عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 03-09-2004, 09:28 AM   #4
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

بخصوص مداخلتك أخي الكريم ( أبو الليث ) - حفظك الله ورعاك - حول الموضوع بشكل عام ، فأحب أن أوضح بعض المسائل المهمة تعقيباً على ما ذكرته من نقاط هامة :

أولاً : أما قولك – وفقك الله للخير فيما ذهبت إليه – : ( وهل يصح تسمية أو إطلاق آيات السحر وآيات العين وآيات الحسد . بتحديدها أو بلفظ أدق وأضبط ( بانتقاءها ) ، فاعلم يا رعاكم الله أنه لم يرد نص صريح صحيح في السنة المطهرة يؤكد مثل ما ذكرت ، إنما يكعف المعالجون بالرقية بقراءة الآيات والسور التي تتحدث عن العين والسحر استئناساً بما ذكره أهل العلم الأجلاء كما نقل ابن كثير عن وهب بن منبه عن ابن بطال ، وكما ذكر ذلك العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز 0 أما القول بآيات السحر ، وآيات العين فلا أرى أن لذلك دليل كما بينت آنفاً 0

ثانياً : أما قولك – وفقك الله للخير فيما ذهبت إليه - : ( فإن كان نعم . وهذا الذي أظنه فالجواب يلزم القول في هذا ؛ القول في غيره من انتقاء الآيات لاسيما أن الرقية تأثيرها القوي بالنية ) ، فاعلم يا رعاك الله أن النية كما هو معلوم لديكم هيّ متعلقة بجانب العبادات ، والعبادات مبناها على التوقيف كما ذكر ذلك أهل العلم ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - ، وقد أخالف كثير من المعالجين في مسألة تحديد القراءة بالنية لأن الأصل كما هو معلوم من تعريف الرقية في الاصطلاح هو : ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : ( الرقى بمعنى التعويذ ، والاسترقاء طلب الرقية ، وهو من أنواع الدعاء ) ( مجموع الفتاوى – 1 / 182 ، 10 / 195 ) ، فالأصل أخي الحبيب ( أبو الليث ) أن الرقية هي الدعاء للمريض بالشفاء ، والخروج عن هذا في ما يقدمه بعض المعالجين – وفقهم الله لكل خير – من القول ( الرقية بنية الحرق ) أو ( بنية الهداية ) أو ( بنية الإيذاء ) أراه من وجهة نظري بعد عن الأصل في المسألة وأخشى ما أخشاه أن يتطور الأمر كما يحصل مع بعض المعالجين – هداهم الله لكل خير - ، ولا يجوز أن نغفل تحت هذا العنوان أن المعالج أحياناً عند قراءته يقدم أسلوب دعوي للجن والشياطين ويدعوهم إلى الله سبحانه وتعالى بالحكمة والموعظة الحسنة ، وهذا أمر مطلوب ولكن دون إطلاق مصطلحات ( نية الحرق ) و ( نية التعذيب ) ونحو ذلك ، ولا زلت أقول أن الأمر يتعلق بنظرتي الشرعية للمسألة بشكل عام ، ولا أخفيك أن بعض أهل العلم ذهب لمثل هذا التقسيم ، ولكني أنظر لبعيد وأطبق القاعدة الفقهية ( درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة ) ، وبخاصة أن كثير من المعالجين اليوم لا يفرقون بين الركن والواجب وقد شطحوا في طريقة علاجهم شطحات مهلكة وأنت أدرى أخي الحبيب بمثل تلك الشطحات 0

ثالثاً : أما قولك – وفقك الله لكل خير - : نقلاً عن شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – وكتابة قوله تعالى على جبه المريض بالرعاف : ( وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) ( هود /44 ) ، فاعلم يا رعاك الله أن بعض أهل العلم خالف شيخ الإسلام ابن تيمية في مثل هذا الأمر ، وقد نقلت ذلك في كتابي ( المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي الصرع والسحر والعين – ص 93 ، 94 ) ، وأنقل لك ما كتبته حول هذه النقطة تحت عنوان ( كتابة آيات الرقية تحت سرة المريض أو على يده أو مناطق متفرقة من جسده ) :

يستشهد البعض بقول ابن القيم - رحمه الله تعالى- عن شيخه ابن تيمية - رحمه الله - أنه كان يكتب على جبهته : ( وَقِيلَ يَاأَرْضُ ابْلَعِى مَاءَكِ وَيَاسَمَاءُ أَقْلِعِى وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِىَ الأَمْرُ ) ( سورة هود – الآية 44 ) ، وقال : سمعته يقول - ابن تيمية - كتبتها لغير واحد فبرأ ، فقال : ولا يجوز كتابتها بدم الراعف ، كما يفعله الجهال ، فإن الدم نجس ، فلا يجوز أن يكتب به كلام الله تعالى ) ( الطب النبوي – ص 358 ) 0

ثم أورد ابن القيم - رحمه الله - نماذج لما يكتب من الآيات على الأعضاء المريضة ، لبعض الأوجاع ) ( الطب النبوي – ص 358 ، 359 ) 0

سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن حكم كتابة أوراق فيها القرآن والذكر والصاقها على شيء من الجسد كالصدر ونحوه أو طيها ووضعها على الضرس ، أو كتابة بعض الحروز من الأدعية الشرعية وشدها بجلد وتوضع تحت الفراش أو في أماكن أخرى ؟

فأجابت – حفظها الله - : ( إلصاق الأوراق المكتوب فيها شيء من القرآن أو الأدعية على الجسم أو على موضع منه أو وضعها تحت الفراش ونحو ذلك ، لا يجوز لأنه من تعليق التمائم المنهي عنها بقوله صلى الله عليه وسلم : ( من تعلق تميمة فلا أتم الله له ) ( والحديث رواه عقبة بن عامر وأخرجه الإمام أحمد في مسنده - 4 / 154 ، 156 ، والحاكم في المستدرك– 4 / 216 ، 417 ، وقال الألباني حديث ضعيف ، انظر ضعيف الجامع 5703 – السلسلة الضعيفة 1266 ، وقد ذكره القيسراني في " تذكرة الحفاظ " – برقم 5431 ) 0 وقوله : ( إن الرقى والتمائم والتولة شرك ) ( صحيح الجامع 632 ) 0

قال الدكتور ناصر بن عبدالرحمن الجديع : ( والملاحظ أن ابن القيم - رحمه الله - لم يذكر دليلا على الجواز لا من الكتاب ولا من السنة ولا فعل السلف سوى ما ذكره عن شيخه - رحمه الله - 0 لذا فإن الذي أراه في هذه المسألة ، أن الأولى ترك ذلك الفعل ، والاقتصار على الرقية الشرعية الثابتة ) ( التبرك : أنواعه ، وأحكامه – ص 236 ) 0

قلت وبالله التوفيق :

1)- الأولى بل الصحيح ترك فعل ذلك لعدم ثبوته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه وصحابته والتابعين وسلف الأمة 0

2)- إن الجهل في الأمور الشرعية قد تفشى في العصر الذي نعيش فيه ، وقد يكون ذلك الفعل ذريعة للوقوع في محاذير شرعية تؤدي إلى مفاسد عظيمة ، كالوقوع في الكفر والشرك والمعصية بحسب حالها ، ولا بد من تقدير المصلحة الشرعية للقاعدة الفقهية ( سد الذرائع ) 0

3)- لا يمكن أن يفهم ذلك الفعل كما فهم أيام شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - ونحن جازمين بأن القرن الذي عاش فيه هؤلاء الأعلام أفضل مما نعيشه اليوم ، كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك 0

وأود هنا التنبيه بأن فتاوى اللجنة الدائمة لا تعني مطلقاً أنها تضرب بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم – رحمهما الله – عرض الحائط ، إنما يصدر مثل هذه الفتوى بناء على القاعدة الفقهية التي ذكرتها آنفاً ( قاعدة سد الذرائع ) 0

رابعاً : أما قولك – وفقك الله لكل خير - : ( وهذا يرجع والعلم عند الله إلى قياس ذلك الأمر سيما إذا نفع بالتجربة ولا يعارضة الشرع فلا نبتدع بل نحكي بعض الوقائع التي حصلت مع بعض السلف ولاسيما العلماء العاملون _ كشيخ الاسلام _ الذين يعرفون البدع و محدثاتها وهم بعيدون كل البعد عن الوقوع فيها بحفظ الله لهم ) 0

أما أن نقول القياس ونتبعه بكلمة – إذا نفع بالتجربة – فاعلم يا رعاك الله ، أنه لا يجوز أن نطلق هذا المسمى فيما يتعلق بالرقية بآيات الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، لأن معنى ذلك أن نجرب فإن نفع فالحمد لله ، وهذا الكلام خطير جداً ، فكلام الله سبحانه وتعالى فيه الشفاء التام ، ومسائل التجربة – حفظك الله – لا تكون إلا باستخدامات الأمور الحسية ، وكما هو معلوم لديم فإن مسائل الرقية الشرعية لها جانبان :

1- الجانب الشرعي : وهو كل ما ثبت في العلاج والاستشفاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم 0

2- الجانب الحسي : وهو كل ما ثبت له فائدة طردية في العلاج والاستشفاء وليست له علاقة بالأمور الشرعية ، مع توفر ضوابط وهي على النحو التالي :

أ- أن لا يكون في تلك الاستخدامات كفر أو شرك 0

ب- أن لا يكون فيها بدعة أو معصية 0

ج- أن لا يعتقد بتلك الأسباب ، ويعلم يقيناً أنها أسباب جعلها الله سبحانه وتعالى للعلاج والاستشفاء 0

د- أن لا تكون مخضرة على صحة وسلامة المرضى 0

هـ- أن لا يكون فيها مشابهة لما يقوم به السحرة والمشعوذين 0

و- أن يؤخذ موافقة أهل العلم والقياس والاستنباط على مشروعية استخدام تلك الأسباب 0

أما أن نخضع كلام الله وسنة رسوله للتجربة والقياس ، فحاشى وكلا ، ولا نستطيع القول مطلقاً أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله اتبع ما ذكرته أخي الكريم 0

أعود فأقول : إن المسألة بشكل عام فيها خلاف بين أهل العلم ، وقد بينت لك في معرض النقاش أنني تناقشت مع أحد طلبة العلم ، وتوصلت إلى الالتزام الحرفي بالرقية بالكتاب والسنة مع الاستئناس ببعض أقوال علماء الأمة الأجلاء ، وبخاصة أنك تعلم جيداً أن : ( الحكم على الشيء فرع من تصوره ) ، وأنت تعلم يا رعاك الله أن الخرق قد اتسع الراقع بخصوص مسائل كثيرة متعلقة بالرقية والعلاج والاستشفاء 0

شاكراً ومقدراً لك هذا التعقيب ، فالهدف والغاية للجميع هو اتباع الحق أينما كان ، وقد بينت لك منهجي في البحث والتحقيق ، ولك أن تأخذ به ، أو إن كانت لديك قناعة بالتصور الكلي للمسألة فهذا أمر يعنيك ، ونعيد القول بأن ( الخلاف لا يفسد للود قضية ) ، والله تعالى أعلم 0

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة