عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 06-11-2006, 12:43 PM   #1
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

افتراضي الانضباط.. طريق السعادة في الدارين !

بدون ما يسمى........... الانضباط ............لا يصلح الإنسان لشيء‏!!‏

يصبح انسانا فاقد الأهلية‏..‏ فاقد الهوية‏..‏ تسيره أهواؤه ونزواته‏..‏

لا يؤمن بالقيم ولا بالمثل ولا بالدين‏..‏ فهو متحلل من كل التزام‏..‏ خارج عن كل نظام‏..‏

لا وزن له في الدنيا ولا وزن له في الآخرة‏..‏

هؤلاء وصفهم رب العزة بقوله سبحانه :

( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا‏ * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا‏* ‏ أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ) ‏(‏ الكهف‏103‏ ـ‏105)..‏

والانضباط له درجات‏..‏ وعدم الانضباط له درجات أيضا‏..‏

وكلما زاد قدر الانضباط لدى المرء زادت قدرته على تحقيق أهدافه في الحياة‏..‏

وكلما نقص قدر الانضباط لديه‏،‏ قلت قدرته على تحقيق أهدافه‏..‏

هذا إن كانت لدى مثل هذا الشخص غير المنضبط ......أهداف في الحياة وما بعدها‏..‏

لأنه يكون محكوما بأهوائه ونزواته‏..‏ لا يتقيد بشيء‏..‏ ولا يلتزم بشيء‏..‏ ولا يؤمن بشيء أصلا‏..‏

فهو إنسان ضائع‏..‏ فاقد المصداقية‏..‏ أمام نفسه وأمام الناس‏..‏

لا يثق في نفسه ولا يثق فيه أحد‏..‏ فهو يعيش غير عابيء بما يحدث له في الدنيا‏ ، ‏ ناهيك عن مصيره في الآخرة‏..‏

والإنسان لكي يكون ناجحا في حياته‏..‏ محترما بين الناس‏..‏

لابد أن يحوز قدرا معقولا من الانضباط‏..... في الكلمة‏..‏ في المواعيد‏..‏ في السلوكيات‏..‏ في أكله وشربه‏..‏ في مواعيد استيقاظه‏..‏ في هيئته ومظهره الخارجي‏..‏

وكلما زاد ما لدى الإنسان من الانضباط ........ ارتفع في عين نفسه وفي أعين الناس‏..‏
وكان نجاحه مؤكدا ومستمرا‏..‏

والإسلام ـ خاتم الأديان السماوية ـ يعلم الانضباط ويؤكده‏..‏و يعلي قيمة وأهمية الانضباط‏..‏

فالصلاة تحتاج الى انضباط‏..‏ والصوم يحتاج الى انضباط‏..‏ كذلك اخراج الزكاة وأداء مناسك الحج‏..‏

فبدون انضباط لا يستطيع الانسان أن يؤدي الصلاة في مواقيتها‏..‏ وبدون انضباط لا يستطيع الانسان أن يصوم شهر رمضان كما ينبغي‏..‏ وبدون انضباط لا يخرج الانسان الزكاة في مواعيدها‏..‏ ومناسك الحج فيها الكثير الذي يتطلب الانضباط‏..‏

وهكذا تعلمنا الفرائض الانضباط‏..‏

فإذا ما تعودنا الانضباط وباشرناه بالنسبة لسائر أمورنا الحياتية نجحنا نجاحا باهرا‏..‏

فالطالب المنضبط ...يحرص علي مذاكرة دروسه ولا يتكاسل‏..‏ ويحترم مواعيد الدراسة ولا يتأخر‏..‏ ويبذل قصارى جهده لكي يحصل على أعلى الدرجات ولا يتراخى..‏

الموظف المنضبط ....يحافظ علي مواعيد الدوام ‏..‏ وهو يؤدي عمله على أكمل وجه‏..‏ ولا يتمارض ولا يزوغ‏!!‏ وهو يجد في اتقان عمله اثباتا لذاته‏، ويكون قدوة حسنة لزملائه في العمل‏..‏ ويكون أيضا موضع تقدير من رؤسائه‏..‏

الطبيب المنضبط ... يذهب الى عيادته في المواعيد المعلنة للمرضى‏، ولا يترك مرضاه ينتظرون ساعات طوالا لحين حضوره‏، ومنهم من يشق عليه الانتظار‏، بالنظر الى ظروفه الصحية أو العائلية أو المهنية‏..‏

الإنسان المنضبط عموما .... يحافظ علي صحته‏..‏ ولا يسرف في الأكل‏..‏ ولا يدخن‏..‏ ويمارس الرياضة بانتظام‏..‏

النجاح المرموق في أي مجال ........يتطلب قدرا كبيرا من الانضباط‏..‏ فالانضباط يكفل الاتقان‏..‏ يكفل المحافظة على المواعيد‏، يكفل الأداء المتميز‏..‏ يكفل حسن المعاملة مع الناس‏..‏
كما أن الانضباط يحقق الكثير لمن يتحلون به‏..‏ وهم دائما في طليعة زملاء المهنة الواحدة أو التخصص الواحد‏..‏
وهم مرموقون في كل مجالات الحياة‏..‏

والمؤمن المنضبط ....... يسعى بانضباطه الى رضا الله ونيل ثوابه وغفرانه ورحمته ، ويسعى للجنة فيعمل لها بدأب ومثابرة‏..‏

والقرآن الكريم يصف فرحة من سعدوا بتلقي كتابهم بأيمانهم يوم القيامة‏، علامة على القبول من رب العالمين

قال تعالى :

( فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه‏*‏ إني ظننت أني ملاق حسابيه‏* فهو في عيشة راضية‏* في جنة عالية‏*‏ قطوفها دانية‏* كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية ) ‏(‏ الحاقة‏19‏ ـ‏24).‏


أرأيتم أن الانضباط هو مفتاح النجاح في الدنيا والفوز في الآخرة؟‏!‏
وسببا للسعادة والرضا.....!!

إن الجميع ينشدون السعادة ويكدون للوصول إليها والبحث عن سبلها .....
وكثيراً ما يصابون بخيبة واقعية تحطم آمالهم ظناً منهم
أن السعادة تكون فيما رسموه وخططوا له، فيكون الواقع شيئاً آخر،

فكلمة (سعيد) ليست كلمة سهلة يسهل تعريفها،
وتعني أشياء مختلفة بالنسبة إلى الأشخاص المختلفين.

فهناك من يعتقد ان السعادة خصلة ذاتية لها صلات بالوراثة والصحة والشخصية،
وهناك من هو مقتنع ان السعادة في التواصل الاجتماعي وتكوين الصداقات،
وهناك من يقول ان السعادة هي تحقيق واجبات المرء تجاه العائلة والمجتمع،
وهناك من يربط السعادة بالنجاح او بالدخل المادي

على ان العلاقة بين المال والنجاح الشخصي وتكوين الاصدقاء..... وبين السعادة
يمكن أن تكون مخادعة.....
فالناجحون قد لا يكونوا سعداء إذا ما تصوروا أن الآخرين من أقرانهم قد يكونوا أكثر نجاحاً منهم حتى....
واصحاب المال قد لا يشعرون بالرضى اذا كان غيرهم يمتلكون أكثر...
والاصدقاء..... قد لا يستمرون ، خاصة ، اذا كانت صداقتهم مرتبطة بالمال...، او بالنجاح.

ولسنا في صدد تفنيد الآراء السابقة .......

الا ان الحقيقة الكبرى هي ....

أن مبعث السعادة المطلقة هو الدين والايمان بوحدانية الله تعالى.

ففيه كل الشعور بالاطمئنان والقوة والكمال والغنى والرضى والقناعة والتوكل على الله ،

ويتحقق ذلك بانضباط النفس ....فانقيادها الى اوامر الخالق.... وابتعادها عن نواهيه


من كتابين :
1-اهمية الانضباط
2- أسرار السعادة
وبتصرف
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة