عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 26-05-2009, 08:35 PM   #7
معلومات العضو
ايد

افتراضي

السلام عليكم
برع العرب منذ القدم في مهن كثيرة وأمور عديدة وعلوم ومعارف كانوا السابقين أليها عن غيرهم من الأمم
ولعل من أهمها هو علم الفراسة ، يقال في أيام العرب تفرست في وجه الرجل فعرفت من أين هو ومن أين قدم ، وهكذا اعتبر من ضمن العلوم الشائعة آنذاك
وقد عرف علم الفراسة تعريفاً بسيطاً يعتبره ألهام فالفراسة تعتبر فكره تقفز فجأه للوعي
ممن شهد لهم بالذكاء والمعرفة الطويلة بل واشتهرت أسر عربية ببراعتها في الفراسة وتقصي الأثر


.: الفراسة عبر العصور :.

الفراسه عُرفت في المعجم الوسيط بــ المهارة في تَعرّف بواطن الأمور من ظواهرها.

وجد علم الفراسة قديماً مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالفلسفة.
ومع تطور العلوم الأخرى ,, أرتبط بعلم التشريح ,, ونسبت الفراسة إلى العقل حيث تم تقسيم جمجة الإنسان إلى مناطق كل منطقة مختصة بقدرة عقلية معينة.. مثل العراك والخداع وحب التقليد والحب المديح وطيبة القلب .. وغيرها
ومع تقدم علم وظائف الأعضاء (الفسيولوجي) بدأ عصر جديد من دراسة الفراسه.. ورُبط بعلم النفس وتحركات العضلات والمظاهر الجسمانية.



ونجد أن الفراسة من قديم العصور ,, كانت صفة مميزة من صفات العرب...
وأبرز العرب في الفراسه (عمر) رضي الله عنه ..
قال العقاد في وصف عمر: كان طويلاً بائن الطول، جسمياً صلباً يصرع الأقوياء ويروض الفرس بغير ركاب....
وتشهد البشريه على عبقرية عمر وعظمته ,, بين بني البشر.
يقول العلماء في علم الفراسة : أن للعبقري علامات لا تخطئها على صورة من الصور مثل (أن يكون العبقري طويلاً بائن الطول أو قصيراً بيّن القصـر، ويعمل بيده اليسرى أو يعمل بكلتا يديه ، ويلفت النظر بغزارة شعره أو بندره شعره على غير المعهود في سائر الناس ...)
ويكثر بين العباقرة من كل طراز جيشان الشعور وفرط الحس وغرابة الاستجابة للطوارئ فبعضهم تفرط ثورته والبعض يفرط هدوءه، ولهم على الجملة ولع بعالم الأسرار وخفاياها يظهر عليهم بالفراسة والذكاء.. ويظهر عليهم الخشوع لله .. والحماسة الدينية...

وقد ذكر بعض عجائب فراسته رضي الله عنه ,, وتروى له في أمر الفراسة روايات قد نصدق منها القليل وتتسرب المبالغة إلى الكثير ,, ولكنها في كلتا الحالتين تنبئنا بحقيقة لا شك فيها، وهي أنه اشتهر بالفراسه وحب التفرس والاستنباط بالنظره العارضة.

ومنها أنه أبصر أعرابياً نازلاً من أعلى الجبل..
فقال لمن حوله: هذا رجل مصاب بولده قد نظم فيه شعراً لو شاء لأسمعكم.
فأقبل عليهم الأعرابي
فسأله عمر: من أين أقبلت؟
فقال: اقبلت من أعلى الجبل
فسأله: وماذا صنعت فيه ؟
قال: أودعته وديعة لي.
قال عمر : وماهي وديعتك؟
قال: ابن لي هلك فدفنته .
قال عمر: فأسمعنا مرثيتك فيه !!!
فقال الاعرابي: وماأدراك ياأمير المؤمنين؟! فوالله ما تفوهت بذلك وإنما حدثت به نفسي، ثم أنشد أبياتاً ختمها بقوله:
فالـــحـمـدلله لاشـريك له في حكمه كان ذا وفي قدره
قدر موتا على العباد فـما يقدر خلـق يــزيد في عـمره

فبكى عمر حتى بل لحيته ثم قال: (صدقت يا أعرابــي...)
قال عباس رضي الله عنه: هذه هي الفراسة وشبيهاتها، هي ضرب من استيحاء الغيب واستنباط الأسرار بالنظر الثاقب، وما عجب أن تكون هذه الخصله قرينة من قرائن العبقرية !



وانتشرت فكرة الفراسة القديمة عن طريق قراءة ملامح الوجوه ، وأجمعت كتب الفراسة القديمة على أن بروز الأسنان العليا مع صغر حجم الفك الأسفــل دليل على الغباء وضعف الشخصية،،، ومع ذلك فلي زميلان طبيبان بهذه الأوصاف ويتميزان بالذكاء الحاد وقوة الشخصية !!!


فملامح الوجه وشكل الجسم يعتمد أساساً على عوامل وراثية، أما تكوين الشخصية فيعتمد أساساً على عوامل بيئية، وهي التي يتعلم منها الإشارات والتعبيرات التي تظهر على الوجه أو تبدر من الأعضاء وهي التي من خلالها نتعرف على مايدور بخلد الشخص من مشاعر وأحاسيس..

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة