عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 11-09-2004, 07:27 AM   #3
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،،

بخصوص ما طرحته أخي المكرم والحبيب ( أبو سالم الصيعر ) حول طريقة الكشف عن المرض ، وذكرك ما نقله ( أسامة العوضي ) في كتابه ( المنهج القرآني في علاج السحر والمس الشيطاني ) حول طريقة واستخدام تلك الطريقة ، فاعلم يا رعاك الله أنه لولا معرفتي بك وبمنهجك وأنك ممن يبحث عن الحق كي يتبعه لحذفت الموضوع ، بسبب اعتبارات كثيرة سوف تظهر من خلال مناقشة هذه الطريقة ومشروعيتها ، وإليك بعض النقاط الهامة المتعلقة باستخدام هذه الطريقة :

أولاً : ليس كل ما هو موجود في الكتب يؤخذ به ويعول عليه ، ولا بد من مراجعة العلماء وطلبة العلم المشهود لهم بالعلم والعمل ، كي يُعلم مشروعية تلك الطرق والأساليب والوسائل من عدم مشروعيتها 0

ثانياً : وهذه مسألة مهمة يجهلها كثير من المعالجين ولذلك وقعوا في أخطاء كثيرة وشطحات فريدة ، وهيّ أن كافة المسائل المتعلقة بالرقية الشرعية لها جانبان : الأول : وهو الجانب الشرعي وكافة المسائل المتعلقة بهذا الجانب تعتبر توقيفية تعبدية لا يجوز الإخلال بأي جزئية من جزئياتها ، ولا بد من الالتزام الحرفي في تطبيقها والأخذ فيها ، والثاني : الجانب الحسي وهو الجانب الذي يتعلق بالخبرة والممارسة لدى المعالج ، ولا بد من الإشارة إلى مسألة هامة تتعلق بكافة الاستخدامات التي قد يعمد إليها المعالِجون في علاجهم للأمراض الروحية ، وتوفر بعض الضوابط والشروط الهامة لذلك ومنها :

1)- إثباتها كأسباب حسية للعلاج والاستشفاء بإذن الله تعالى : فالدواء لا بد أن يكون تأثيره عن طريق المباشرة لا عن طريق الوهم والخيال ، فإذا ثبت تأثيره بطريق مباشر محسوس صح أن يتخذ دواء يحصل به الشفاء بإذن الله تعالى ، أما إذا كان مجرد أوهام وخيالات يتوهمها المريض فتحصل له الراحة النفسية بناء على ذلك الوهم والخيال ويهون عليه المرض وربما ينبسط السرور النفسي على المريض فيزول ، فهذا لا يجوز الاعتماد عليه ولا إثبات كونه دواء ، وأما الضابط لكل ذلك فهو التجربة والممارسة من قبل أهل العلم الشرعي الموثوقين المتمرسين الحاذقين في صنعتهم الملمين بأصولها وفروعها 0

2)- عدم الاعتقاد فيها : ولا يجوز بأي حال من الأحوال الاعتقاد في هذه الاستخدامات وأنها تؤثر أو تنفع بنفسها أنما هي أمور جعلها الله سبحانه أسبابا للعلاج والاستشفاء بإذنه تعالى 0

3)- خلوها من المخالفات الشرعية : بحيث لا تحتوي كافة تلك الاستخدامات على أمور محرمة شرعا ، أو قد ورد الدليل بالنهي عنها 0

4)- سلامة الناحية الطبية للمرضى : ومن الأمور الهامة التي يجب أن تضبط كافة تلك الاستخدامات مراعاة سلامة الناحية الطبية ، فلا يجوز مطلقا اللجوء إلى ما يؤدي لأضرار أو مضاعفات نسبية للمرضى ، وقد ثبت من حديث ابن عباس وعبادة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا ضرر ولا ضرار ) ( صحيح الجامع 7517 ) وكل ذلك يؤكد على اهتمام المعالِج بالكيفية الصحيحة للاستخدام لما يؤدي إليه من نتائج فعالة وأكيدة بإذن الله تعالى ، وكذلك لعلاقتها الوطيدة بسلامة وصحة المرضى ، ومن هنا كان لا بد للمعالِج من إيضاح بعض الأمور الهامة للمرضى والمتعلقة بطريقة الحفظ والاستخدام ، وهي على النحو التالي :

أ - الكمية المستخدمة 0
ب- طريقة الاستخدام الصحيحة والفعالة 0
ج - طريقة الحفظ الصحيحة 0
د - فترة الاستخدام 0

ويستطيع المعالِج الاستعانة بالمراجع الطبية أو المتخصصة في هذا الجانب ، لمعرفة تلك المعلومات وتقديمها للمرضى ، بحيث يكون مطمئنا على النتائج الفعالة والأكيدة ، دون التخبط في طرق استخدام الأدوية الطبيعة آنفة الذكر ، أو الكيفية الخاصة بها ، والتي قد تؤثر بشكل أو بآخر على صحة وسلامة المرضى 0 والأولى أن يقوم المعالِج بإرشاد المرضى لمراجعة أهل الخبرة والدراية ممن حازوا على إجازات علمية في الطب العربي ليقدموا لهم المعلومات الصحيحة والدقيقة عن كيفية الاستخدام 0

5)- عدم مشابهة السحرة والمشعوذين : ومن ذلك الإيعاز للمرضى باستخدام بعض البخور التي تشابه العمل الذي يقوم به السحرة والمشعوذون في طرق علاجهم ، مما يؤدي بالآخرين لنظرة ملؤها الشك والريبة للرقية والعلاج والمعالِج 0

6)- عدم المغالاة : ومن الأمور التي لا بد أن يهتم بها المعالِج غاية الاهتمام في كافة الاستخدامات المتاحة والمباحة هو عدم المغالاة فيها بحيث يصرف الناس عن الأمر الأساسي المتعلق بهذا الموضوع وهو الرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة 0

7)- عرض كافة تلك الاستخدامات على العلماء وطلبة العلم : وهذا مطلب أساسي يتعلق بكافة الاستخدامات ، حيث أن بعض الأمور تتضمن دقائق وجزئيات قد تخفى عن الكثيرين وقد تحتوي في طياتها على أمور منافية للعقيدة أو مخالفات شرعية لا يقف على حقيقتها ولا يحدد أمرها إلا العلماء الربانيين 0

ثالثاً : وهذه مسألة في غاية الأهمية : هل فعل مثل هذا الفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهل عالج المرضى بمثل هذه الطريقة ، وهل فعله الخلفاء الراشدون أو الصحابة والتابعين وتابعي هذه الأمة ، فأن لنا الاستدراك على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أفضل الخلق ، وهو المعصوم الذي ما من خير إلا وبينه لنا صلى الله عليه وسلم ، وكذلك استدراك على كل من كان بعده ، فالخير كل الخير في التزام كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم 0

رابعاً : من الأولويات التي لا بد أن تحظى بقدر وافر من الاهتمام لدى المعالج هيَّ قوة شخصيته أمام الناس وأمام الجن والشياطين ، فقوة الشخصية وصلابة الجأش والقوة في التعامل مع الأرواح الخبيثة أمر في غاية الأهمية ، ويتحدد ذلك بالأمور التالية :

أ - تصرف المعالِج بحكمة في كثير من المواقف التي قد تواجهه في حياته العملية والنظرية 0

ب - محافظة المعالِج على اتزانه ، دون الغضب الذي قد يؤدي لعواقب وخيمة 0

ج - دراسة الحالة المرضية دراسة علمية موضوعية مستفيضة ، ليستطيع التعامل معها بناء على معطيات كل حالة من الحالات على حدة 0

د - الصبر والتأني في التعامل مع بعض الحالات التي تحتاج لفترة علاج طويلة من الزمن ، ومحاولة دراسة أفضل السبل والوسائل الكفيلة بشفاء الحالة بإذن الله تعالى 0

هـ- الفراسة والذكاء في التعامل مع الأرواح الخبيثة لمعرفة صدق أو كذب ما تقوله ، ليتسنى للمعالِج اتباع الطرق الصحيحة في العلاج التي قد تختصر الوقت والجهد 0

و - استخدام الأسلوب الدعوي الأمثل في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى من خلال توفر العلم الشرعي الذي يؤهل ويتيح للمعالِج القيام بهذا الواجب الشرعي ، بحيث يتبع طرقا قوية ومؤثرة تلامس شغاف قلوب الجن فتؤثر فيها وتعيدها إلى الباري عز وجل 0

قال الشبلي : ( قال مجاهد : الشيطان أشد فرقا من أحدكم منه ، فإن تعرض لكم فلا تفرقوا منه فيركبكم ، ولكن شدوا عليه فإنه يذهب ، والله أعلم ) ( أحكام الجان – ص 120 ) 0

قال صاحبا الكتاب المنظوم فتح الحق المبين : ( ويستحسن لمن أراد أن يرقي أن يكون على استعداد نفسي وقوة إرادة وشخصية ويستحسن أن يكون معه أحد لمساعدته إذا لزم الأمر ) ( فتح الحق لبمبين في علاج الصرع والسحر والعين – ص 122 ) 0

قال الأستاذ محمد الشافعي : ( لابد وأن يكون المعالج على صلة قوية بربه ، وأن يكون قوي الشخصية ، لأن المعالج الضعيف قد تؤذيه الجن ، ويجب أن يتجنب كل الموبقات والآثام ، وأن يعتقد أن الشفاء بيد الله وحده ، ويستحب أن يتوضأ المعالج قبل بدء العلاج ) ( السحر والجان بين المسيحية والإسلام – ص 177 ) 0

فقلي بالله عليك كيف سوف يكون حال المعالج وهو يشير على الحالة المرضية تارة بإغلاق العين اليمنى ، وتارة أخرى بإغلاق العين اليسرى ، ولا أدري في حقيقة الأمر كيف سوف يتطور الأمر وإلى أين نذهب ، فقد نأمره بعد ذلك برفع قدمه اليسرى ، ثم اليمنى ، ثم أن يرفع قدميه وذراعيه ، ولا أدري ما علاقة ذلك بالرقية ، ألم يدرك اخوتي المعالجين أن السلاح البتار والمسلط على رقاب هؤلاء هو كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم 0

خامساً : وتأكد أخي الكريم بأن التوسع المفرط في مجال الرقية الشرعية لا بد أن يوقع في الكفر أو الشرك أو البدعة أو المعصية بحسب الحال ، وهذا مشاهد محسوس عند كثير من المعالجين بالرقية الشرعية ، نسأل الله العافية والسلامة 0

سادساً : لا بد من الحذر الشديد من استدراكات الجن والشياطين في كثير من المسائل التي قد تحاول جاهدة إيقاع الناس بها ، وتختص منهم المعالجين بالقرآن ، حيث ينظر لهم وكأنهم قدوة في السلوك والتصرف ، ومن هنا قد تدخل كثير من الممارسات غير المشروعة على المعالج كي يعتقد أنهتا وسائل وأساليب فعالة في محارية الجن والشياطين ، ولو أن المعالج وضع تلك الضوابط التي ذكرتها آنفاً نصب عينيه ، لما وقع في خطأ مخلل ، وبقي يسير على هدي الكتاب والسنة بإذن الله عز وجل 0

سابعاً : أما القول وهذا دارج على ألسنة المعالجين بالقرآن ( جرب فنفع ) فليس على إطلاقه فلا بد أن يكون السبب أولاً حسياً ، ثم لا بد أن ينضبط بالضوابط المذكورة آنفاً ، عند ذلك نستطيع القول بمثل هذا الأمر ، أما أن نخلط الأمور الحسية مع الشرعية ثم نقول ( جرب فنفع ) فهذا عين الخطأ ، والله تعالى أعلم 0

قال الشيخ علي بن حسن عبد الحميد – حفظه الله - : ( ورأوا - أيضا – تصرفات كثير من المعالِجين والراقين – وبعضهم يتخذ هذا الصنيع مهنة ، يتأكل من ورائها ! وهذا شأن فيه نظر كبير – قد خرجت عن حد الشرع ، مخالفين هدي السنة الصحيحة ، متكئين في كثير من ذلك على المجربات ، أو الأحاديث الواهيات ، فجمعوا بسبب ذلك المال ، وحازوا الشهرة ، ونالوا الصيت !!!
وهذا الصنيع من المعالِجين ، وذاك التهافت من المدعين - أو المصروعين - جعل البعض يتوقف في إثبات أصل المسألة ويتردد فيه ، و ( يتلمس ) الشبهات التي يردها بها ، غير آبه لقالات العلماء ، ولا ملتفت إلى شهاداتهم وأخبارهم ) ( برهان الشرع في إثبات المس والصرع – ص 19 ، 20 ) 0

قال الكاتب عبد الحق بشير عباس العقبي : ( إن المنهج الواضح الصريح للعلاج بالرقية الشرعية هو التوجه إلى مسبب الأسباب بصدق ونية ، والدعاء أن يزيل السبب ، أيا كان السبب ، ليس في السبب قيد ولا شرط ، وليس مطلوبا من الراقي أن يشخص ويتعرف ويؤول ! ويخطئ ويصيب ويجرب ! فآيات الرقية معروفة مأثورة ، والأهم منها صدق التوجه والدعاء والرضى بما كتب الله ، فما أصابك لم يكن ليخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك ، وإنما جعلت الرقية بالقرآن والمأثور من السنة وسيلة للتقرب إلى الله مسبب الأسباب ، ولأنها كذلك فهي من الدعاء ، وللدعاء شروط على الداعي أن يلتزم بها إذا أراد الإجابة ، منها صدق التوجه إلى الله - فيتوجه وهو موقن بالإجابة - ، وطيب المأكل والمشرب ، واختيار أوقات الإجابة التي منها الثلث الأخير من الليل ، وفي السجود ، وبين الأذانين ، وغيرها مما هو معروف ومتداول في كتاب الأذكار 0
لا أعني بذلك أنه لا يجوز التوجه إلى الآخرين طلبا للرقية ، بل أن هذا مشروع ، والأحاديث فيه مأثورة ومتوفرة ، ولأن من أسباب الإجابة التماس الصالحين والمشهود لهم بالتقوى والورع ، وهو من أسباب التعجيل في الإجابة ) ( المعالجون بالقرآن - 187 ، 188 ) 0

فاحرص أخي الكريم ( أبو سالم الصيعر ) – حفظك الله ورعاك – أن تلتزم بكتاب ربك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم ، سائلاً المولى عز وجل أن يوفقك لما يحب ويرضى وأن يرزقك الإخلاص في القول والعمل ، شاكراً ومقدراً أخي الكريم ( سعيد بن سعيد ) على مداخلته الطيبة 0

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة