الأخ الحبيب ( العزامي ) حفظه الله ورعاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
أما قولكَ - يا رعاك الله - : ( كنت دائما من من يعارضون وبشده تلك الحوارات من الاصل واعتقد انه حتى لو كان الامر دعوة الى الله فلسنا مكلفين بدعوتهم كما اعلم ) 0
الأصل كما ذكرت هو ما تقتضيه المصلحة الشرعية للحالة المرضية ، وهذا فيه من الفوائد ما لا يعد ولا يحصى ومنها :
أولاً : توفير كثير من الوقت والجهد بالنسبة للمعالج في علاج مثل تلك الحالات 0
ثانياً : الأجر العظيم الذي قد يحضاه المعالج من دخول بعض الشياطين في الإسلام 0
ثالثاً : رفع الظلم عن الحالة المرضية والمعاناة والألم 0
ولذلك فالذي أراه أن يعمد المعالج لهذا الأسلوب لما فيه مصلحة عظيمة تخدم الحالة المرضية أولاً وأخيراً 0
أما بخصوص الدعوة وأننا غير مكلفين بذلك ، فهذا مجانب للصواب ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل للثقلين الإنس والجن ، ومن هنا يرى أن تلك فرصة سانحة لدعوتهم إلى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة ، وقد كان على ذلك أئمة السلف ، وقد دعاهم شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - ، وكذلك فعل تلميذه ابن القيم ، وقصة العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز في دعوته للجني البوذي وإسلامه لا تخفى عليكم ، وبخاصة أن في ذلك أجر عظيم لما ثبت من حديث علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - : ( لأن يهدي بكَ الله أحداً أحب إليكَ من حمر النعم ) 0
ومن باب الأمانة العلمية فهناك رأي موافق لما ذهبت إليه ، وقد قال به بعض أهل العلم ، ومنهم العلامة الشيخ المحدث محمد بنصر الدين الألباني - رحمه الله - ، والشيخ صالح الفوزان 0
أما بخصوص المسألة الأخرى ، فهذا يعتمد أخي الحبيب على فطنة وفراسة المعالج أولاً وأخيراً ، فقد يضعف في بعض الأحيان الجني الصارع وقد يستغل المعالج ذلك في دعوته أو مفارقته لجسد المريض ، ولذلك لا بد من توفر المعالج صاحب العلم الشرعي الحاذق المتمرس لمعرفة ذلك من عدمه ، والله تعالى أعلم ، مع تمنياتي لكَ بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0