عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 26-04-2012, 09:04 PM   #1
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي على جبل الصفا...!

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

على جبل الصفا...!


وبعد تأكد النبي صلى الله عليه وسلم من تعهد أبي طالب بحمايته وهو يبلغ عن ربه، صعد النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم علىالصفا، فعلا أعلاها حجرًا،ثم هتف‏:‏

‏(‏يا صباحاه‏)

وكانت كلمة إنذار تخبر عن هجوم جيش أو وقوع أمر عظيم‏.‏ثم جعل ينادى بطون قريش،ويدعوهم قبائل قبائل‏:

‏ ‏(‏يا بني فهر، يا بني عدى، يا بني فلان، يا بني فلان، يابني عبد مناف، يا بني عبد المطلب‏)‏‏.
فلما سمعوا قالوا‏:‏ من هذا الذي يهتف‏؟‏ قالوا‏:‏ محمد‏.‏

فأسرع الناس إليه، حتى إن الرجل إذا لم يستطع أن يخرج إليه أرسل رسولاً لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش‏.
فلما اجتمعواقال‏:
‏ ‏(‏أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلًا بالوادى بسَفْح هذا الجبل تريد أن تغيرعليكم أكنتم مُصَدِّقِىَّ‏؟‏‏)‏‏.
قالوا‏:‏ نعم، ما جربنا عليك كذبًا، ماجربنا عليك إلا صدقًا‏.‏قال‏:‏ ‏(‏إنى نذير لكم بين يدى عذاب شديد،إنما مثلى ومثلكم كمثل رجل رأي العَدُوّ فانطلق يَرْبَأ أهله‏)‏‏

(‏ أي يتطلع وينظرلهم من مكان مرتفع لئلا يدهمهم العدو‏)‏
‏(‏خشى أن يسبقوه فجعل ينادى‏:‏

(ياصباحاه‏)

ثم دعاهم إلى الحق، وأنذرهم من عذاب الله ، فخص وعم فقال‏:‏

(‏يا معشر قريش، اشتروا أنفسكم من الله ، أنقذوا أنفسكم من النار،فإنى لا أملك لكم من الله ضرًا ولا نفعًا، ولا أغنى عنكم من الله شيئًا‏.
يا بني كعب بن لؤى،أنقذوا أنفسكم من النار، فإني لا أملك لكم ضرًاولا نفعًا‏.
يا بني مرة بن كعب، أنقذوا أنفسكم من النار‏.

يا معشربني قصى، أنقذوا أنفسكم من النار، فإنى لا أملك لكم ضرًا ولا نفعًا‏.‏
يامعشر بني عبد مناف، أنقذوا أنفسكم من النار، فإنى لا أملك لكم من الله ضرًا ولانفعًا، ولا أغنى عنكم من الله شيئًا‏.
يا بني عبد شمس، أنقذوا أنفسكم منالنار‏.

يا بني هاشم، أنقذوا أنفسكم من النار‏.

يا معشر بني عبدالمطلب، أنقذوا أنفسكم من النار، فإنى لا أملك لكم ضرًا ولا نفعًا، ولا أغنى عنكم من الله شيئًا، سلونى من مالى ماشئتم، لا أملك لكم من الله شيئًا‏.‏
يا عباس بن عبد المطلب، لا أغنى عنك من الله شيئًا‏.

يا صفية بنت عبد المطلب عمةرسول الله ، لا أغنى عنك من الله شيئًا‏.

يا فاطمة بنت محمد رسول الله ،سلينى ما شئت من مالى، أنقذى نفسك من النار، فإنى لا أملك لك ضرًا ولا نفعًا، ولاأغنى عنك من الله شيئًا‏.
غير أن لكم رحمًا سأبُلُّها بِبلاَلها‏)

‏ أيأصلها حسب حقها‏.

ولما تم هذا الإنذار انفض الناس وتفرقوا، ولايذكر عنهم أي ردة فعل، سوى أن أبا لهب واجه النبي صلى الله عليه وسلم بالسوء،وقال‏:‏ تبا لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا‏؟
‏ فنزلت‏:‏ ‏{‏تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ‏**‏ ‏[‏سورة المسد‏:‏1‏]‏‏.‏

كانت هذه الصيحـةالعالية هي غاية البلاغ، فقد أوضح الرسول صلى الله عليه وسلم لأقرب الناس إليه أنالتصديق بهذه الرسالة هو حياة الصلات بينه وبينهم، وأن عصبة القرابة التي يقومعليها العرب ذابت في حرارة هذا الإنذار الآتى من عند الله ‏.

ولم يزل هذا الصوت يرتج دويه في أرجاء مكة حتى نزل قوله تعالى‏:‏
‏{‏فَاصْدَعْ بِمَاتُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ‏**‏ ‏[‏الحجر‏:‏94‏]‏،
فقام يجهر بالدعوة إلى الإسلام في مجامع المشركين ونواديهم، يتلو عليهم كتاب الله ، ويقول لهم ما قالته الرسل لأقوامهم‏:‏ ‏{‏يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ الله َمَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ‏**‏ ‏[‏الأعراف‏:‏59‏]

وبدء يعبد الله تعالى أمامأعينهم، فكان يصلى بفناء الكعبة نهارًا جهارًا وعلى رءوسالأشهاد‏.

وقد نالت دعوته مزيدًا من القبول، ودخل الناس في دينالله واحدًا بعد واحد‏.
‏ وحصل بينهم وبين من لم يسلم من أهل بيتهم تباغض وتباعدوعناد واشمأزت قريش من كل ذلك، وساءهم ما كانوا يبصرون‏!!!

التعديل الأخير تم بواسطة شذى الاسلام ; 26-04-2012 الساعة 09:10 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة