عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 08-12-2007, 09:16 PM   #5
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن اليوسف
إشراقة إشراف متجددة
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن اليوسف
 

 

افتراضي

[align=right]أقسام الوسوسة :[/align]

[align=right]1-حَديث النفس :[/align]

قال الله تعالى :  ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) سورة ق،الآية:16.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- : ( فالنفس لها وسوسة ؛كما قال تعالى : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ) .
فهذا توسوس به نفسه لنفسه، كما يقال :حديث النفس، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (إن الله تجـاوز لأمتي عما حدَّثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل به ) أخرجاه في الصحيحين .

فالـذي يوسوس في صـدور الناس نفسـه،و شياطين الجن، وشياطين الإنس .
و الوسواس الخناس : يتناول و سوسة الجنة ووسوسة الإنس ،وإلا أيّ معنى للاستعاذة من وسوسـة الجـن فقط، مع أن وسوسة نفسه وشياطين الإنس هي ممَّا تضره،وقد تكون أضرّ عليه من وســـوسة الجن) (1).

[align=right]وهذه الوسوسة النفسية:[/align]

أفكار رديئة تزينها النفس الأمارة بالسوء للعبد حتى توقعه في مخالفة الشريعة والأخلاق الفاضلة،وللشيطان فرح بها ، فهو : يحسنها للعبد ويخيلها له في خيال تميل نفسه إليها ،فتصير إرادة ، ثم لا يزال يُمَنِّي ويشهي ، ويُنَسِّى عِلْمَه بضررها،ويطوي عنه سوء عاقبتها ،فيحول بينه وبين مطالعته،فلا يرى إلا صورة المعصية والتـذاذه بها فقـط،ويَنسى ما وراء ذلك ،فتصير الإرادة عـزيمة جازمة ،فيشتد الحـرص عليـها من القـلب ، فيبـعث الجنود في الطـلب فيبـعث الشيــطان معـهم مَـدَدَاً لهم وعوناً ، فإنْ فتروا حركهم ،وإن وَنَوْا(2) أزعجـهم كما قال تعالى : ( أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً )سورة مريم،الآية :83.أي: تزعجهم إلى المعاصي إزعاجاً، كلَّما فتروا أو وَنَوْا أزعجتهم الشياطين وأزتهم وأثارتهم ،فلا تزال بالعبد تقوده إلى الذنب وتنظمُ شمل الاجتماع بألطف حيلة وأتم مكيدة ، والله المستعان(3) .

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى(5/508):
(بل الشيطان يلتقم قلبه-أي الإنسان- فإذا ذكر الله خنس، وإذا غفل قلبه عن ذكره وَسْوس ، ويعلم هل ذكر الله أم غفل عن ذكره ،ويعلم ما تهواه نفسه من شهوات الغي فيزينها له ،وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ذكر صفية- رضى الله عنها-: (إنَّ الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم ) ،وقرْبُ الملائكة والشيطان من قلب ابن آدم مما تواترت به الآثار سواء كان العبد مؤمناً أو كافراً ) .




__________
1-مجموع الفتاوى(17/509-513) وانظر: مجموع الفتاوى(17/517) والتفسير الكبير(7/567-572)ومجموعة الرسائل والمسائل(1/169) .

2-أي: ضعفوا .
3-انظر: بدائع الفوائد،لابن القيم(2/795-796) .

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة