهم عدادا بنو حنيفه أصحاب مسلمه الكذاب خرج البراء أبن مالك في الجيش الثاني الذي أرسله أبو بكر بقيادة خالد ابن الوليد ..

والتقى الجيشان في معركة اليمامه ورجحت كفة مسلمه وأتباعه وتراجع المسلمون ..

وأدركوا أن يهزموا لن يقوم للاسلام قائمه

فقسم خالد ابن الوليد الجيش وميز المهاجرين عن الأنصار وأبناء البوادي وجمع أبناء كل أب تحت رايه واحده ليعرف بلاء كل فريق في المعركه
ودارت بين الجيشين حرباً ضروس لم تعرف حروب المسلمين مثلها بسالاة وشجاعه وأقداما ..

فهذا ثابت أبن قيس حامل لواء الانصار يتحنط ويتكفن ويحفر لنفسه حفره في الارض وينزل فيها الى نصف ساقيه ويبقى ثابتاً في موقفه يُجالد عن راية قومه حتى خر صريعاً شهيداً ..

وهذا زيد بن الخطاب أخو عمر أبن الخطاب رضي الله عنهما ينادي في المسلمين أيها الناس عضوا على أضراسكم واضربوا في عدوكم وامضوا قدما
أيها الناس والله لا أتكلم بعد هذه الكلمه أبدا حتى يهزم مسلمه أو ألقى الله فادلي بحجتي ..
ثم كر على اعداء الله كره باسله حتى أصيب

لكن
بطولات هؤلاء كلهم تتضائل أمام أقدام وشجاعة البراء أبن مالك
أشتد وطيس المعركه ..
فالتفت خالد ابن الوليد الى البراء فقال

يافتى الأنصار تكلم
فالتفت البراء الى قومه فقال
يامعشر الانصار لايفكرن احدٌ منكم بالرجوع الى المدينه فلا مدينة لكم بعد اليوم

وأنما هو

الله

ثم الجنه

ثم حمل على المشركين وأنبرى يشق الصفوف ويعمل السيف في رقاب أعداء الله حتى تزلزلت أقدام مسلمه وجيشه فلجأوا الى الحديقه التي عرفت في التاريخ بحديقة الموت ...

كانت الحديقه رحبة الأرجاء سامقة الجدران فأغلق مسلمه الابواب والألولف المؤلفه معه وجعلوا يمطرون المسلمين بنبالهم من داخلها فتتساقط عليهم تساقط المطر

فقال البراء بشجاعه ياقوم ...

ضعوني على ترس وأرفعوا الترس على الرماح ثم أقذفوني الى الحديقة قريبا من بابها فأما أستشهد وأما أفتح لكم الباب !!

هكذا يالبراء ؟؟

لايؤبه به .. لا يخطر على بال أحد ان يفكر بهذا الاقدام والشجاعه !

في لمح البصر جلس البراء على ترس ورفعته عشرات الرماح فألقته في حديقة الموت بين الالاف المؤلفه من جند مسلمه

نزل عليهم نزول الصاعقه

فانبرى بسيفه من الترس ويجالدهم أمام الباب والسيوف تأتيه من كل مكان والرماح تمطر عليه من كل أتجاه

يريدون أن يمنعوه

وهو في بساله قتل عشره منهم حتى بقوه فتح باب الحديقه ..
وأنهمر سيل المسلمين مكبرين الى الحديقه وجراح البراء أبن مالك تثعب دما ..
حُمل البراء ليداوى من بضعاً وثمانين جرحا ..!!

أي شجاعه وأقدام ولا مبالاه بالمخاطر أحتواه هذا الجسد النحيل
الجسد يفني في رضى الله والموت في سبيله وتهون الحياة كلها من أجله
هو الصدق ملأ صدره فلا تفارق قلبه
تمنى الشهادة في سبيله ...
لعل تكون هناك رمية برمح أو ضربه بسيف يرى بعدها نورا ينبثق من الدار الاخره
ولقيا بأحبه ملأ الشوق قلبه اليهم
وتقر عينه بفضل الشهاده في سبيل الله

ظل يداوى من جراحه شهرا كاملا حتى تماثل لشفاء رضي الله عنه وأرضاه ..
وكسرت شوكة المرتدين

توفي أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه وفي خلافة عمر ابن الخطاب كان للبراء رضي الله عنه مشهدا أخر
لا يسطر الا بمداد النور والذهب

يتبع بأذن الله تعالى

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة