عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 13-05-2006, 09:19 AM   #6
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي




بارك الله فيكم أخي الحبيب ( الخزيمة ) ، واعلم أخي الحبيب أن المنهج في منتدانا الغالي يقوم على الدراسة العلمية الشرعية الموضوعيم المتأنية للحالة المرضية وهذا ما يسمى ( دراية الحالة دراسة تاريخية ) للوقوف على الداء ووصف الدواء النافع بإذن الله عز وجل ، ومن الخطأ أن يشخص للحالة بناء على أعراض معينة ، بل قد يسأنس بمثل تلك الأعراض من خلال الدراسة آنفة الذكر ، وقد ذكرت طرفاً مهماً في هذا الجانب في كتابي الموسوم ( منهج الشرع في علاج المس والصرع ) تحت عنوان ( أعراض اقتران الأرواح الخبيثة ) ، وهو على النحو التالي :

لا بد قبل الحديث عن الأعراض المصاحبة لصرع الأرواح الخبيثة من تقديم نصائح أولية هامة :

1)- تحديد الأعراض :

إن تحديد الأعراض المتعلقة بالأمراض الروحية بشكل عام واقتران الأرواح الخبيثة بشكل خاص يحتاج إلى مراس وخبرة عملية من قبل المعالج ، فالمعالج المتمرس الحاذق يستطيع بعد الدراسة العلمية الموضوعية والخبرة العملية أن يكون قريباً من عملية التشخيص الخاصة بالمرض ، ليستطيع بعد ذلك أن يحدد العلاج والدواء النافع بإذن الله تعالى 0

قال فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - حفظه الله - حينما سئل عن تشخيص المرض من قبل الراقي : ( معلوم أن الراقي الذي تتكرر عليه الأحوال ويراجعه المصابون بالمس والسحر والعين ويعالج كل مرض بما يناسبه أنه مع كثرة الممارسة يعرف أنواع الأمراض النفسية أو أكثرها وذلك بالعلامات التي تتجلى مع التجارب فيعرف المباشرة بتغير عينيه أو صفرة أو حمرة في جسده أو نحو ذلك ، ولا تحصل هذه المعرفة لكل القراء وقد يدعي المعرفة ولا يوافق ذلك ما يقوله ، لأنه يبني على الظن الغالب لا على اليقين ، والله أعلم ) ( الفتاوى الذهبية - ص 20 - 21 ) 0

ويجب الحذر في هذا الجانب من تدخل أهل المريض لتحديد المشكلة وأصل معاناة المريض دون الممارسة العملية والخبرة في هذا الجانب ، ويكتفى بعرض الحالة المرضية على المعالج المتمرس الحاذق الذي يستطيع بدوره وبناء على خبرته العلمية والعملية من تحديد الداء ووصف الدواء النافع بإذن الله تعالى 0

سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن إمكانية تشخيص الإصابة وتمييز الأمراض الروحية من صرع وسحر وعين من قبل أهل المريض ؟ وهل تختلف الرقية في كل منها عن الأخرى ؟؟؟

فأجاب – حفظه الله - : ( الرقية في الجميع متقاربة ، والتمييز بينها يعرفه القراء ، وله علامات يميز بها ) ( منهج الشرع في علاج المس والصرع ) 0

2)- الأعراض لا تعني الإصابة :

ليس بالضرورة أن يكون الإنسان مصابا بصرع الأرواح الخبيثة نتيجة لمعاناته من بعض تلك الأعراض 0

3)- اشتراك الأعراض :

قد تشترك أعراض المس والسحر والعين في بعض الحالات مع أعراض الأمراض النفسية والعضوية ولذلك لا بد من التأكد أولا من سلامة الناحية الطبية ، وذلك بإجراء الفحوصات اللازمة للتثبت من أن الأعراض ليست لها أية علاقة بالناحية العضوية 0

قال صاحبا الكتاب المنظوم "فتح الحق المبين" : ( وقد تشترك أعراض " المس ، السحر ، العين " ببعض الحالات في الأمراض النفسية أو العضوية ، فمثلا من أعراض المس القلق ، فهل كل قلق ممسوس ؟ فالحالة النفسية تسبب القلق في كثير من الأحيان ، والإعراض عن الرحمن يسبب القلق ، قال تعالى : ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) ( سورة طه – الآية 124 ) 0والصداع قد يكون سببه المس ، وقد يكون سببه أمراض عضوية ) ( فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين - ص 64 ) 0

4)- تلعب الشيطان :

التأكد من أن الأمر خارج عن نطاق تلعب الشيطان بالإنسان ، لإيهامه بالصرع والسحر ونحوه ، لصده عن الطاعة والعبادة والذكر 0

5)- استشارة أهل العلم والدراية والخبرة :

ممن تمرسوا في الرقية الشرعية ودروبها ومسالكها ، والعمل بنصحهم وإرشاداتهم وتوجيهاتهم ، والحذر من استشارة وسؤال الجهلة من مدعي الرقية دون علم ودراية ، قبل
الخوض في الأسباب والمسببات لتلك الأعراض 0

6)- الأعراض قد تكون مشتركة :

وقد تكون الأعراض مشتركة نتيجة لمعاناة المريض من جراء إصابته بأمراض الصرع والسحر والعين والحسد ، بسبب عامل مشترك واحد نتيجة اقتران الأرواح الخبيثة ، وهذا بالتالي يحتاج للمعالِج الحاذق المتمرس ليقف على حقيقة المعاناة ومن ثم يحدد الداء ، ويصف الدواء النافع بإذن الله تعالى 0

7)- المصطلح الذي يطلق على الجن والشياطين :

إن المصطلح الذي سوف يستخدم في ثنايا هذا البحث تحت هذا العنوان والمتعلق بالجن والشياطين ، يدل على أن كافر الجن يطلق عليه شيطان ، وأما مؤمنهم فيطلق عليه جني 0

قال الرازي : ( واختلفوا في الجن فقال بعضهم : إنهم جنس غير الشياطين ، وأصح أن الشياطين قسم من الجن ، فكل من كان منهم مؤمنا لا يسمى بالشيطان ، وكل من كان منهم كافرا يسمى بهذا الاسم ) ( التفسير الكبير - 19 / 180 ) 0

قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( فقد اختلف في أصلهم 0 فقيل : أن أصلهم من ولد إبليس فمن كان منهم كافرا سمي شيطانا 0 وقيل : أن الشياطين خاصة أولاد إبليس ومن عداهم ليسوا من ولده ، وحديث ابن عباس الآتي في سورة الجن يقوي أنهم نوع واحد من أصل واحد 0 واختلف صنفه فمن كان كافرا سمي شيطانا وإلا قيل له جني ) ( فتح الباري - 13 / 76 ) 0

وأرى أن أعيد ما ورد ذكره من قبل الأخ الحبيب والمشرف القدير ( معالج متمرس ) في الرابط المذكور آنفاً وهو على النحو التالي :

قبل الحديث عن التشخيص والتفصيل في ذلك ، لا بد من استدراك الأمور الهامة التالية :

1 )- الخوض في قضايا التشخيص :

إن الخوض في قضايا التشخيص المتعلقة بالأمراض الروحية لا يعتبر خوضا في مسائل غيبية ، فتلك الأمراض لها أعراضها وآثارها التي تدل على حدوثها ، وعلى سبيل المثال لا الحصر أذكر حديث أم سلمة – رضي الله عنها – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة فقال : ( استرقوا لها فإن بها النظرة ) ( متفق عليه ) ، وقول أسماء - رضي الله عنها - لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولاد جعفر - رضي الله عنهم - : ( إن العين تسرع إليهم ) كما في الحديث الثابت آنف الذكر ، وفيه دلالة أكيدة على رؤية بعض الأعراض التي يمكن على ضوئها تحديد الإصابة بالعين ، وقد تكلم أهل العلم في ذلك فأوضحوا الأثر وبينوه كما مر معنا آنفا 0

2)- العلاقة مطردة بين الأمراض العضوية والنفسية والروحية :

إن العلاقة مطردة بين الإصابة بالمرض الروحي ( الصرع ، السحر ، العين ) وكافة الأمراض العضوية والنفسية الأخرى التي تتعلق بالنفس البشرية ، وقد تكون الأعراض مشتركة بين كافة تلك الأمراض بسبب تسلط الأرواح الخبيثة على الإنسان ، وعلى ذلك فلا بد للمعالج من توخي الدقة والتريث وعدم الاستعجال في الحكم على الحالة ، ودراستها دراسة علمية موضوعية بكافة جوانبها لتحديد الداء ووصف الدواء النافع بإذن الله سبحانه وتعالى 0

3)- سلامة الناحية العضوية :

إن المصلحة الشرعية تحتم على المعالج التأكد أولا من سلامة الناحية العضوية الخاصة بالحالة المرضية ، وذلك بتوجيه النصح والإرشاد للمريض بإجراء الفحوصات الطبية اللازمة للتثبت من خلو الحالة من الأمراض العضوية 0

4)- اهتمام المعالج بظهور الإصابة بالمرض الروحي :

لا بد من اهتمام المعالج اهتماما شديدا بقضية هامة وخطيرة تتعلق بظهور بوادر الإصابة بالمرض الروحي لبعض الحالات المرضية مع أن الحالة تعاني أصلا من مرض عضوي معين ، وهذه الأمراض قد تكون ناتجة عن أسباب عضوية بحتة وقد تكون نتيجة التعرض للإصابة بالمرض الروحي ، ومن هنا كان لا بد للمعالج من الاهتمام بناحية الرقية الشرعية فقط دون التدخل في القضايا الطبية لأن هذا الأمر يدخل ضمن نطاق الأمور الغيبية التي تخفى على المعالج ، فلا نستطيع القول أن كل حالة مرضية تعاني من مرض السرطان كانت بسبب التعرض للإصابة بالعين والحسد ، وهذا يحتم على المعالج الاهتمام بهذا الجانب فقط وتقديم النصح والإرشاد للمريض وذويه للاستمرار في اتخاذ الأسباب الحسية المباحة الداعية للشفاء بإذن الله تعالى من خلال مراجعة المصحات والمستشفيات والأطباء المتخصصين 0

وقد تظهر آثار الأمراض الروحية على الحالة المرضية أثناء الرقية الشرعية ويبدأ المريض في الشعور بالتحسن ، مع أن المريض أصلا قام باتخاذ كافة الوسائل الطبية المتاحة ولم تفلح تلك الوسائل في تخفيف المعاناة الجسدية والنفسية له ، ومع ذلك فإن الواجب الشرعي يحتم على المعالج تقديم النصح والإرشاد للمتابعة الطبية وبذلك نجمع بين اتخاذ الأسباب الشرعية والأسباب الحسية المباحة للشفاء ، وفي اتباع كل ذلك خير للمريض بإذن الله سبحانه وتعالى 0

5)- عدم التشرع في تشخيص الحالة :

لا بد من التنبيه تحت هذا العنوان لأمر هام جدا ، وهو عدم التسرع في الحكم على الحالة المرضية ، خاصة من قبل العامة وأهل وأقرباء المريض ، دون استشارة أهل العلم والدراية والخبرة والممارسة ، وقد مر آنفا أن الأعراض المتعلقة بالحالة المرضية ، قد تكون بسبب أمراض
عضوية أو قد تكون ناتجة عن صرع الأرواح الخبيثة بناء على أفعال سحرية خبيثة ، أو صرع عشق ونحوه ، وهنا تكمن أهمية التريث والتأني قبل اصدار التشخيص والحكم على الحالة ، وسؤال من هم أهل لذلك والأخذ بنصحهم وتوجيهاتهم وإرشاداتهم 0

هذا ما تيسر لي بخصوص هذا الموضوع ، سائلاً المولى عز وجل أن يحفظكم ويسدد إلى الخير خطاكم ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة