عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 07-02-2009, 03:47 AM   #10
معلومات العضو
لقاء
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي شد الرحال إلي قبور الأولياء والصالحين ودعائهم من دون الله:

7. شد الرحال إلي قبور الأولياء والصالحين ودعائهم من دون الله:

بداية ينبغي أن نعلم أن النبي  بالغ في حماية جناب التوحيد وحذر وأنذر وتوعد كل من فتح باباً للشرك وقام النبي  بهذا الحق فسد جميع الطرق المؤدية إلي الشرك ومنها بناء وإقامة المساجد علي القبور.
فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث عائشة – رضي الله عنها – قالت:
"قال رسول الله  في مرضه الذي لم يقم منه: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ، قالت: فلولا ذلك أبرز قبره غير أن يخشي أن يتخذ مسجداً "
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله -:
وكأنه  علم أنه مرتحل من ذلك المرض فخاف أن يعظم قبره كما فعل من مضي فلعن اليهود والنصارى إشارة إلي ذم من يفعل فعلهم.
فعلم بهذا أنه لا يجتمع في شرع الله سبحانه وتعالي مسجد وقبر.
ولكننا خالفنا هذا الأمر وأدخلنا القبور المساجد أو شيدنا المساجد علي القبور بل ازدادت المخالفة بأن نذر بعضنا إلي القبور ودُعي المقبور من دون الله وشدت إليها الرحال.

هذا وقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله 
" لا تشد الرحال إلا إلي ثلاثة مساجد مسجد الحرام ومسجد الأقصى ومسجدي "
وعلي هذا يحرم شد الرحال إلي زيارة قبور الصالحين والمواضع الفاضلة المتبرك بها والصلاة فيها.
قال شيخ الإسلام في كتاب الزيارة صـ47:
ليس الدعاء عند القبور بأفضل من الدعاء في المساجد وغيرها من الأماكن ولا قال أحد في السلف والأئمة أنه مستحب أن يقصد القبور لأجل الدعاء عندها لا قبور الأنبياء ولا غيرهم.
وقال  قبل أن يموت بخمس :
"إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك"
( رواه ابن أبي شيبة)
فإذا كان قد حرم اتخاذها مساجد والإيفاد عليها علم أنه لم يجعلها محلاً للعبادة لله والدعاء قال تعالي:
** وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ ** ( سورة يونس: 19)
وقال تعالي: ** أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ** ( سورة النمل: 62)
ومع هذا تجد البعض يتوجه إلي قبر الأولياء اعتقاداً منهم أنهم يقضون الحاجات ويفرجون الكربات فإذا ما وقعت عليهم مصيبة أو بلاء يستغيثون بالنبي  أو الولي فمنهم من يقول يا محمد ومنهم من يقول يا علي ومنهم من يقول يا حسين أو يا بدوي أو يا جيلاني أو يا شاذلي أو يا رفاعي والله يقول:
** إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ** ( سورة الأعراف: 194)
وبعض عباد القبور يطوفون بها ويستلمون أركانها ويتمسحون بها ، ويقبلون أعتابها ويعفرون وجوههم في تربتها ويسجدون لها إذا رأوها ويقفون أمامها خاشعين متذللين متضرعين سائلين مطالبهم وحاجتهم من شفاء مريض أو حصول ولد أو تيسير حاجة وربما نادي صاحب القبر ويقول يا سيدي جئتك من بلد بعيد فلا تخيبني ، وكل هذا محرم شرعاً ولا يجوز في دين الله ، وأين هم من قوله تعالي:
** وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ**
( سورة الأحقاف: 5)
وأخرج البخاري في صحيحه أن النبي  قال:
" من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار"
بل هناك من يعتقد أن الأولياء يتصرفون في الكون وأنهم يضرون وينفعون، وهذا شرك في الربوبية
والله تعالي يقول:
** وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ** ( سورة يونس: 107)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
الأمور المبتدعة عند القبور مراتب:
1- المرتبة الأولي:
أبعدها عن الشرع وهو أن يسأل الميت حاجته ويستغيث به فيها كما يفعله كثير من الناس وهؤلاء من جنس عباد الأصنام، ولهذا قد يتمثل لعباد الأصنام الشيطان في صورة الميت أو الغائب كما يتمثل لهم، وهذا يحصل للكفار من المشركين وأهل الكتاب يدعو أحدهم من يعظمه فيتمثل له الشيطان أحياناً وقد يخاطبهم ببعض الأمور الغائبة ، وكذلك السجود للقبر والتمسح به وتقبيله.
2- المرتبة الثانية:
أن يسأل الله () به وهذا يفعله كثير من المتأخرين وهو بدعة باتفاق المسلمين.
3- المرتبة الثالثة :
أن يسأله نفسه – أي المقبور
4- المرتبة الرابعة:
أن يظن أن الدعاء عند قبره مستجاب إذ أنه أفضل من الدعاء في المسجد فيقصد زيارته والصلاة عنده لأجل طلب حوائجه فهذا أيضاً من المنكرات المبتدعة باتفاق المسلمين وهي محرمة وما علمت في ذلك نزاعاً بين أئمة الدين، وأن كان كثير من المتأخرين يفعل ذلك، ولم يكن لأحد من سلف الأمة في عصر الصحابة والتابعين ولا تابعي التابعين يعكف عند القبور يسأل أصحابها ويستغيث بهم ويطلب قضاء حوائجه من أصحابها الموتى.
ويقول شيخ الإسلام أيضاً:
ومن أعظم الشرك أن يستغيث الرجل بميت أو غائب فيقول يا سيدي فلان كأنه يطلب منه إزالة ضرة أو طلب منفعة، وهذا حال النصارى في المسيح وأمة وأحبارهم ورهبانهم، ومعلوم أن خير الخلق وأكرمهم علي الله نبي الله  وأعلم الناس بقدره وحقه أصحابه ولم يكونوا يفعلون شيئاً من ذلك لا في مغيبه ولا بعد مماته.
ويقول شيخ الإسلام أيضاً:
وأما الرجل إذا أصابته نائبة أو خاف شيئاً فاستغاث بشيخه يطلب تثبيت قلبه من ذلك الواقع فهذا من ألشرك وهو من جنس دين النصارى فإن الله هو الذي يصيب بالرحمة ويكشف الضر
قال تعالي: ** وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ **
( سورة يونس: 107)
هذا وهدي النبي  في مثل هذا (أي عند نزول الكرب) أن يكثر العبد من ذكر الله والاستغفار والصلاة والدعاء والتضرع إلي الله تعالي ولم يأمر الرسول  بالاتجاه إلي المشايخ والصالحين كما يفعل بعض الجهلاء.
قال تعالي: ** أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ **
( سورة النمل: 62)
ومن المعلوم أنه لا يجوز أن يستغيث الإنسان بأحد من الأموات ؛ لأن الميت لا يملك لنفسه حولاً ولا قوة، فكيف يملك لغيره؟

وكذلك لا يجوز أن يستغيث الإنسان بأحد من الأحياء في أمر لا يقدر عليه إلا الله تعالي

وجاء في فتاوى ابن باز – رحمه الله ـ أن زيارة القبور علي ثلاثة أنواع:
النوع الأول : مشروع
وهو أن يزورها للدعاء لأهلها أو لتذكر الآخرة .

النوع الثاني: أن تزار للقراءة عندها أو للصلاة عندها أو للذبح عندها فهذه بدعة ومن وسائل الشرك.

النوع الثالث: أن يزورها للذبح للميت والتقرب إليه بذلك أو لدعاء الميت من دون الله أو لطلب المدد منه أو الغوث أو النصر فهذا شرك أكبر نسأل الله العافية
فيجب الحذر من هذه الزيارات المبتدعة ولا فرق بين كون المدعو نبياً أو صالحاً أو غيرهما.
ويدخل في ذلك ما يفعله بعض الجهال عند قبر النبي  من دعائه والاستغاثة به أو عند قبر الحسين أو البدوي أو الشيخ عبد القادر الجيلاني أو غيرهم.
- هذا وقد وجه سؤال إلي دار الإفتاء والبحوث العلمية بالمملكة العربية السعودية
والفتوى برقم (2251) بتاريخ 5/1/1399هـ
والسؤال هو: هناك فرقتان فرقة تقول : إن الاستعانة بالأنبياء والأولياء كفر وشرك ، مستدلين بالقرآن والسنة،
وفرقة تقول : إن الاستعانة بهم حق لأنهم أحباء الله () وعباده المصطفون والأخيار فأي الفريقين علي الحق؟
الجواب:
الاستعانة بغير الله في شفاء مريض أو إنزال غيث أو إطالة عمر وأمثال هذا مما هو من اختصاص الله  نوع من الشرك الأكبر الذي يخرج من فعله من ملة الإسلام، وكذا الاستعانة بالأموات أو الغائبين عن نظر من استعان بهم من ملائكة أو جن أو انس في جلب نفع أو دفع ضر نوع من الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله إلا لمن تاب منه لأن هذا النوع من الاستعانة قربة وعبادة وهي لا تجوز إلا لله خالصة لوجهه الكريم


ومن أدلة ذلك
ما علم الله عباده أن يقولوه في الفاتحة : ** إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ **
وقوله : ** وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ** ( سورة الإسراء: 23)
وقوله : ** وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ** (سورة البينة: 5)
وقوله : ** وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا** ( سورة الجن: 18)

- وما ثبت في مسند الإمام أحمد بسند صحيح أن النبي  قال لابن عباس:
" وإذا سألت فأسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله "
- وما ثبت عند البخاري ومسلم من حديث معاذ أن النبي  قال:
" وحق الله علي العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً "
- وما ثبت في صحيح البخاري ومسلم أن النبي  قال:
" من مات وهو يدعي لله نداً دخل النار "
أما الاستعانة بغير الله فيما كان في حدود الأسباب العادية التي جعلها الله إلي الخلق وأقدرهم علي فعلها كالاستعانة بالطبيب في علاج مريض، وبغيره كإطعام جائع ، وسقي عطشان وإعطاء غني مالاً لفقير، وأمثال ذلك فليس بشرك بل هو من تعاون الخلق في المعاش وتحصيل وسائل الحياة ، وهكذا لو استعان بالأحياء الغائبين بالطرق الحسية كالكتابة والمكالمة الهاتفية ونحو ذلك.
وأما حياة الأنبياء والشهداء وسائر الأولياء فحياة برزخية لا يعلم حقيقتها إلا الله ، وليست كالحياة التي كانت لهم في الدنيا.
وبهذا يتبين أن الحق مع الفرقة الأولي التي قالت: إن الاستعانة بغير الله علي ما تقدم شرك-
وبالله التوفيق. وصلي الله علي نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة