عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 06-05-2012, 10:04 AM   #1
معلومات العضو
الغردينيا
مراقبة عامة لمنتدى الرقية الشرعية

افتراضي ألم تر أن العين للقلب رائــد !!!!!!

حســـــــــن السمـــــــــــــت
مما لا شك فيه أن العين تحب المنظر الحسن وتهواه وتميل إليه ، وإذا وقعت العين على ما يعجبها مال القلب إليه ولا شك ، كما قيل:

ألم تر أن العين للقلب رائد فما تألف العينان فالقلب آلف
فإذا أضيف إلى حسن المظهر الخارجي حسن المنطق والوقار في الحركة والسكون والدخول والخروج ، واشتهر صاحبه بحسن السيرة بين الناس ، فلا شك أن الناس سينسبون صاحب هذه الصفات الحميدة لأهل الخير والصلاح والديانة.

وهذا هو ما نعنيه بحسن السمت.

وقد حث الشرع المطهر على التحلي بحسن السمت فأباح للعبد أن يعتني بمظهره من غير إسراف ولا مخيلة فقال الله تعالى : (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) (الأعراف:31).

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الهدي الصالح والسمت الصالح والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة".

وعن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في ثوب دون ( أي قديم ) فقال : " ألك مال؟" قال : نعم. قال: " من أي المال؟" قال: قد آتاني الله من الإبل والغنم والخيل والرقيق. قال: " فإذا آتاك الله مالا فليُر أثرُ نعمة الله عليك وكرامته".

ولما رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا شعثا قد تفرق شعره قال: " أما كان هذا يجد ما يسكن به شعره؟"

ورأى رجلا آخر وعليه ثياب وسخة فقال : " أما كان هذا يجد ماء يغسل به ثوبه؟".كما قال في نفس السياق : " من كان له شعر فليكرمه".
ولما نهى عن الكبر ظن بعض الناس أن العناية بالمظهر والهندام من الكبر فبين لهم صلى الله عليه وسلم حقيقة الأمر فقال: " إن الله جميل يحب الجمال ، الكبر بطر الحق وغمط الناس".

كما كان هو نفسه صلى الله عليه وسلم أحسن الناس هديا وسمتا وجمالا وبهاء ، فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة أضحيان ( أي مضيئة) فجعلت أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى القمر ،وعليه حلة حمراء ، فإذا هو عندي أحسن من القمر".

مما لاشك فيه أن العناية بالظاهر لو لم يرافقها عناية بالباطن ومحاسن الأخلاق والعناية بحسن السيرة بين الناس فإنها تصبح وبالا على صاحبها ، لهذا كان الصالحون يجمعون بين حسن الهندام وجمال المظهر وبين حسن السيرة وجمال الخُلُق ، هذا أحمد بن حنبل رحمه الله يقول عنه الميموني رحمه الله تعالى : ما رأيت أحدا أنظف ثوبا ، ولا أشد تعاهدا لنفسه في شاربه وشعر رأسه وشعر بدنه ولا أنقى ثوبا واشد بياضا من أحمد بن حنبل.
 

 

 

 


 

توقيع  الغردينيا
 
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة