عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 05-01-2009, 03:02 AM   #12
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

(1/90)

(11)
الرسل

(1/91)

الرسول يدخل في الأوامر التي جاءت على يديه
س42: يقول السائل: هل كل أمر موجه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أهل بيته يكون موجها إلينا جميعا؟
الجواب: نعم، هذا هو الأصل; الرسول يدخل في الأوامر التي جاءت على يديه، وهكذا أهل بيته كجميع الناس.
فالرسل داخلون فيما جاء على أيديهم من الأوامر والنواهي ، فقوله جل وعلا: ** ولا تدع من دون الله ** (1) [يونس: 106] يعم الجميع وقوله تعالى: ** وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا ** (2) [الجن: 18] ، يعم الجميع، يعم الرسل وغيرهم، وقوله: ** وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ** (3) [البينة: 5] يعم الجميع، وقوله: ** وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ** (4) [البقرة: 43] يعم الجميع، وقوله: ** ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا ** (5) [النساء: 22] يعم الجميع.
وهكذا، الأصل أن الأنبياء والرسل داخلون في الأوامر والنواهي التي جاءوا بها ، وهكذا أهل بيوتهم داخلون إلا ما قام الدليل على التخصيص، فإذا قام دليل خاص على أن هذا خاص بالرسول أو خاص بفلان، كالتسع له صلى الله عليه وسلم من الزوجات فهذا خاص به صلى الله عليه وسلم، وكعناق أبي بردة جاء الحديث أنها خاصة به لما ضحى بها وهي لم تبلغ الثنية.
والمقصود: أن الأصل هو العموم فيما يأتي من الأوامر والنواهي على أيدي الرسل; تعم الرسل، وتعم أهل بيوتهم إلا ما خصه الدليل.
__________
(1) سورة يونس الآية 106
(2) سورة الجن الآية 18
(3) سورة البينة الآية 5
(4) سورة البقرة الآية 43
(5) سورة النساء الآية 22

(1/92)

حول حديث: « إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء » (1)
س43: سائل يقول: سمعت أحد المذيعين يوم جمعة وكان يتحدث في فضل يوم الجمعة، وقد أورد حديثا يقول: « فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي ، قالوا: يا رسول الله، وكيف تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت؟ فقال: إن الله عز وجل حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء » (2) رواه الخمسة إلا الترمذي .
أليس هذا يتعارض مع الآية الكريمة التي يقول الله فيها: ** قل إنما أنا بشر مثلكم ** (3) [الكهف: 110] ، وقوله: ** وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا ** (4) [الكهف: 8] ، وأنه لما دخل عليه العباس عمه حينما مات، ومكث ثلاثة أيام قبل أن يدفن، وكان واضعا يديه على أنفه، وقال: عجلوا بدفن صاحبكم، والله إنه ليأسن كما يأسن سائر البشر . وهذا الحديث الذي سمعته موجود في كتاب نيل الأوطار شرح منتقى الأخيار، والحديث أخرجه أيضا ابن حبان في صحيحه، والحاكم في مستدركه، وقال: صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه. وذكره ابن أبي حاتم في العلل وحكى عن أبيه بأنه حديث منكر; لأن في إسناده عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، وهو منكر الحديث، وقال ابن العربي إن الحديث لم يثبت. وأسأل الله تعالى أن يوفقني وإياكم لما يحبه ويرضاه؟
الجواب: الحديث المذكور معروف عند أهل العلم ولا بأس به عند أهل العلم، ولا نكارة في ذلك، فإن الله جل وعلا له أن يخص من شاء من
__________
(1) سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1085).
(2) سنن النسائي الجمعة (1374),سنن أبو داود الصلاة (1047),سنن ابن ماجه ما جاء في الجنائز (1636),مسند أحمد بن حنبل (4/8),سنن الدارمي الصلاة (1572).
(3) سورة الكهف الآية 110
(4) سورة الكهف الآية 8

(1/93)

عباده بما يشاء سبحانه وتعالى، فإذا خص الأنبياء بتحريم أجسادهم على الأرض فلا غرابة في ذلك; لما لهم لديه من الكرامة.
والصلاة والسلام عليه مشروعة مطلقا، ولو فرضنا أن الجسد قد أكلته الأرض كما تأكل أجساد الناس الآخرين، فإن هذا لا يمنع من الصلاة والسلام عليه، ولا يمنع أيضا من تخصيص الجمعة بالإكثار من ذلك لما جاء في الحديث، فإن الصلاة والسلام عليه مشروعان دائما -عليه الصلاة والسلام- في حياته وبعد وفاته عليه الصلاة والسلام.
وقد قال الله عز وجل: ** إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ** (1) [الأحزاب: 56] ، اللهم صل عليه وسلم صلاة وسلاما دائمين إلى يوم الدين.
وقال عليه الصلاة والسلام كما روى مسلم في الصحيح : « من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا » (2) . فالصلاة والسلام عليه أمر مشروع في حياته وبعد وفاته، حال كونه في البرزخ وفي غير ذلك، وهذا أمر مشروع ومعلوم عند الجميع.
أما كون جسده يبقى فهو في هذا الحديث، وسنده لا بأس به عند أهل العلم، أما قول العباس ، فلم أعلم إلى يومي هذا صحته ولم أتتبع أسانيده، ولو فرضنا صحة هذا عن العباس فإنه لا ينافيه; فقد يعتري الجسد ما يعتريه ولكنه يسلم ويبقى، ويحرم على الأرض أن تأكله، ويزول ما يعتريه من تغير ورائحة، فإن الله على كل شيء قدير سبحانه وتعالى، فإذا وضع في القبر ففي الإمكان أن تزول هذه الرائحة وهذا التغير، وأن يبقى الجسد سليما طريا، وليس في الشرع ولا في العقل
__________
(1) سورة الأحزاب الآية 56
(2) صحيح مسلم الصلاة (384),سنن الترمذي المناقب (3614),سنن النسائي الأذان (678),سنن أبو داود الصلاة (523),مسند أحمد بن حنبل (2/168).

(1/94)

ما يمنع ذلك.
والمقصود أن الصلاة والسلام عليه مشروعان مطلقا سواء بقي الجسد أم لم يبق الجسد، وكونه تعرض صلاتنا عليه لا يمنع ذلك فناء جسده لو لم يصح الحديث; لأن الروح باقية في الرفيق الأعلى، وهكذا الأرواح باقية عند أهل السنة والجماعة، أرواح المؤمنين في الجنة، وأرواح الكفار في النار، وروحه صلى الله عليه وسلم في أعلى عليين عليه الصلاة والسلام، وأرواح المؤمنين في طيور تعلق في شجر الجنة كما صح بذلك الحديث، وأرواح الشهداء تسرح في الجنة حيث شاءت، ثم ترجع إلى قناديل معلقة تحت العرش، وهي في أجواف طير خضر كما جاء في الحديث الشريف.
فالمقصود أن الأرواح باقية وفي الإمكان عرض الصلاة والسلام عليه، عليه الصلاة والسلام، ولو ذهب الجسد، ولكن حديث « إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء » (1) لا بأس به، فالأصل الأخذ به والبقاء عليه، حتى يعلم بالأدلة التي لا شك فيها ما يخالف ذلك.
وقوله صلى الله عليه وسلم: « إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء » (2) خبر منه صلى الله عليه وسلم وهو لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، فمتى سلم الخبر من العلة، وهو عند أهل العلم في ظاهر أسانيده صحيح ولا بأس به، وإذا ثبت أثر العباس ، فإن ما قاله العباس لو ثبت ووقع لا يمنع من بقاء الجسد وزوال هذا الأثر كما تقدم.
__________
(1) سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1085).
(2) سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1085).

(1/95)

هل النبي صلى الله عليه وسلم مخلوق من نور؟
س44: سائل يقول: نسمع في بعض خطب الجمعة عندنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مخلوق من نور، وليس من تراب كسائر الناس. نسأل عن صحة هذا الكلام؟
الجواب: هذا كلام باطل وليس له أصل، فالله خلق نبينا صلى الله عليه وسلم مثل ما خلق بقية البشر; من ماء مهين، من ماء أبيه عبد الله وأمه آمنة ، كما قال الله جل وعلا في كتابه العظيم: ** ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ** (1) [السجدة: 8] ، فمحمد صلى الله عليه وسلم من نسل آدم، وجميع نسل آدم كلهم من سلالة من ماء مهين وهو منهم.
أما ما يروى أنه خلق من النور فهذا لا أصل له، وهو حديث موضوع مكذوب باطل لا أصل له، وبعضهم يعزوه إلى مسند أحمد عن جابر ، وهذا لا أصل له، وبعضهم يعزوه لمصنف عبد الرزاق وهذا لا أصل له. والمقصود أنه حديث باطل لا أصل له عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما خلقه الله مما خلق منه بني آدم، وخلق منه الأنبياء جميعا، وهو من ماء الرجل وماء المرأة، هذا هو الأمر المعلوم، وأما ما يدعيه بعض الغلاة، وبعض الجهلة أنه خلق من النور فهذا باطل لا أصل له.
وهو نور صلى الله عليه وسلم، جعله الله نورا للناس بما أوحى الله إليه من الهدى، من الكتاب العزيز والسنة المطهرة، كما قال الله سبحانه وتعالى: ** قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ** (2) [المائدة: 15] ، هذا النور هو محمد صلى الله عليه وسلم بما أوحى الله إليه من النور، سماه الله نورا; لأن الله جعله نورا بما أوحى إليه من الهدى، كما قال في الآية الأخرى:
__________
(1) سورة السجدة الآية 8
(2) سورة المائدة الآية 15

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة