عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 03-09-2009, 07:43 AM   #9
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي


،،،،،،

الأخ الفاضل ( أحمد ) حفظه الله ورعاه


قبل أن أجيب على تساؤلكم ، فإنه لا يليق بنا إلا أن نحتفل بكم في منتدانا الغالي فنقول :

هلا باللي نهليبــــه......وشوفته تشرح البال
ولو رحبت مايكفي.......لك مليون ترحيبــــه


هلا وغلا بالأخ الحبيب ( أحمد )

في منتداكم ( منتدى الرقية الشرعية )

احدى الصروح الرائدة المتواضعة في عالم المنتديات الصاعدة

والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة

كلنا سعداء بانضمامكم لمنتدانا الغالي

وكلنا شوق لقراءة حروف قلمكم ووميض عطائكم

هلا فيكم

ونحن بانتظار قلمكم ومشاركاتكم وحضوركم وتفاعلكم

تمنياتي لكم بالتوفيق وإقامة مفعمة بالمشاركات النافعة




ونحن نعلم بأنكم قد زرتم الموقع لأسباب واعتبارات خاصة ، ولكن واجب الضيافة يحتم علينا ذلك 0

بارك الله فيكم أخي الحبيب ( أحمد ) ، أما بخصوص مسألة الاستعانة بالعموم فأنصحكم - يا رعاكم الله - بمراجعة الروابط الهامة التالية :

( && الاستعانة بالجن والشياطين بين المشروعية والمنع && )


( && القول المبين واليقين للشيخ أبي عبيدة مشهور سلمان في الاستعانة بالجن && )


( && القول الواضح المبين لـ ( أبي همام ) و ( أبي البراء ) في الاستعانة بالجن && )


( && تحذير أهل الإيمان من أولياء الشياطين والجان && ) !!!


( && " تبين له أن شيخه يتعامل مع الجن " - الشيخ محمد المنجد && )


( && هداية الحيران فى مسألة الاستعانة بالجان - وليد كمال شكر && )


أما بخصوص مت ذكر عن تجويز شيخ الاسلام ابن تيمية - رحمه الله - ، وكذلك العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - ، فقد تكلمت بما في الكفاية وقبل أن أفصل في المسألة أنقل ما ذكره شيخ الاسلام - ابن تيمية - رحمه الله - :

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( أ - فمن كان من الإنس يأمر الجن بما أمر الله به ورسوله من عبادة الله وحده وطاعة نبيه ، ويأمر الإنس بذلك ، فهذا من أفضل أولياء الله تعالى ، وهو في ذلك من خلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم ونوابه 0

ب- ومن كان يستعمل الجن في أمور مباحة له ، فهو كمن استعمل الإنس في أمور مباحة له ، وهذا كأن يأمرهم بما يجب عليهم وينهاهم عما حرم عليهم ويستعملهم في مباحات له ، فيكون بمنزلة الملوك الذين يفعلون مثل ذلك ، وهذا إذا قدر أنه من أولياء الله ، فغايته أن يكون في عموم أولياء الله مثل النبي الملك مع العبد الرسول : كسليمان ويوسف مع إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين 0

ج - ومن كان يستعمل الجن فيما ينهى الله عنه ورسوله إما في الشرك ، وإما في قتل معصوم الدم أو في العدوان عليهم بغير القتل كتمريضه وإنسائه العلم وغير ذلك من الظلم ، وإما في فاحشة كجلب من يطلب الفاحشة ، فهذا قد استعان بهم على الإثم والعدوان ، ثم إن استعان بهم على الكفر فهو كافر ، وإن استعان بهم على المعاصي فهو عاص : إما فاسق وإما مذنب غير فاسق 0

د - وإن لم يكن تام العلم بالشريعة فاستعان بهم فيما يظن أنه من الكرامات مثل أن يستعين بهم على الحج ، أو أن يطيروا به عند السماع البدعي ، أو أن يحملوه إلى عرفات ، ولا يحج الحج الشرعي الذي أمره الله به ورسوله ، وأن يحملوه من مدينة إلى مدينة ، ونحو ذلك فهذا مغرور قد مكروا به )( مجموع الفتاوى – 11 / 307 ) 0


* وقفة عند قول العلامة شيخ الاسلام ابن تيمية - رحمه الله - :

وإليكم التفصيل في المسألة :

أولاً : قلت في كتابي الموسوم ( القول المعين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين ) نا نصه :

إن قول بعض علماء الأمة كشيخ الإسلام ( ابن تيمية ) بجواز الاستعانة ضمن كلام موزون يوجب وقفة وتذكرا بالعصر الذي عاشوا فيه حيث كان الإسلام قويا ، ويحكم فيه بشرع الله ومنهجه ، وكان الوعي والإدراك الديني آنذاك - عند العلماء والعامة - أعظم بكثير مما نعيشه اليوم ، والاعتقاد الجازم أن الاستعانة لا يمكن أن تفهم بمفهومها الدقيق في هذا العصر كما فهمت أيام شيخ الإسلام ابن تيمية ، ولا بد من وقفة تأمل مع كلامه - رحمه الله - فأقول :

أ)- إن الكلام في المسألة عام : ولم يتطرق - رحمه الله - إلى قضايا الاستعانة في التطبب والرقية والعلاج 0

ب)- ذكر في النقطة الرابعة كلاما يقول فيه :


( وإن لم يكن تام العلم بالشريعة فاستعان بهم فيما يظن أنه من الكرامات مثل أن يستعين بهم على الحج ، أو أن يطيروا به عند السماع البدعي ، أو أن يحملوه إلى عرفات ، ولا يحج الحج الشرعي الذي أمره الله به ورسوله ، وأن يحملوه من مدينة إلى مدينة ، ونحو ذلك فهذا مغرور قد مكروا به ) ( مجموع الفتاوى – 11 / 307 ) 0

والمتأمل في كلام شيخ الإسلام يلاحظ : أن توفر العلم الشرعي شرط أساسي للاستعانة ، فالعالم وطالب العلم أكثر حرصا ودقة من غيرهما في المسائل والأحكام الشرعية ، فكل منهما يقارن بين المصالح والمفاسد ، ويفرق بين الحلال والحرام ، وله اطلاع بأمور كثيرة تخفى على كثير من الناس ، وبإلقاء نظرة سريعة في يومنا هذا ، يلاحظ أن معظم من طرقوا هذا الباب واستعانوا بالجن جهلة بالعلم الشرعي لا يفقهونه ولا يدركون أصوله ، ولا يفرقون بين الركن والواجب ، ونجزم أن شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - لو عاش بين أظهرنا لما أجاز الاستعانة بمضمونها الحالي ، لما يترتب عليها من مفاسد عظيمة قد تؤدي إلى خلل في العقيدة ، بل قد تدمرها من أساسها ، ومن ذلك ما نراه ونسمعه اليوم ، من بيع القلائد والخواتم للناس بأموال طائلة ، وادعاء أن معها جنا صالحا يعين ويحفظ ، أو طلب الأثر ونحوه ، وقس على ذلك الكثير مما يندى له الجبين وتقشعر له الأبدان 00 ومن التجربة والخبرة تبين كذبهم وزيف ادعائهم 0

ج)- موقف طالب العلم :

إن العالم أو طالب العلم ، إذا كان ملما بالعلم الشرعي ومتفقها فيه ، عالما بأحكامه ، مدركا لأحواله ، سواء كان من الإنس أو الجن ، لا يمكن أن يزعزع ويدمر عقائد الناس ، أو أن يتصرف وفق أهوائه وشهواته – فيدور في رحى الكتاب والسنة ، ولن ترى مثل ما يحصل اليوم من تجاوزات وانحرافات عند الذين يزعمون أنهم يستعينون بجن صالح فيخربون عقائد الناس ، ويحيدون بهم عن الفطرة السوية 0

وأنقل كلاما لشيخ الإسلام – رحمه الله – يؤكد المفهوم الدقيق الذي عناه من سياق كلامه حيث نقل الشيخ محمد بن مفلح - رحمه الله – كلاما له ، يقول فيه : ( قال شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية : رسول الله لم يكن مستخدما الجن ، لكن دعاهم إلى الإيمان بالله ، وقرأ عليهم القرآن ، وبلغهم الرسالة ، وبايعهم كما فعل بالإنس ، والذي أوتيه النبي صلى الله عليه وسلم أعظم مما أوتيه سليمان ، فإنه استعمل الجن والإنس في عبادة الله وحده وسعادتهم في الدنيا والآخرة ، لا لغرض يرجع إليه إلا ابتغاء وجه الله وطلب رضاه ) ( مصائب الإنسان – ص 156 ) 0

ثانياً : لا بد من فهم كلام شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - والأقدر على ذلك هم علماء الأمة العاملين العابدين ، وإليكم ما ذكر بخصوص ذلك :

- الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله :

في محاضرة بعنوان (احفظ الله يحفظك) وقد كان تعرض بالشرح لحديث ابن عباس والذي فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم يا غلام : (احفظ الله يحفظك) فقال في معرض حديثه ما نصه:

( والاستعانة: طلب هذه الإعانة عند الحاجة إليها (وإذا استعنت فاستعن بالله) نسأل كثيرا عن الاستعانة بما يُدعي أنهم من صالحي الجن ؟. فبعض من يرقي الناس إذا تكلم الجني سأله عن بعض أشياء ويُكثر السؤال عنها ويخبره ويحضر له بعض الأمور، ويُفهم من بعض كلام شيخ الإسلام على عير وجهه أنه يدل على هذا....

والصواب{ المنع ** لأن:

• الإفادة منهم من خواص سليمان عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، والنبي عليه الصلاة والسلام لما أراد أن يربط الجني لكي يراه صبيان المدينة قال تذكرت دعوة أخي سليمان... فهي من خواص سليمان عليه السلام.

• وأيضا فإن فتح هذا الباب بفتح شرا عظيما وبابا كبيرا من أبواب الشرك بحيث لا يُستطاع سده فيما بعد، وسد الذريعة الموصلة إلى مثل هذا أمر مطلوب شرعا.

• والأمر الثالث أنهم من يصدقهم أنهم صالحون؟ هؤلاء غيب ، وكثير منهم يكذب أنت لا تراه ولا يمكن أن تستدل على صلاحه إلا بدلائل وقرائن ، ومجرد كونه يدعي الصلاح ، لو كان صالحا ما ابتلى المسلم وما دخل فيه وأذاه.

• الأمر الرابع من يستعين بهم فيما يُظن أنهم يقدرون عليه قد يستدرجونه فيخدمونه في أول الأمر بدون مقابل ثم بعد ذلك إذا استدرج ومشي في هذا الطريق وعرفه الناس بهذا الأمر قطعت هذه الإعانة ، وتقطع بعد ما ألفها وعرفه الناس بها .. فلابد أن يقدم ، وقد حصل ، بعض من يرقي الناس في أول الأمر يتعامل معهم ولا يطلبون منه شيئا حتى إذا تورط ومشى على يده على حد زعمه سبعون مقعدا وأحرق كذا مملكة جن على ما يقول وتورط ، طلب منه حينئذِ أن يقدم .. ولا يرضى أن يرجع لا شيء بعد أن كان شيئا ..
فالذي يتجه منع وسد هذا الباب بالكلية، وأن الذي يرقي الناس يكتفي بإخراج هذا الجن وتخليص المسلم منه.. . انتهى كلامه رحمه الله تعالى...) انتهى


- الشيخ الشتري - حفظه الله - :

وقد سئل فضيلته في سؤال على الهاتف هل يجوز الاستعانة بالجن ؟؟؟

فأجاب بما يلي: ( لا يجوز لمسلم أن يستعين بالجن أو يطلب منهم عونا على قضاء حوائجه سواء كانت متعلقة بأمور أخروية أو أمور دنيوية وسواء كانت من كشف مواطن السحر أو في بيان عائن، أو في الإعانة على نوع من أي الأعمال . والدليل على هذا:ـ

• الدليل الأول قول الله عز وجل : ويوم نحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أوليائهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجانا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها ..) فذم الله أولئك الإنس الذين استمتعوا بالجن بمعنى أنهم أخذوا منهم شيئا من حوائجهم وتمتعوا بشيء من قدراتهم.

• ويدل على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد آمن به الجن في زمانه ومع ذلك لم يطلب منهم العون على شيء من حوائجه مع وجود الحاجة لذلك سواء في كشف السحر الذي أصيب به أو في الإعانة على عدوهم من المشركين أو غير ذلك .

• ويدل على هذا أن الجن لا يعينون الإنس إلا بنوع ذل وخضوع من الإنس لهم والذل والخضوع لهم من الأمور المحرمة المخالفة للشريعة.

ولذلك فالاستعانة بالجن على أي أمر سواء كان من الطاعات أو من المعاصي أو في كشف السحر أو في غير ذلك من المحرمات ومن الأفعال المحرمة شرعا، وقد قرر العلماء أنه إذا وجدت الحاجة وإذا كانت الحاجة داعية لفعل في عهد النبوة فلم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم دل ذلك على عدم مشروعيته فلا يشرع للمؤمن أن يستعين بالجن على طاعة أو على فعل قربة أو على كشف ضر أو على انتصار على مشرك أو غير ذلك لعدم فعل النبي صلى الله عليه وسلم له ) ..أ.ه.

فقال السائل : يا شيخ هل صحيح هناك كلام لشيخ الإسلام؟؟؟

فأجاب الشيخ قائلا : ( إذا جاءت النصوص الشرعية لم نلتفت إلى قول أحد من الناس كائنا من كان ، على أن الكلام الذي ينسبونه إلى الشيخ فهموه خطأ فالشيخ لم يستعن بهم ولم يرد لأحد أن يستعين بهم وإنما قال :إذا هم ابتدءوا بأنفسهم فأعانوا المسلم بدون طلب من المسلم الإنسي لهم فلا حرج عليهم في تقبل انتفاعه بهم أما أن يطلب الإنسي من الجني شيئا من النفع فهذا لا يجيزه شيخ الإسلام ) .أ.ه.


- الشيخ صالح آل الشيخ - حفظه الله - :

وقد سئل فضيلته : هل يجوز الذهاب للعلاج عند من يزعم أنه يعالج بمساعدة جن مسلمين؟ وهل هذه المساعدة من الجن للقارئ من الاستعانة الجائزة أو المحرمة ؟؟؟

فأجاب بما يلي: ( الاستعانة بالجن سواء أكانوا مسلمين أم غير مسلمين وسيلة من وسائل الشرك ** .

ثم قال: والاستعانة معناها : طلب الإعانة ، ولهذا فمن المتقرر عند أهل العلم إنه لا يجوز طلب الإعانة من مسلمي الجن لأن الصحابة رضوان الله عليهم لم يطلبوا ذلك منهم وهم أولى أن تخدمهم الجن وأن تعينهم.

وأصل الاستعانة بالجن : من أسباب إغراء الإنسي بالتوسل إلى الجني وبرفعة مقامه وبالاستمتاع به وقد قال عز وجل : {ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا **الأنعام .. فحصل الاستمتاع كما قال المفسرون : من الجني بالإنسي . بأن الإنسي يتقرب إليه ويخضع له وغير ذلك ويكون في حاجته ويحصل الاستمتاع من الإنسي بالجني بأن يخدمه الجني وقد يكون مع ذلك الاستمتاع ذبح من الإنسي للجني وتقرب بأنواع العبادات أو بالكفر بالله جل وعلى والعياذ بالله بإهانة المصحف أو بامتهانه أو نحو ذلك ولهذا نقول إن تلك الاستعانة بجميع أنواعها لا تجوز فمنها ما هو شرك كالأستعانه بشياطين الجن يعني: الكفار ومنها ما هو وسيلة إلى الشرك كالاستعانة بمسلمي الجن .

وبعض أهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية يقول: إن الجن قد تخدم الأنس وهذا المقام فيه نظر وتفصيل ذلك أنه رحمه الله ذكر في آخر كتاب النبوات أن أولياء الله لا يستخدمون الجن إلا بما فعله معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن أمرهم ونهاهم أي : بالأوامر والنواهي الشرعية . أما طلب خدمتهم وطلب إعانتهم : فإنه ليس من سجايا أولياء الله ولا من أفعالهم . قال مع أنه قد تنفع الجن الأنس وقد تقدم له بعض الخدمة ونحو ذلك وهذا صحيح من حيث الواقع .

فالحاصل أن المقام فيه تفصيل : فإذا كان الاستخدام بطلب الخدمة من الجن المسلم فهذا وسيلة إلى الشرك.

ولا يجوز أن يعالج عند أحد يعرف منه أنه يستخدم الجن المسلمين وإذا كانت الجن تخدم بعض الناس بدون طلبه فإن هذا قد يحصل لكن لم يكن هذا من خلق أولياء الله ولا مما سخره الله جل وعلا لخاصة عباده فلا يسلم من هذا حاله من نوع خلل جعلت الجن تكثر من خدمته وإخباره بالأمور ونحو ذلك فالحاصل :

إن هذه الخدمة إذا كانت بطلب منه فإنها لا تجوز وهي نوع من أنواع المحرمات لأنه نوع استمتاع وإذا كانت بغير طلب منه فينبغي له أن يستعيذ بالله من الشياطين ويستعيذ بالله من شر مردة الجن لأنه قد يؤدي قبول خبرهم واعتماده إلى حصول الأنس بهم وقد يقوده ذلك الاستخدام إلى التوسل بهم والتوجه إليهم والعياذ بالله ..

فإذا تبين ذلك فإن خبر الجن عند أهل العلم ضعيف لا يجوز الاحتجاج به هند أهل الحديث وذكر ذلك أيضا الفقهاء وهذا صحيح لأن البناء على الخبر وقبوله : هو فرع من تعديل المخبر والجني غائب وعدالته غير معروفة وغير معلومة عند السامع فإذا بني الخبر عمن جاءه به من الجن وهو لم يره ولم يتحقق عدالتهم إلا بما سمع من خطابهم وهي لا تكفي فإنه يكون قد قبل خبر من يحتمل أنه فاسق ولهذا قال الله جل وعلا : ** يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ** الحجرات..

والذين يقبلون أخبار الجن وإعلام الجن لهم ببعض الحوادث تحصل منهم مفاسد متنوعة كثرة منها هنا جزمهم بصحة ما أخبرتهم به الجن فربما حصل بسبب ذلك مفاسد عظيمة من الناس الذين أخبروا بذلك فيكثر القيل والقال وقد تفرقت بعض البيوت من جراء خبر قارئ جاهل يزعم أن الذي فعل هذا هو فلان باعتبار الخبر الذي جاءه ويكون الخبر الذي جاءه من الجن خبرا كاذبا فيكون قد أعتمد على نبأ هذا الذي لا يعلم عدالته وبنا عليه وأخبر به فيحصل من جراءه فرقة واختلاف وتفرق وشتات في البيوت ونعلم أنه قد ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم رحمه الله تعالى أن إبليس ينصب عرشه على الماء ويبعث سراياه فيكون أحب جنوده إليه من يقول له فرقت بين المرأة وزوجها . وهذا من جملة التفريق الذي يسعى إليه عدو الله . بل الغالب أنه يكون من هذه الجهة فأحب ما يكون إلى عدو الله أن يفرق بين المؤمنين ولهذا جاء في الحديث الصحيح الذي رواه أيضا مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه مسلم قال: إن الشيطان أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم .

فهذه المسألة:

يجب على طلاب العلم أن يسعوا في إنكارها وبذل الجهد في إقامة الحجة على من يستخدم الجن ويتذرع بأن بعض العلماء أباح ذلك والواقع أن هذا العمل وسيلة من وسائل الشرك بالله جل وعلا..

واقرءوا أول كتاب تاريخ نجد لابن يشر حيث قال : ** إن سبب دخول الشرك إلى قرى نجد أنه كان بعض البادية إذا أتى وقت الحصاد أو أتى وقت خرف النخيل فإنهم يقطنون بجانب تلك القرى ومعهم بعض الأدوية والأعشاب فإذا كانوا كذلك فربما سألهم بعض جهلة تلك القرى حتى حببوا إليهم بعض تلك الأفعال المحرمة من جراء سؤالهم وحببوا إليهم بعض الشركيات أو بعض البدع حتى فشي ذلك بينهم فبسبب هؤلاء المتطببين الجهلة والقراء المشعوذين انتشر الشرك قديما في الديار النجدية وما حولها كما ذكر ابن غنام..

وقد حصل أن : [ بعض مستخدمي الجن كثر عنده الناس فلما رأى من ذلك صار يعالج علاجا نافعا فزاد تسخر الجن له حتى ضعف تأثيره فلما ضعف تأثيره ولم يستطيع مع الحالات التي تأتيه للقراءة أو للعلاج شيئا : صار تعلقه بالجن أكثر ولازال ينحدر ما في قلبه من قوة اليقين وعدم الاعتماد بقلبه على الجن حتى اعتمد عليهم شيئا فشيئا ثم حرفوه والعياذ بالله عن السنة وعما يجب أن يكون في القلب من توحيد الله وإعظامه وعدم استخدام الجن في الأغراض الشركية فجعلوه يستخدم الجن في أغراض شركية وأغراض لا تجوز بالاتفاق ].

فهذا الباب مما يجب وسده وكذلك يجب إنكار وسائل الشرك والغواية..

{وحكم من يستخدم الجن ويعلن ذلك ويطلب خدمتهم لمعرفة الإخبار فهذا جاهل بحقيقة الشرع وجاهل بوسائل الشرك وما يصلح المجتمعات وما يفسدها والله المستعان ) انتهى كلامه - حفظه الله تعالى

** التمهيد لشرح كتاب التوحيد ص:615..619**


وقال فضيلته في شرح نفس الكتاب: في باب ما جاء في الكهان ونحوهم :

واعلم أن أصناف الكهانة كثيرة جدا وجامعها الذي يجمعها :

( أن الكاهن يستخدم وسيلة ظاهرة عنده ليقنع السائل بأنه وصل إليه العلم عن طريق أمور ظاهرة كالنجوم أو عن طريق الخط أو عن طريق الطرق أو عن طريق الودع أو عن طريق الفنجان أو عن طريق الكف أو عن طريق النظر في الحصى أو عن طريق الخشب ونحو ذلك وهذه كلها وسائل يغر بها الكاهن من يأتيه.

وهي في الحقيقة وسائل لا تحصل العلم ولكن العلم جاءه عن طريق الجن وما هذه الوسيلة إلا لخداع الناس ولكي يضن الضان أنها تؤدي إلى العلم وأن هؤلاء أصحاب علم وفن بهذه الأمور، وفي الواقع هو لا يتحصل على العلم الغيبي عن طريق الخط أو عن طريق فنجان أو عن طريق النظر في البروج أو نحو ذلك وإنما يأتيه العلم عن طريق الجن وهو يظهر هذه الأشياء حتى يحصل على المقصود كي يصدق الناس أنه لا يستخدم الجن وأنه ولي من الأولياء وإلا كيف يستنتج المغيبات من هذه الأمور الظاهرة .

ويوجد في بعض البلاد كغرب أفريقيا وبعض شمالها وفي الشرق من يتعاطى بهذه الأشياء ويزعم أنه من الأولياء ويقول : إن الملائكة تخبره بكذا فهو لا يفعل الفعل إلا بإرشاد من الملائكة فالذي يفعل هذه الأفعال من الأمور السحرية أو الكهنية يعتبر في تلك البلاد من الأولياء ولهذا ترى بعض الشراح يذكر في مقدمة هذه الأبواب أن أولياء الله تعالى لا يتعاطون الشرك ولا يتعاطون مثل هذه الأمور ، فأولياء الله : مقيدون بالشرع وليسوا من أولياء الجن.. انتهى كلامه رحمه الله تعالى.. )


{ص :325التمهيد لشرح كتاب التوحيد**.


يقول أحد طلبة العلم - وفقه الله لكل خير - : ( من المعلوم في شريعة الإسلام أن العبرة بالدليل ، ولا عبرة لقول أحد كائنا من كان إذا خالف قوله نصوص الكتاب والسنة ، أو خالف ما كان عليه سلف الأمة ،وهؤلاء المعالجين إذا طُولب أحدهم بالدليل يقول : هناك كلام لشيخ الإسلام ابن تيمية ، وهو ربما لم يطلع عليه ، وإن كان قد اضطلع عليه تجده لم يفهمه ويعيه ، ورغم كل ذلك فالعبرة بالدليل ولا دليل يقدمونه سوى أنهم يبررون أعمالهم بكلام تناقلوه بدون فهم عن شيخ الإسلام رحمه الله ، ولكن ما ينسب إلي شيخ الإسلام لا يخلو من الزيادة أو الخطأ أو كليهما معا ، فيأتي أحدهم بفهمه الخاطئ ، لينصبه ميزانا يزن به كلام أهل العلم ، وقد تقدم من كلام شيخ الإسلام ما يرد ادعاءهم الكاذب ، ولكننا لا نخوض مع هؤلاء إلا بما تعلمنا من علمائنا ، وهو أننا نقدم أفهام العلماء ، على أفهامنا، وذلك لأننا أمرنا بالرجوع إليهم وإن كان في ما سبق كفاية . ولكن دأب آهل البدع المراوغة، ولذلك لا بأس من الإطالة ما دمنا نسوق كلام أهل السنة، فكلامهم بفضل الله يصدق بعضه بعضا.، وإليك أخي بعض كلام أهل العلم حول مراد شيخ الإسلام ابن تيمية في هذه المسألة من جهة وإتماما لمادة البحث من جهة أخرى وسترى أن كلام أهل العلم يسير في خط واحد وأنه يفسر بعضه بعضا وبه يزول اللبس والإشكال لمن أراد الحق إن شاء الله.

ثم ساق أقوال العلماء آنفة الذكر وعلق بالتالي :

وبعد ،،،

فهؤلاء ثلاثة من علماء الأمة المعاصرين يقررون حكم المسألة ويردون على المحتجين بما فهموه خطأ من كلام شيخ الإسلام ويبينون مراد الشيخ ويؤكدون على أن استخدام الجان كان خصوصية لنبي الله سليمان عليه وعلى رسول الله أفضل الصلاة والسلام ، ومن قبل ذلك ما جاء في نصيحة الشيخ الألباني والذي يقرر أن استخدام الجان كان خصوصية لنبي الله سليمان ويستدل بالحديث الذي استدل به الشيخ عبد الكريم ، إلى آخر ما سيق من كلام علمائنا الجهابذة الأفذاذ فهل نترك كلام علماء السنة الذين أمرنا بسؤالهم ، وإتباعهم والاسترشاد بأفهامهم ؟.فنترك العلماء ونذهب إلى الجهلة من المعالجين ؟،أو من يحرض على إتباع أباطيلهم ممن يدعي العلم من أهل البدع ؟؟؟

وهنا يأتي سؤال بديهي ألا وهو: من هو الأعلم والأقدر على فهم نصوص الكتاب والسنة وتفصيل وبيان المسائل العلمية وتأويل كلام أهل العلم المتقدمين وفهم المراد من أقوالهم ؟ هل هم العلماء الربانيون أهل السنة السلفيون ؟أم أصحاب الجن من المعالجين ؟؟؟ ) 0


* وقفة عند قول العلامة الشيخ محجمد بن صالح العثيمين - :

كل ما نقل عن الشيخ أنه نقل كلام شيخ الاسلام ابن تيمية - رحمه الله - وأنظر إلى قول الشيخ من خلال ما نقل عن أحد طلبة العلم :

يقول - وفقه الله لكل خير - : ( ولكي يبرروا أعمالهم الخاطئة ، وأفهامهم السقيمة ، يقعون في الكذب على أهل العلم ، وكما كذبوا ولا زالوا يكذبون عل شيخ الإسلام ابن تيمية ، فهم كذلك يفترون على الإمام الفقيه ابن عثيمين رحمه الله تعالى ويقولون بأن الشيخ ابن عثيمين يجيز العلاج باستخدام الجان ، وهم بذلك إما يجهلون أو يتجاهلون ، هذه المسألة وهي : ** من أحالك فقد برئت ذمته **، والشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى سئل فأحال السائل ، ولم يجب بنفي ولا إيجاب ، ولكنهم يصطادون في الماء العكر ، ومن كان هذا شأنه فنسأل الله أن يقينا شره ، وقد نقل الشيخ بدر العتيبي ردا دامغا على هذه المقولة وإليك نصها بتمامها :

** تنبيه : اشتهر عند الكثير أن شيخنا محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى يفتي بجواز استخدام الجن ، ويلبس دجال الحجاز بهذا في الفتوى لشيخنا في ذلك ، ومن قرأ الفتوى يرى بأن الشيخ حكى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.. وقد أخبرني الشيخ الثقة طارق بن شيهان الغويري بأنه سأل الشيخ محمد بن عثيمين قبل ذهابه للعلاج خارج المملكة أي فبل وفاته بمدة يسيرة ، وقال له : يا شيخ هناك من بقول بأنك تجيز استخدام الجن ؟. فالتفت الشيخ إليه وقال بغضب : [يكذبون علي] ، [يكذبون علي] مرتين ، أنا مجرد ناقل لكلام شيخ الإسلام ابن تيمية .، .. قال : وهذا هو الظن بشيخنا رحمه الله تعالى .** .أ.ه.


وكافة النقولات تؤكد وتبين بأن هناك من يلوي أعناق نصوص كلمات علماء الأمة للوصول إلى مبتغاهم 0

كلمة أخيرة : قد بينت بأن الاستعانة بالجن في الكفر كفر بالله عز وجل ، وأن الاستعانة بهم في الشرك شرك بالله عز وجل ، وأن الاستعانة بهم في البدعة بدعة محدثة ، وأن الاستعانة بهم في المعصية مصية لله عز وجل ، وأما الاستعانة التي نتحدث عنها فهي الاستعانة البريئة التي تخلو من كل ذلك ، إلا أن السواد الأعظم من علماء الأمة حرموها من باب القاعدة الفقهية :

( سد الذرائع )


ولذلك لا بد أن نقف الموقف الشرعي المتزن بحيث لا نرمي المستعين بالكفر ونحوه ، ونكتفي بأقوال العلماء فيهم 0

يقول شيخ الاسلام ابن تيمية - رحمه الله - : ( ج - ومن كان يستعمل الجن فيما ينهى الله عنه ورسوله إما في الشرك ، وإما في قتل معصوم الدم أو في العدوان عليهم بغير القتل كتمريضه وإنسائه العلم وغير ذلك من الظلم ، وإما في فاحشة كجلب من يطلب الفاحشة ، فهذا قد استعان بهم على الإثم والعدوان ، ثم إن استعان بهم على الكفر فهو كافر ، وإن استعان بهم على المعاصي فهو عاص : إما فاسق وإما مذنب غير فاسق ))( مجموع الفتاوى – 11 / 307 ) 0

بارك الله فيكم أخي الحبيب ( أحمد ) وأرجو أن أكزن قد وفقت في الاجابة على تساؤلكم الكريم ، وحياكم الله وبياكم مرة ثانية في منتداكم ( منتدى الرقية الشرعية ) وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
 

 

 

 


 

توقيع  أبو البراء
 
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة