عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 15-08-2012, 10:10 PM   #1
معلومات العضو
أمة الله مسلمة

افتراضي محطات في الحياة .. المحطة 2 .. العدو الحبيب ؟!! -


بسم الله الرحمن الرحيم







المحطة الثانية
العــــدو الحـبيب ؟!!




يقول الشاعر:
عجبت من إبليس في تيهه **** وقبح ما أظهر من نخوته
تاه على آدم في سجـدة **** وصار قوادا لــذريته

عجيب أمرك ياابن آدم !!
فرغم أنك تعلم أنه عدوك يقينا إلا أنك تطيعه في أوامره،
و تتبع خطواته مع علمك أنه سيأخذك إلى الظلمات والرزايا،
جعلته لك قائدا رغم أنه قدم العهود على أن يجعلك في دركات
النار، و الأعجب من ذلك أنه لا يملك لك ضرا و لا نفعا بل إنه
ضعيف مخذول ملعون، و الأعجب من ذلك أنه لم يعدك بخير
يقدمه إليك أو سوءا يدفعه عنك، بل تبعته أنت برغبة منك و
إرادة لما يمليه عليك؛ مع يقين علمك أنه عدوك؛
وجعلته حبيبا لك تجاهلا و حمقا
!!!



أنا أعلم أنه يجري منك مجرى الدم فقد قال صلى الله عليه وسلم:
(إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم............)
متفق عليه



و قد جعل بعض العلماء اللفظ على ظاهره، وأن الله تعالى جعل
للشيطان قوة و قدرة على الجري في باطن الانسان مجاري دمه،
وقيل: هو على الاستعارة لكثرة إغوائه و وسوسته، فكأنه لا
يفارق الإنسان كما لا يفارقه دمه، والمعنى الأوّل أقرب للصواب.



و لكن مع هذا فالله تعالى يقول: ( إن كيد الشيطان كان ضعيفا) النساء ٧٦.
فلماذا تقول:

أنا ضعيف ...هو أقوى مني ....كيف بي أن أقاوم ....
لا تعظم من شأنه فيقوى عليك..... بكسر إرادتك ....
لا تعظم من شأنه فيقوى عليك.... بضعف ايمانك ....

أنت الأقوى، أقوى بتوكلك على الله....
( إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَ عَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ )
[النحل 99]
أقوى بحسن الظن بالله ... أقوى لأنك تملك السلاح القوي



أتدري ما هو !!

تقوى الله (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَ الَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) (النحل:128)


ثم هو سيتخلى عنك مجرد أن تموت ويتنكر منك !!
ألم تسمع إلى قوله تعالى :

( وقالَ الشيْطانُ لمَّا قُضِي الأمْرُ إنَّ اللهَ وعَدكُم وَعْدَ الحَقِّ
و وَعَدْتُكُم فَأَخْلَفْتُكُم و مَا كانَ لِي عليْكُم مِن سُلطَان إلاَّ أنْ
دَعوتُكم فاسْتجبْتُم لِي فلاَ تَلُومُونِي ولُومُوا أَنْفُسَكُم مَا أنَا
بِمُصْرِخِكُم و مَا أنْتُم بمُصْرِخي إنِّي كفَرِتُ بمَا أشْركتُمُوني مِن
قبْل إنَّ الظالِمِين لهُم عَذابٌ ألِيم ( 22 ) وأُدْخل الذِين آمنُوا
و عَمِلُوا الصَّالحات جنَّاتٌ تجْري مِن تحتِها الأنهَار خَالدِين
فيهَا بِإذْن ربهِم تحِيتُهُم فيهَا سَلاَم ( 23 ) )



يخبر تعالى عما خطب به إبليس [ لعنه الله ] أتباعه،
بعدما قضى الله بين عباده، فأدخل المؤمنين الجنات،
وأسكن الكافرين الدركات، فقام فيهم إبليس - لعنه الله -
حينئذ خطيبا ليزيدهم حزنا إلى حزنهم و غبنا إلى غبنهم،
وحسرة إلى حسرتهم، فقال
: ( إن الله وعدكم وعد الحق ) أي:
على ألسنة رسله، ووعدكم في اتباعهم النجاة والسلامة، وكان
وعدا حقا، وخبرا صدقا، و أما أنا فوعدتكم وأخلفتكم، كما قال
الله تعالى:
( يعِدُهُم ويُمَنِّيهُم و مَا يَعِدُهُم الشَّيْطانُ إلاَّ غُرُورًا )
[ النساء : 120 ] .



ثم قال: ( و ما كان لي عليكم من سلطان ) أي: ما كان لي عليكم
فيما دعوتكم إليه من دليل ولا حجة على صدق ما وعدتكم به،
( إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي ) بمجرد ذلك، هذا وقد أقامت
عليكم الرسل الحجج والأدلة الصحيحة على صدق ما جاءوكم به،
فخالفتموهم فصرتم إلى ما أنتم فيه
، ( فلا تلوموني ) اليوم،
( و لوموا أنفسكم ) فإن الذنب لكم، لكونكم خالفتم الحجج
واتبعتموني بمجرد ما دعوتكم إلى الباطل،
( ما أنا بمصرخكم )
أي: بنافعكم ومنقذكم ومخلصكم مما أنتم فيه،
( وما أنتم بمصرخي ) أي: بنافعي بإنقاذي مما أنا فيه من
العذاب والنكال،
( إني كفرت بما أشركتمون من قبل )

نعم إن كيده ضعيف، فبمجرد أن تذكر اسم الله عز وجل
يفر منك ولا تجد له أثراً ..




وبعد أن عرفت ضعفه وعجزه، وبعد أن عرفت مداخله عليكِ،
وعداوته الشديدة لك، أصبح من السهل عليكَ أن تهزمه،
و أن تطرده وتحزيه، وذلك باستقامتك على دين الله،
والمدوامة على ذكره سبحانه، فهو سبحانه القائل
:
(( فاذكرونى أذكركم ))

[البقرة:152]




وهو القائل :
((واذكر ربك فى نفسك تضرعاً و خِيفة ودون الجهر من القول
بالغدو والآصال و لا تكن من الغافلين ))

[الأعراف:205] .


و يقول جل وعلا فى الحديث القدسى:
((أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني
في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته
في ملأ خير منهم ..... ))

رواه البخاري .




بقلم " اللجين "
المصدر " لأجلك محمد صلى الله عليه و سلم "

التعديل الأخير تم بواسطة أمة الله مسلمة ; 15-08-2012 الساعة 10:12 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة