أستطيع أن أقول أن مرحلة التحضير و القلي انتهت بسلام ..
و بعدها بدأت رحلة الطبخ يا كرام
اقتداء بي و امتالا لنصائحي فقد كان لا يضيف للطعام الماء إلا ساخنا أو مغليا ..
و لكنه في كل مرة و ما إن يصل الماء لمرحلة الغليان حتى يفيض و يسيل على الأركان..
لا بأس و لا مشكلة فهناك من ستنظف كل المخلفات ..
و الحمد لله نجاني الله من الحريق بوجود حضرته و خبرته المخضرمة ..
الآن تم له ما أراد و لا بد من الإنتظار ليستوي اللحم و ما طبخ معه
تقدم طباخنا الشهير بكل عناية و تقدير ..و أنقص النار على الطبيخ حتى كادت تنطفئ ..
هنا ثارت ثائرتي فقد حكم علي بالسجن فما استطعت تركه و لا ذهبت لأستريح
و كعادته يدعي أن لكل عمل يقوم به أسباب و مبرارات ..
و يقول إن الطبخ على الفحم أشهى و ألذ لأنه ينضج الطعام عليه بهدوء..
و الحمد لله لم يتحمس ليطبخ لنا على شمعة
من عادتي أن لا أتذوق الطعام ..ربما لأنني تعودت على المقادير و عيني ميزاني
و لكن الفضيع أن أخي عكسي تماما فهو يتذوق الطعام بعد كل ربع ساعة ..
و الحمد لله أنه يستخدم ملعقة خاصة للتذوق ..و أخرى لتحريك الطعام..و ثالثة لإضافة ما يرى وجوب إضافته..
كنت أغسلها بعد كل تذوق و أعيدها له ..و لكن المشكلة أنه أصبح يخلط بين الملاعق الثلاث ..
مما اضطرني لإعادة غسلهن في كل مرة..
و يالكرمه و عطفه فقد كان يجلس على كرسي ..
و فرحته بالتجربة تكتسح صفحة وجهه ..و يدعوني للجلوس..
فكنت أرفض بشدة ..فقد خلف لي تركة لا بأس بها من الصحون و الملاعق ..
حتى القدور لم تسلم من تفننه في تغيير الطبخ منها و إليها في كل مرة ...
قضى على كل الأواني التي كانت في المطبخ ...و لو لم ألزم نفسي بعادة غسل كل مستجد ..
لما وجدنا ما نستخدمه للأكل من خزانة المطبخ بعد تشريفه المميز
كنت أغبطه مشفقة على نفسي كلما نظرت إليه و هو يستمتع بجلوسه مستريحا ..
و أنا ما استطعت الجلوس لدقيقة واحدة ..و يا لها من كارثة سأنتظر معه ثلاث ساعات أو أكثر..
في حين نفس الطبخة لم تكن تكلفي و تأخذ من وقتي غير ساعة واحدة..
كدت أن أفقد شهيتي من كثرة وقوفي و تعبي.. و ما زاد من همي و هو أن كل ما فعلته من غسيل ..
ما هو إلا جزء فقط مما ينتظرني عندما يوزع الأكل بطريقته و يضع بجانبه أكلات أخرى كانت جاهزة..
ليتسنفذ كل الأواني و الملاعق و الأكواب ...و يخلف لي تركة لا يستهان بها من نتاج دخوله المطبخ ..
النهاية قريبة جدا و قبلها سنعود كالعادة لنخط لكم بعض النقاط