ليت ضعفنا يتصل بقوته !!
ليتنا ندعو ربنا كثيراً، ليت ضعفنا يتصل بقوته، وفقرنا بغناه ، وعجزنا بقدرته،
لاشيء مثل الدعاء ، لأنه طلب المدد ممن يملكه ، والخير ممن هو بيده ، ولا يزال العبد في خير مادام يدعو، فإن تحقق المطلوب وإلا فا لعبودية والخيرة فيما أختار الله عز وجل ،
فإن اختيار الله لنا أحسن من اختيارنا لأنفسنا ، فإن أعطى فهو فضل ، وإن منع فهو عدل ، ولابد من الرضا بأحكام الله حلوها ، ومرها، خيرها وشرها ، فما يقع شيء إلا بإذنه ، والمصيبة أن يحجب العبد الدعاء فينساه ، ويغفل عنه ، فيبقى متعثراً، وإن حاجة أوجبت عليك الإنطراح على عتبات الربوبية ،لهي حاجة مباركة ، فا لزم الباب وأدم القرع ، وأدمن الوقوف ، وتحر الإجابة ، ولا تستبطئ الفرج ، ولا تيأس من روح الله ، واعلم أن مدة البلاء قصيرة ، ومن المحال الدوام على حال ، والدهر قُلَب ،
والليالي حبالى تلد كل عجيب وربك كل يوم هو في شأن ، وإذا أشتد الحبل انقطع ، وإن مع العسر يسرا ، والأيام دول ، وإذا بلغ الشيء حده انقلب إلى ضده .
المصدر : كتاب حدائق ذات بهجة