و ما أن يبدأ الإمام بتكبيرة الإحرام
حتى تبدأ رنات الهواتف ..
و ياليتها رنات بل أغاني مائعات ..
تسمع عندها و أنت في الصلاة..
ألوان الموسيقى و أنواع الأغنيات
و لا حول و لا قوة إلا بالله
إلى الله المشتكى
ذهب الخشوع و انخلع القلب من مكانه ..
و هاجت النفس و توترت الأعصاب..
و في أحسن الأحوال ..
تقوم السيدة أو الآ نسة متباطئة لغلق هاتفها المحمول أو المهبول
و كأني بها تبحث قبلها عن المتصل..
تهدأ الزوبعة ..
و تحاول أن تعود بقلبك و قالبك لصلب الموضوع (أي الصلاة في خشوع)
فتفاجأ برنة هاتف آخر...
يا للهول ...يا للعار و يا للشنار...رويدك لا تنصدم كما صدمنا..
إنها صاحبة الهاتف الأول ..
فهي في عصر تجهيل العلماء و تعولم الجهلاء ..
و تجبر الضعفاء و ترف الفقراء ..فصاحبتنا تملك أكثر من واحد ..
و لكن لا بأس فالمسكينة قد انزعجت مثلنا لا شك ...و لا طاقة لها بعد ذلك و لا صبر
فيجب أن تضع المتصل في الأمر الواقع... لزاما عليها أن تضع له حدا على تجاوزه ...
فتقول بصوت منخفض ترتج له أركان المسجد رجا ..
ألو ...نعم ..أنا أصلي الآن.. إتصلي بعد الصلاة
و بكل همة و عزم و حزم تغلق الهاتف ...
لا تسألنا عن عدد الضحايا بعدها ..
و لن نملك أن نمنع أنفسنا أو نمنعك من أن تقول لها و لأمثالها
عفوا أخيتي أنت مصدر إزعاج