عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 01-06-2011, 06:31 PM   #1
معلومات العضو
alfa9ira
إشراقة إشراف متجددة

3agek13 خلق الأطفال العظيم





خلق الأطفال العظيم



كثيرًا ما نجد الأطفال يميلون إلى حب الشخصيات الكارتونية الشجاعة كسوبر مان وبات مان والكابتن ماجد، وغيرها من الأفلام الكارتونية التي تجسد أشخاص شجعان يدافعون عن الآخرين ويساعدونهم في حياتهم، ونجد أن الأطفال يجسِّدون في بعض الأحيان مواقف لشخصية (كبت مان) وهو يحارب الشخص الشرير ويتغلب عليه.

الإسلام والشجاعة:

ونحن كآباء ومربون حينما نريد أن نغرس الشجاعة في أطفالنا يجب ألا يكون من خلال مشاهدة الأطفال تلك الأفلام الكارتونية فقط، ولكن نرجع إلى إسلامنا لنتعلم كيف يتم غرس هذا الخلق العظيم، وحينما ينظر الواحد منا إلى كتاب الله سيجد أن الله تحدث عن الشجاعة في آية عظيمة.

قال تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا** [الأحزاب: 23].
( فقد ذكرالله وفاء المؤمنين به، فقال: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ** أي: وفوا به، وأتموه، وأكملوه، فبذلوا مهجهم في مرضاته، وسبَّلوا أنفسهم في طاعته.
{فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ** أي: إرادته ومطلوبه، وما عليه من الحق، فقتل في سبيل اللّه، أو مات مؤديًا لحقه، لم ينقصه شيئًُا.
{وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ** تكميل ما عليه، فهو شارع في قضاء ما عليه، ووفاء نحبه ولما يكمله، وهو في رجاء تكميله، ساع في ذلك، مجد.
{وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا** كما بدل غيرهم، بل لم يزالوا على العهد، لا يلوون، ولا يتغيرون، فهؤلاء، الرجال على الحقيقة، ومن عداهم، فصورهم صور رجال، وأما الصفات، فقد قصرت عن صفات الرجال) [تفسير السعدي].

الصحابة والشجاعة:

ولقد كان الصحابة رضوان الله عليهم خير مثال لنا في الشجاعة، فقد تعلموا من نبيهم صلى الله عليه وسلم هذا الخلق العظيم عندما كان يتقدم الناس في الصفوف في الغزوات، وكان يقاتل كأن 19 رجلًا من الرجال الأشداء يقاتلون.

وهنا نذكر مثالًا لصحابي ضرب لنا المثل في الشجاعة وهو عبد الله بن حذافة السهمي.

(ففي عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أُرسلت القوات الإسلامية لتضرب طاغوت الروم الذي هدد دولة الإسلام، وعندما وصلت القوات الإسلامية ودارت المعارك أسر هرقل حاكم الروم الصحابي الجليل عبدالله بن حذافة رضي الله عنه مع جماعة من أصحابه المسلمين، وأراد أن يجبره على الكفر فأوقفه أمامه في دار الملك ودار بين الطاغية حاكم الروم وبين الصحابي عبدالله بن حذافة حوار
فقال هرقل: يا عبدالله تتنصر وأعطيك نصف ملكي؟
فقال عبدالله بن حذافـة رضي الله عنـه: يا هرقل والله لو عرضت علي الدنيا كلها على أن أترك دين محمد ما تركته.
فقال هرقل: يا عبدالله إن لم تتنصر فسوف أعذبك العذاب الأليم.
فقال عبدالله بن حذافة: افعل ما تشاء فإنما تعذب بدنا فانيا وجسدا موليا، أما الروح فلا يملكها إلا لله.
فأمر هرقل أن يصلب على صليب وأن يضرب بالسهام في يديه ورجليه وفي غير مقتل حتى يعذب العذاب الأليم، وصلب ورمي بالسهام، وكلما أصابه سهم قال: لا اله إلا الله، قال هرقل: أنزلوه، فانزلوه فغلي له ماء في قدر حتى كاد الإناء أن يحترق من شدة الغليان وقال له: يا عبدالله إما أن تنتصر و إما أن نلقي بك في هذا الماء، وإذا بعبدالله بن حذافة يمشي إلى الماء الذي يغلي فلما اقترب منه بكت عيناه فقال له هرقل: أبكيت يا عبدالله؟ فقال له: والله ما بكيت خوفًا فأنا اعلم أني سائر إلى الله، ولكن بكيت لأني لي نفسًا واحدة وكنت أود أن يكون لي مائة نفس تُعذَّب في سبيل الله فقال هرقل أرجعوه فأرجعوه، فاحضر له امرأة غانية من نساء الروم وقال: ادخلوه معها في غرفة لتراوده عن نفسه وغلقت الأبواب وأخذت تغدو وترجع أمامه وبعد ساعات مضت قال هرقل: أحضروها لأسمع منها ما حدث فلما حضرت أخبرته وقالت له: يا سيدي أنت لست أدري الى من أرسلتني أأرسلتني إلى بشر أم حجر كلما خطوت أمامه ما سمعت منه إلا قول لا اله إلا الله.
فقال هرقل: ادخلوه في غرفة ولا تحضروا له طعامًا إلا الخمر ولحم الخنزير، فاحضروا له ذلك وأغلقوا عليه الباب وليس معه طعام سواهمًا، و ظل عبد الله بن حذافة ثلاثة أيام لا يأكل لحم الخنزير ولا يشرب خمرًا ثم دخلوا عليه فوجدوه يذكر الله ويصلي والخمرة كما هي ولحم الخنزير كما هو فقال له: يا عبد الله ما منعك من الشرب والأكل وأنت مضطر لذلك و الجوع يعبث بأمعائك؟ فقال لهم خفت أن يشمت أعداء الله في دين الله.
فلما يئس منه هرقل قال له: يا عبدالله قبل رأسي وأطلق سراحك فقال له: بل تطلق سراح إخواني المسلمين، فوافق على ذلك، ولما ذهب ليضع فمه على رأس هرقل قال لرب العزة: اللهم إنك تعلم أنه مشرك نجس ولكني سأبصق على رأسه ولن أقبلها فإذا سألتني عن ذلك يوم القيامة سأقول لك وعزتك وجلالك ما فعلت ذلك إلا لأطلق سراح إخواني.
وذهب عبدالله ووضع فمه على رأس هرقل وبصق عليها دون أن يشعره فأطلق هرقل سراحه وسراح إخوانه وبعد ذلك ذهبوا إلى المدينة المنورة التقوا بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقصوا عليه ما جرى، فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال: حق على كل مسلم أن يقبل رأسك يا عبدالله وأنا أبدأ بنفسي. وقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقبل رأس عبدالله بن حذافة رضي الله عنه إكراما لعزته ودينه) [الاستعياب في معرفة الأصحاب، ابن عبد البر].

كيف تغرس الشجاعة في طفلك؟

إن الشجاعة ليست كلمة تقولها للطفل، ثم يصبح بعد ذلك طفلك رجلًا شجاعًا، ولكنها عدة مواقف مترابطة ومتكاملة حتى تُشكِّل في النهاية حلقة كاملة لدى الطفل، فيتربى على هذا الخلق العظيم، ويمكن غرس الشجاعة من خلال الخطوات الآتية:

ـ لا للإمعة:
من الأشياء الهامة أن يتعلم ولدك الثبات على المبدأ في المواقف، فيجب (أن يتربى الطفل على أن يكون صاحب مباديء وقيم لا يغيرها أو يبدلها تبعًا لمصلحة زائلة أو هوىً يسيطر عليه، وأن المتلونين من الناس الذين يغيرون مبادئهم كما يغيرون ملابسهم هم قوم مذمومون شرعًا؛ ولذلك فمن أعظم الناس شجاعة الثابتون على قيمهم ومبادئهم عند اضطراب الأمور واختلال الأفكار وتبدل القيم، بل أولئك الذين يثبت اله تعالى بهم الناس في مواطن الفتن). [اللمسة الإنسانية، محمد محمد بدري، ص(363)].

قصص الشجعان:
من الأشياء التي تساعد في تربية الطفل على الشجاعة، سرد الحكايات والقصص التي تتحدث عن الشجاعة، وتأتي في مقدمة تلك القصص (مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث يوليها المربي اهتمامًا خاصًا، فقد كانت التربية على تلك المعاني أصلًا تربويًا لسلفنا الصالح، يروى عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه قالكنا نعلم أولادنا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نعلمهم السورة من القرآن). وكذلك سرد مواقف شجاعة صدرت من أطفال في مثل أعمارهم؛ فاقصص عليهم مثلًا قصة الفتى الشجاع عبد الله بن الزبير رضى الله عنه لما مر الخليفة حاكم المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأحد شوارع المدينة ورأي صبيانا يلعبون فهربوا من طريقه ما عدا هذا الغلام فاقترب منه الخليفة وقال له :لماذا لم تهرب مثل الغلمان؟ فقال : لم أفعل ذنبا حتى أخاف وأهرب، وليست الطريق ضيقة فأوسعها لك..! فأعجب عمر من هذا الغلام وفرح بأن يكون في صبيان المسلمين مثله) [تربية الأولاد في الإسلام، عبد الله ناصح علوان (1/311)].

ماذا بعد الكلام؟

ـ (شجع أطفالك على التعامل مع المواقف الصعبة خطوة بخطوة فإذا كان خائفًا من الظلام فضع له أباجورة.
ـ انصت إلى ما يقوله طفلك باهتمام هل حاول طفلك يخبرك أن شخصًا ما يؤذيهم أم أنت تقوم بشيء يقذف فى قلوبهم الرعب إذا حدث ذلك فخذ ما يقولون على محمل الجد.
ـ لا يستطيع الأطفال شرح ما يخيفهم انهم فى حاجة إلى ان تدعمهم وتطمئنهم حتى يذهب خوفهم) [التهذيب الإيحابى، جن نيلسن ولين لوت وستيفن جلين، ص(127)].
ـ اهتم بسرد قصص الشجعان لأطفالك، فمثلًا قبل النوم احكي لهم قصص أحد الشجعان كصلاح الدين وخالد بن الوليد وغيرهم.
ـ احرص على أن يشاهد أطفالك أفلام الكارتون الهادفة التي تغرس خلق الشجاعة في الأطفال، لأن وجدان الطفل تستطيع أن تتفاعل بإيجابية مع المادة الكارتونية.

المصادر:
· التهذيب الإيحابى، جن نيلسن ولين لوت وستيفن جلين.
· تربية الأولاد في الإسلام، عبد الله ناصح علوان.
· اللمسة الإنسانية، محمد محمد بدري.
· تفسير السعدي.
· الاستعياب في معرفة الأصحاب، ابن عبد البر.

مفكرة الإسلام
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة