_ موطأ مالك
تنبيه : قول الإمام محمد بن إدريس
الشافعي رحمه الله : « لا أعلم كتاباً في العلم أكثر صواباً من كتاب مالك » ،
إنما قاله قبل البخاري ومسلم .
وقد كانت كتب كثيرة مصنفة في ذلك الوقت مثل السنن، لابن جُرَيْح،
وابن إسحق - غير السيرة -
ولأبي قُرّة موسى بن طارق الزّبيدي،
ومصنف عبد الرزّاق بن همّام، وغير ذلك .
وكان كتاب مالك، وهو " الموطأ " ، أجلَّها
وأعظمَها نفعاً،
وإن كان بعضها أكبر حجماً منه
وأكثرَ أحاديثَ .
وقد طلب المنصور من الإمام مالك أن يجمع الناس على كتابه، فلم يجبه إلى ذلك ،
وذلك من تمام علمه واتّصافه بالإنصاف،
وقال : « إن الناس قد جمعوا واطلعوا على أشياء لم نطلع عليها » .
وقد اعتنى الناس بكتابه " الموطأ " ،
وعلّقوا عليه كتباً جَمّة ،
ومن أجود ذلك كتابا " التمهيد " ،
و " الاستذكار " ، للشيخ أبي عمر بن عبد البر النمري القرطبي، رحمه الله .
هذا مع ما فيه من الأحاديث المتّصلة الصحيحة والمرسلة والمنقطعة، والبلاغات اللاتي لا تكاد توجد مسندة إلا على نُدورٍ .
_ إطلاق اسم " الصحيح "
على الترمذي والنسائي
وكان الحاكم أبو عبد الله المتوفى 405 هـ
والخطيب البغدادي المتوفى 463 هـ
يسميان كتاب الترمذي :
" الجامع الصحيح " . وهذا تساهل منهما.
فإن فيه أحاديث كثيرة منكرة .
_ ومن ذلك ما أخرجه ( 4 / 367 تحفة )
من طريق حُصين بن عمر الأحْمسيّ ..
( مَنْ غشّ العرب لم يدخل في شفاعتي ،
ولم تَنَلْه مودّتي ) ... وقال عن الأحْمسيّ
ليس عند أهل الحديث بذاك القوي .
قال الحلبي : عن حصين هذا بل هو كذاب
كما قال خراش وغيره وقال البخاري منكر
الحديث وانظر السلسلة الضعيفة 545
وقول الحافظ أبي علي بن السّكَنْ المتوفى
353 هـ ، وكذا الخطيب البغدادي في كتاب السنن للنسائي : إنه صحيح، فيه نظر.
وإنّ له شرطاً في كتاب السنن للنسائي :
إنه صحيح، فيه نظر.
وإن شرطاً في الرجال أشدَّ من شرط مسلم
غَيرُ مُسلَّمٍ .
فإن فيه رجالاً مجهولين : إما عيناً أو حالاً،
وفيهم المجروح، وفيه أحاديث ضعيفة ومعللة ومنكرة، كما نبهنا عليه في
" الأحكام الكبير " .
_ ولا يُعلم شيءٌ عن هذا الكتاب سوى اسمه
ويقال وُجِدَ منه جزء بسيط في تونس .
_ مسند الإمام أحمد
وأما قول الحافظ أبي موسى محمد بن أبي بكر المديني المتوفى 581 هـ عن
مسند الإمام أحمد : إنه صحيح :
فقولٌ ضعيف، فإن فيه أحاديث ضعيفة،
بل وموضوعة، كأحاديث فضائل مرو، وعسقلان، والبِرْث الأحمر عند حمص، وغير ذلك،
كما نبه عليه طائفة من الحفاظ .
ثم إن الإمام أحمد قد فاته في كتابه هذا
- مع أنه لا يوازيه مسند في كثرته
وحسن سياقته - أحاديث كثيرة جداً،
بل قد قيل إنه لم يقع له جماعة من الصحابة الذين في الصحيحين قريباً من مائتين .
_ وخلاصة القول فيه أنه لا يسلم من الأحاديث
الضعيفة وقد غابت عليه أحاديث كثيرة
إلا أنه يلي مباشرة مرتبة الصحيحين .
والله تعالى أعلم .
_ الباعث الحثيث .
___________
( يتبع ) ................