عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 15-05-2014, 01:39 AM   #3
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

متى يقال " آمين " ؟



« إِذا قرأَ الإِمامُ : ﴿ غَيْرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّآلِّينَ ﴾

فأَمَّنَ الإِمامُ فأَمِّنوا ، فإِنَّ المَلائكةَ تُؤمِّنُ عَلىٰ دعائِهِ ،

فَمَن وافقَ تأْمينُه تأْمينَ المَلائكةِ غُفِرَ لهُ مَا تَقدَّم مِنْ ذنبِه » .

( الصحيحة / برقم : 2534 )


قال الإمام الألباني - رحمه الله تعالىٰ - في « السلسلة الصحيحة » ( 6 / 78 - 81 ) :

أخرجه أبو يعلى ( 4 / 1408 ) : حدثنا عمرو الناقد أخبرنا سفيان عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة قال :

قال رسول اللهِ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم : فذكره .

قلت : وهٰذا إسناد صحيح علىٰ شرط الشيخين ، وعمرو هو ابن محمد بن بكير الناقد أبو عثمان البغدادي ، ثقة حافظ ،

احتج به الشيخان وغيرهما . وقد أخرجاه و غيرهما ، وهو مخرج في " الإرواء " ( 344 )

بلفظ : « إذا أمَّن الإِمامُ فأَمِّنوا ، فإِنَّه من وافق .. » إلخ .

وإنما أخرجته بلفظ الترجمة لما فيه من الزيادة ، وهي قوله بعد ﴿ وَلاَ الضَّآلِّينَ ﴾ « فأَمَّن الإِمامُ فأَمِّنوا » .

فإنها صريحة بأمرين اثنين :

˘ الأول : أن الإمام يؤمن بعد ختمه الفاتحة .

˘ والآخر : أن المأموم يؤمن بعد فراغ الإمام من التأمين .

و قد قيل في تفسير رواية الشيخين أقوال كثيرة ذكرها الحافظ في " الفتح " ( 2 / 218 - 219 ) :

˘ منها أن معنىٰ قوله : إذا أمن ، بلغ موضع التأمين ، كما يقال : أنجد إذا بلغ نجدا ، وإن لم يبلغها .

قال ابن العربي : " هٰذا بعيد لغة و شرعا " .

وقال ابن دقيق العيد : " وهٰذا مجاز ، فإن وجد دليل يرجحه عمل به ، وإلا فالأصل عدمه ".

قال الحافظ : " استدلوا له برواية أبي صالح عن أبي هريرة بلفظ :

" إذا قال الإمام : ﴿ وَلاَ الضَّآلِّينَ ﴾ فقولوا : ( آمين ) " .

قالوا : فالجمع بين الروايتين يقتضي حمل قوله :" إذا أمَّن علىٰ المجاز " .

وأقول : يمكن الجمع بطريقة أخرىٰ ، و هي أن يؤخذ بالزائد من الروايتين فيضم إلىٰ الأخرى .

وهو قوله في رواية سعيد : « إِذا أَمَّنَ الإِمامُ فأَمِّنوا » ،

فتضم الزيادة إلىٰ رواية أبي صالح فيصير الحديث هٰكذا :

« إِذا قالَ الإِمامُ : ﴿ وَلاَ الضَّآلِّينَ ﴾ آمين ، فقولوا : آمين » .

وهٰذا الجمع أولىٰ من الجمع المذكور .

وذٰلك لوجوه :

• الأول : أنه مطابق لرواية أبي يعلى هٰذه ؛ الصريحة بذٰلك .

• الثاني : أنه موافق للقواعد الحديثية من وجوب الأخذ بالزيادة من الثقة .

• الثالث : أنه يغنينا عن مخالفة الأصل الَّذي أشار إليه ابن دقيق العيد .

• الرابع : أنه علىٰ وزن قوله صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم :

« إِذا قالَ الإِمامُ سَمِعَ اللهُ لمَن حَمِدَه ، فقولوا : اللّٰهمَّ ربَّنا لكَ الحَمْد ،

فإِنَّه مَنْ وافقَ قَوله قَول المَلائكةِ غُفِر لهُ ماتقدَّمَ مِنْ ذَنْبِه » .

أخرجه الشيخان وغيرهما من حديث أبي هريرة أيضا .

وهو مخرج في"صحيح أبي داود " ( 794 ) .

فكما أن هٰذا نص في أن المقتدي يقول التحميد بعد تسميع الإمام ، فمثله إِذا أَمَّن فأَمِّنوا ،

فهو نص علىٰ أَنَّ تأْمين المقتدي بعد تأْمين الإِمام .

• الخامس : أنه هو الموافق لنظام الاقتداء بالإمام المستفاد من مثل قوله صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم :

« إِنَّما جُعل الإِمام ليؤتم به ؛ فإِذا كبَّر فكبِّروا [ ولا تكبِّروا حتَّىٰ يكبِّر ]

وإِذا ركعَ فاركعوا ، وإِذا قالَ سَمِع اللهُ لمن حَمِده ، فقولوا : ... » الحديث .

أخرجه الشيخان وغيرهما من حديث عائشة وأبي هريرة وغيرهما ، وهو مخرج في المصدر السابق

( 614 و 618 ) ، والزيادة لأبي داود .

فكما دلَّ الحديث أن من مقتضىٰ الائتمام بالإِمام عدم مقارنته بالتكبير ، وما ذكر معه ،

فمن ذٰلك عدم مقارنته بالتأمين .

وإخراج التأمين من هٰذا النظام يحتاج إلىٰ دليل صريح ، وهو مفقود ؛

إذ غاية ما عند المخالفين إنما هو حديث أبي صالح المتقدم ، وليس صريحاً في ذٰلك ،

بل الصحيح أنه محمول علىٰ رواية سعيد هٰذه لا سيما علىٰ لفظ أبي يعلى المذكور أعلاه .

• السادس : أن مقارنة الإمام بالتأمين تحتاج إلىٰ دقة وعناية خاصة من المؤتمين ،

وإلا وقعوا في مخالفة صريحة وهي مسابقته بالتأمين ،

وهٰذا مما ابتلي به جماهير المصلين ، فقد راقبتهم في جميع البلاد التي طفتها ،

فوجدتهم يبادرون إلىٰ التأمين ، ولما ينته الإمام من قوله : ﴿ وَلاَ الضَّآلِّينَ ﴾

لا سيما إذا كان يمدها ست حركات ، و يسكت بقدر ما يترادّ إليه نَفَسُه ، ثم يقول : آمين ،

فيقع تأمينه بعد تأمينهم !

ولا يخفىٰ أن باب سد الذريعة يقتضي ترجيح عدم مشروعية المقارنة خشية المسابقة ،

وهٰذا ما دلت عليه الوجوه المتقدمة .

وهو الصواب إن شاء الله تعالىٰ ، و إن كان القائلون به قلة ، فلا يضرنا ذٰلك ؛

" فإن الحق لا يعرف بالرجال ، فاعرف الحق تعرف الرجال " .

ذٰلك ما اقتضاه التَّمسك بالأصل بعد النظر والاعتبار ، هو ما كنت أعمل به وأذكر به مدّة من الزمن .

ثم رأيت ما أخرجه البيهقي ( 2 / 59 ) عن أبي رافع أن أبا هريرة كان يؤذن لمروان بن الحكم ،

فاشترط أن لا يسبقه بـ ﴿ الضَّآلِّينَ ﴾ حتَّىٰ يعلم أنه دخل الصف ،

وكان إذا قال مروان :

﴿ وَلاَ الضَّآلِّينَ ﴾ قال أبو هريرة : " آمين " ، يمد بها صوته ،

وقال : " إذا وافق تأمين أهل الأرض أهل السماء غفر لهم " . وسنده صحيح .

قلت : فهٰذا صريح في أن أبا هريرة رضي الله عنه كان يؤمن بعد قول الإمام :

﴿ وَلاَ الضَّآلِّينَ ﴾ .

ولما كان من المقرر أن راوي الحديث أعلم بمرويه من غيره ، فقد اعتبرت عمل أبي هريرة هٰذا تفسيراً

لحديث الترجمة ، ومبيناً أن معنىٰ « إِذا أَمَّن الإِمامُ فأَمِّنوا .. »

أي : إذا بلغ موضع التأمين كما تقدم عن الحافظ ، وهو وإن كان استبعده ابن العربي ،

فلا بدَّ من الاعتماد عليه لهٰذا الأثر .

وعليه فإِني أكرر تنبيه جماهير المصلين بأن ينتبهوا لهٰذه السُّنَّةِ ، ولا يقعوا من أجلها في

مسابقة الإمام بالتأمين ؛ بل عليهم أن يتريثوا حتَّىٰ إذا سمعوا نطقه بألف ( آمين ) قالوها معه .

والله تعالىٰ نسأل أن يوفقنا لاتباع الحق حيثما كان إنه سميع مجيب .

و في هٰذا الأثر فائدة أخرىٰ و هي جهر المؤتمين بـ" آمين " ،

وذٰلك مما ملت إليه في الكتاب الآخر لمطابقته لأثر آخر صحيح عن ابن الزبير ،

وحديث لأبي هريرة مرفوع تكلمت علىٰ إسناده هناك ( 956 ) فراجعه .اهـ.


 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة