عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 10-06-2020, 07:22 PM   #1
معلومات العضو
اخت المحبه
مشرفة عامة ومشرفة ساحة الأخوات و العلاقات الأسرية

إحصائية العضو






اخت المحبه غير متواجد حالياً

الجنس: female

اسم الدولة united_arab_emirates

 

 
آخـر مواضيعي

 

افتراضي كيف يزيدُك حُبًا ولهفةً لكتابِ الله


‏هناك من يقرأ القُرآن وهو يُجاهد نفسه لكي يقرأ، وهناك من يقرأهُ دون مُجاهدة لأنّه يحبّه..
‏-فكيف يُمكن أن تصِل إلى مرحلةٍ تحبّ فيها كتاب الله من كُلّ قلبك؟
‏..

‏ستُحبّه حين تعلم أنّه يُحبّك إذا قرأته.. بل ويُدافع عنك! ولا يرضَى أن تتعذّب يوم القيامة.. فكيف لا تُحبّه؟!
‏قال ﷺ: "اقرأوا القُرآن فإنّه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه.."
‏والنّفوس مفطُورة دائمًا على حبّ من يُدافع عنها ويحميها، والقُرآن يفعل ذلك..
‏-أتدري كيف يُدافع عنك؟

‏أتدري ماذا سيقُول يوم القيامة؟
‏إنّه سيقفُ سدًا منيعًا لك من العذاب!
‏سيُدافع عنك أمام الله إلى أن يُغفر لك!
‏ففي الحديث: أنّ القرآن يقُول لله: ربّي منعتُه النوم باللّيل فشفّعني فيه، فيشفع له.."

‏وممّا يزيدُك حُبًا ولهفةً لكتابِ الله أن تتخيّل الحسَنات التي ستنالُها إذا قرأته، كلّ حرفٍ بحسنة، والحسنة بعشر أمثالها! يالله!
‏احسب فقط سُورة الكوثر أقصر سُورة في القرآن فإذا بها أكثر من ٥٠٠ حسنة!
‏والفاتحة أكثر من ١٢٠٠ حسنة.. ولك أن تتخيّل بقيّة المُصحف!

‏والله لو كان كل حرفٍ بعشر دولارات نقدًا
‏لما بقي أحد إلا بيده مُصحف..
‏أليست الحسَنات أغلى؟ والآخرة خيرٌ وأبقىٰ..؟
‏استشعر هذه الجبَال من الحسَنات والله إنها لتُغيّر طعمَ قراءتك لكتابِ الله:"

‏وأيضًا مما يجعلك تُحبّه أن تتدبّره وتخشع فيه..
‏-فكيف تتدبّر؟
‏استشعر أنه يُخاطبك أنت، لأن الله تبارك وتعالى يُحبّ أن تتأمّل ماذا يقول لك في رسالته إليك؟
‏يُحبّ أن يراك تتساءل ماذا يُريد الله مني؟ ماذا يقول الله لي؟
‏ُيُحبّ أن يراك هكذا..

‏قال تعالى:"أفلا يتدبّرون القرآن أم على قُلوبٍ أقفالُها.."
‏لا يريدُ سُبحانه أن تتجاهل معَاني الرّسالة التي أرسلها إليك..
‏كما أنك أنت أيضًا لا تُحب أحدًا أن يتجاهل كلامك إذا تحدّثت..

‏وأيضًا استشعر أنّه يكلّمك أنت وتخيّل دائمًا وأنت تقرأ، أنّ القرآن أُنزل عليك أنت وحدك.. وكأنّ الله يُريد أن يكلّمك أنت فقط..
‏إذا فعلت ذلك فلن يكون همّك أن تنتهي من الجزء المُخصّص لك في هذا اليوم لن يكون همّك أن تصل إلى نهاية السّورة..

‏بل ستستمع بكلّ حرفٍ يمرّ عليك، وإذا لم تفهم كلمةً ستفتح تفسيرًا مُختصرًا سريعًا لتعرف: ماذا يريد الله مني؟ ماذا يقصد ربّي بهذه الكلمة؟ ماهي الأشياء التي يُحبّها الله؟

‏لا تقرأ القُرآن وأنت شارد الذّهن فقط همّك أن تتلفّظ بالحروف والكلمات.. بل تأمّل المعاني ولا تفكّر بغيره.. والله لن تجد شيئًا ألذّ من معاني القرآن لكي تتفكّر فيه..
‏قيل لبعضهم: إذا قرأت القرآن هل تحدّث نفسك بشيء؟ قال: فهل هُناك شيءٌ أحبّ إليّ من القرآن حتى أحدّث به نفسي!

‏اجعل لك ختمة قراءة جزء، وختمة أخرى مُختلفة لا يزيد عن وجهٍ واحد تتدبّر فيه وتُبحِر في معانيه العظيمة..
‏يقول أحد الصّالحين لي في كُلّ جُمعةٍ ختمة، وفي كل شهرٍ ختمة وفي كلّ سنةٍ ختمة، ولي ختمة منذُ ٣٠ عامًا مانتهيتُ منها!

‏والآن بقي الخُطوة الأخيرة، إذا انتهيت من كلّ هذا الذي مضى، بقي آخر شيءٍ تفعله..
‏وهي قمّة الحُبّ للقرآن.. وهي أن تعمل بما قرآت اليوم.. وكأنّ القرآن معلّم خاص لك.
‏وهكذا سيُصبح القرآن يغيّرك شيئًا فشيئًا.. يغيّرك للأفضل في كلّ يوم! وهكذا سيُصبح حبيبُك وأنيسك.

‏-فهل نحنُ نقرأ كتاب الله هكذا؟
‏مُنذ هذه اللّحظة يُمكننك أن تغيّر قراءته وتجعلها مُختلفة..
‏فالله الله في رسَالة الله..
‏الله الله في كتاب الله..

‏-من إيمانيّات الشيخ مشاري الخرّاز

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة