وهنا يثور سؤال: هل كل الغضب مذموم؟ والجواب: الغضب منه ما هو مذموم، ومنه ما هو محمود. فالمذموم ما كان في غير الحق والمحمود ما كان لله وفي جانب الدين والحق. فالناس يتفاوتون في قوة الغضب على درجات: الأولى: درجة التفريط بحيث يكون لا حميَّة له، فهذا مذموم؛ لأنه يثمر ثمرات مُرَّة من الذل وصغر النفس وضعف الغيرة. الثانية: الإفراط، ويكون بغلبة الغضب، بحيث يخرج عن سياسة العقل والدين ولا يبقى مع الشخص بصيرة ولا نظر ولا اختيار وهي درجة مذمومة بكل حال. الثالثة: الاعتدال؛ وهو المحمود فينبعث حيث تجب الحمية والأنفة وينطفئ حيث يحسن الحلم. .