عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 27-11-2007, 06:38 AM   #17
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي


،،،،،،

بارك الله فيكم أخي الحبيب ( سليماني ) ، ما تأخر الرد إلا بسبب ضغط الأسئلة ، وأحببت أن أنوه إلى الدعاء وبخاصة : ( من محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم 000 ) ، وإليكم التفصيل :

عن خالد بن أبي دجانة ، قال : سمعت أبي أبا دجانة يقول : شكوت الى رسول الله ، فقلت : يا رسول الله بينما أنا مضطجع في فراشي ، إذ سمعت في داري صريرا كصرير الرحى ، ودويا كدوي النحل ، ولمعا كلمع البرق ؛ فرفعت رأسي فزعا مرعوبا ، فإذا أنا بظل أسود مولى يعلو ، ويطول في صحن داري فأهويت إليه فمسست جلده ، فإذا جلده كجلد القنفذ ، فرمى في وجهي مثل شرر النار ، فظننت أنه قد أحرقني ، وأحرق داري ، فقال رسول الله : عامرك عامر سوء يا أبا دجانة ورب الكعبة ! ومثلك يؤذى يا أبا دجانة ! ثم قال : ائتوني بدواة وقرطاس ، فأتي بهما فناوله علي بن أبي طالب وقال : أكتب يا أبا الحسن 0 فقال : وما أكتب ؟ قال : أكتب : بسم الله الرحمن الرحيم 0

هذا كتاب من محمد رسول رب العالمين ، إلى من طرق الدار من العمار ، والزوار ، والصالحين ، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن 0 أما بعد : فإن لنا ، ولكم في الحق سعة ، فإن تك عاشقا مولعا ، أو فاجرا مقتحما ، أو راغبا أو مبطلا ، هذا كتاب الله تبارك وتعالى ينطق علينا وعليكم بالحق ، انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ، ورسلنا يكتبون ما تمكرون ، اتركوا صاحب كتابي هذا ، وانطلقوا الى عبدة الأصنام ، وإلى من يزعم أن مع الله إلها آخر 0 ( لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون 0 يغلبون ( حم ) لا ينصرون ، ( حم عسق ) ، تفرق أعداء الله ، وبلغت حجة الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ( فسيكفيكهم وهو السميع العليم ) 00

قال أبو دجانة : فأخذت الكتاب فأدرجته وحملته الى داري ، وجعلته تحت رأسي وبت ليلتي فما انتبهت إلا من صراخ صارخ يقول : يا أبا دجانة ! أحرقتنا ، واللات والعزى ، الكلمات بحق صاحبك لما رفعت عنا هذا الكتاب ، فلا عود لنا في دارك ، وقال غيره في أذاك ، ولا في جوارك ، ولا في موضع يكون فيه هذا الكتاب 0

قال أبو دجانة : فقلت لا ، وحق صاحبي رسول الله لأرفعنه حتى أستأمر رسول الله قال أبو دجانة : فلقد طالت علي ليلتي بما سمعت من أنين الجن وصراخهم وبكائهم ، حتى أصبحت فغدوت ، فصليت الصبح مع رسول الله وأخبرته بما سمعت من الجن ليلتي ، وما قلت لهم 0 فقال لي : يا أبا دجانة ارفع عن القوم ، فوالذي بعثني بالحق نبيا إنهم ليجدون ألم العذاب الى يوم القيامة ) ( اخرجه البيهقي في دلائل النبوة- 7/119–120، وذكره ابن الجوزي في تذكرة الموضوعات– ص 211 ، والسيوطي في اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة – 2 / 347 ) 0


وهو من الآثار والمرويات الضعيفة والموضوعة التي أوردها بعض الكتاب والمؤلفين في كتبهم ، والسؤال ، هل يجوز أن يلجأ لمثل هذه الآثار في الرقية الشرعية ، وما هو موقفنا من ذلك 0

سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن حكم الاعتماد في الرقية الشرعية على بعض الآثار الضعيفة التي لا تتعارض مع الأسس والقواعد العامة للرقية والتي لا تخالف في مضمونها حديث رسول الله : ( اعرضوا علي رقاكم 000 الحديث ) ؟؟؟

فأجاب – حفظه الله – : ( يجوز للراقي أن يدعو بما تيسر من الأدعية النافعة ولو لم تكن مأثورة ، فإن باب الدعاء مفتوح لعموم الأدلة كقوله تعالى : ( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً 000 ) ( سورة الأعراف – جزء من الآية 55 ) ، حيث لم يحدد لهم أدعية خاصة يقتصرون عليها ، وقد كان النبي يقر أصحابه على أدعية وأذكار وأوراد يستحسنها منهم حتى أخبر بأن الملائكة تبتدرها أيهم يكتبها أول ، فيدخل في ذلك أدعية الرقية التي يكون لها تأثير ونفع وتكون موافقة للشرع سالمة من الشرك ووسائله ، ولهذا قال النبي صلى اله عليه وسلم : ( اعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب السلام ( 64 ) – برقم 2200 ) رواه مسلم ، وأقر كثيرا من أصحابه على الرقى التي كانوا يرقون بها حيث كانت جائزة ، وقال صلى اله عليه وسلم : ( من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب السلام ( 61 ، 62 ، 63 ) - برقم 2199 ) فإذا كان هذا في الرقية التي يستحسنونها فبطريق الأولى ما رويت مرفوعة ولو كانت بسند ضعيف مثل حديث الرقية بقوله : ( ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك 00 الخ ) ( السلسلة الصحيحة 472 ) رواه أبو داوود ، وغيره من الأحاديث التي قد جربت فنفعت ولم يكن فيها محذور بل هي موافقة لأهداف الشريعة ، وفيها دعوات طيبة وثناء على الله تعالى وتوسل بأسمائه وصفاته واستعاذة به من الشرور والآفات ، فلا مانع من الرقية بها ، وإن كان استعمال الآيات والأحاديث الصحيحة والأدعية المأثورة أولى أن يقتصر عليه ، لكن لا بأس بالزيادة مما لا محذور فيه من أدعية وأوراد مباحة والله أعلم ) ( المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي الصرع والسحر والعين - فتوى مكتوبة بتاريخ 24 شعبان سنة 1418 هـ ) 0

وأخلص من بحث هذه المسألة للأمور الهامة التالية :

1)- الأولى أن يعتمد في قضايا الرقية الشرعية على كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى اله عليه وسلم والآثار الثابتة الصريحة عن خلفائه وصحابته والتابعين وسلف الأمة ، لما فيها من الخير العظيم وهي كثيرة ولله الحمد والمنة 0

2)- لا بأس باللجوء لهذه الآثار ، باعتبار أنها لا تتعارض مع الحديث الثابت الذي رواه عوف بن مالك - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى اله عليه وسلم حيث قال : ( اعرضوا علي رقاكم ، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب السلام ( 64 ) – برقم 2200 )، مع ملاحظة واستدراك النقاط التالية :


أولاً : أن هذه الآثار ضعيفة أو موضوعة ونقل ذلك للغير وتنبيههم لذلك ، خاصة إن كانت تلك الآثار متعلقة ببعض آيات الرقية من كتاب الله عز وجل 0

ثانياً : أن لا يعتقد بها دون سواها من آيات القرآن العظيم 0

ثالثاً : عدم التقيد بها وتخصيصها وتحديدها في العلاج ، وقد سبق الإشارة لذلك في بداية هذا الفصل ، وإيضاح أن القرآن العظيم جملة وتفصيلا خير وشفاء ، بإذن الله تعالى 0


3)- عدم الإنكار على من يستخدمها في الرقية والعلاج بالضوابط التي تم الإشارة إليها في البند الأول ، خاصة أنها لا تتعارض مع الأسس الصحيحة للرقية الشرعية ، وفيها لجوء وتضرع وإنابة لله سبحانه وتعالى وحده ، واعتبار ذلك من قبيل الدعاء المباح 0

يقول الأخ فتحي الجندي : ( هذا وأمر الرقية يشبه الدعاء ، فالدعاء بالمأثور وإن كان أولى إلا أن الدعاء بغير المأثور مباح بلا خلاف : ما لم يحو محرما ، أو يؤدي إلى محرم 0 كما جاء في بعض الأحاديث ) 0

وقد أورد بعض الأحاديث الدالة على هذا المفهوم إلى أن قال : ( من أجل هذا نقول أن الدعاء بغير المأثور وإن كان مباحا إلا أنه يجب إلا يشتمل على محرم ، وإلا يكون ذريعة لمحرم : كهجر الدعاء بالمأثور مثلا ، ولأنه من باب استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير ، وعليه فتحري المأثور أولى وأسلم في الدعاء والرقية على السواء ) ( النذير العريان - باختصار - ص 187 - 188 ) 0


4)- لا يجوز مطلقا الأخذ بالرؤى والمنامات والاحتجاج بها وحدها ، لأنها لا ضابط لها ، إذ لا مانع أن يزعم كل صاحب هوى أنه قد رأى رؤيا ، أو أن أحد الصالحين قد رأى رؤيا بكذا وكذا ويدعي أي دعوى 0 وما أسهل الدعوى لترويج البدع والمنكرات بل والشركيات التي تتصادم مع النصوص الشرعية تصادما مباشرا 0

5)- قد سبق الحديث مفصلا عن موضوع استخدام المداد المباح وخلاصة بحث هذه المسألة يتلخص في إباحة ذلك مع أن الأولى تركه والاعتماد على النصوص الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة ، وهذه الإباحة لا تعني مطلقا تخصيص بعض الآيات أو الأحاديث دون غيرها من النصوص الأخرى إلا ما ثبت عن بعض أعلام الأمة 0

6)- أما من جهة تعليق التمائم ووضعها تحت الوسادة ونحوه ، فهذا العمل لا يجوز مطلقا ، وقد سبق الإشارة والحديث عن ذلك مفصلا في كتابي الموسوم ( فتح الحق المبين في أحكام رقى الصرع والسحر والعين ) تحت عنوان ( التمائم وأحكامها الشرعية ) فلتراجع 0

7)- عرض تلك الآثار على أهل العلم للتأكد من عدم احتوائها على بعض الجزئيات التي تتعارض مع العقيدة الصحيحة ، خاصة أنها آثار ضعيفة أو موضوعة قد تحتوي على أمور معينة دقيقة ، تخفى على كثير من الناس وقد تخل بالعقيدة وتخدشها ، فيجب الحذر من ذلك والتنبيه إليه 0


قال الدكتور علي بن نفيع العلياني : ( وأما إذا جرب إنسان رقية غير التي وردت عن الرسول صلى اله عليه وسلم ، فتبين له فائدتها ولم يكن فيها محذور من المحاذير الشرعية ، فالظاهر - والله أعلم - جوازها لما يلي :

1)- إن التداوي بالرقى من جنس التداوي بالأدوية الطبيعية المركبة من الأعشاب ونحو ذلك ، وهذه مبنية على التجربة البشرية ويستفيد فيها الناس بعضهم من بعض 0

2)- لقد ورد عن الرسول صلى اله عليه وسلم عدة أحاديث تدل على أنه أقر بعض الصحابة على رقية تعلموها من غيره لما تبين له ، عليه الصلاة والسلام ، بأنها خالية من الشرك ) ( الرقى على ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة - بتصرف - 47 - 51 ) 0


وقبل أن أنهي هذا الموضوع أود الإشارة لمسألة هامة تتعلق بمعظم المظاهر المنحرفة عن منهج الكتاب والسنة لدى بعض المعالجين ممن يتتبعون بعض الفتاوى لعلماء أجلاء فيتلقفونها وتصبح لديهم قنطرة يعبروا عليها فيحسنوها ويزينوها في نظر الآخرين مع أن أصل تلك الفتاوى مخالف للصواب ويحتاج لوقفة وإعادة نظر ، فكل يؤخذ من كلامه ويرد عليه إلا المعصوم - رسول الله صلى اله عليه وسلم وأنقل في ذلك كلاما للشوكاني - رحمه الله - معقبا على الأقوال الساقطة والمتناقضة في بيان حد التواتر ، ومع شدة الكلمات والمعاني التي يطلقها الشوكاني إلا أنها هامة وتعبر أيما تعبير على الواقع المؤلم الذي نعيشه اليوم حيث يقول :

( ويا لله العجب من جري أقلام أهل العلم بمثل هذه الأقوال ، التي لا ترجع إلى عقل ولا نقل ، ولا يوجد بينها وبين محل النزاع جامع ، وإنما ذكرناها ليعتبر بها المعتبر ويعلم أن القيل والقال قد يكون من أهل العلم في بعض الأحوال من جنس الهذيان ، فيأخذ عند ذلك حذره من التقليد ، ويبحث عن الأدلة التي هي شرع الله الذي شرعه لعباده ، فإنه لم يشرع لهم إلا ما في كتابه ، وسنة رسوله صلى اله عليه وسلم ) ( ارشاد الفحول - ص 48 ) 0

إن خطورة استخدام بعض الطرق غير الشرعية في مجال الرقية أدى إلى النظرة القاتمة لهذا العلم وأهله ، فأصبحت النظرة يشوبها الشك والريبة بل وصل الأمر إلى القذف والتشهير ، وأختم هذا العنوان بكلام جميل للأستاذ خليل ابراهيم أمين يقول فيه :

( بعض الناس يتخذ وقوع الأخطاء من قبل الرقاة ذريعة لمحاربة الرقية ووصم الجميع بما ليس فيهم وينادي بمنع أمر شرعي يترتب عليه من المفاسد ما يلي :

أ - تعطيل سنة ثابتة عن النبي صلى اله عليه وسلم ، فقد ثبت أنه رقى ورقي وأمر بالرقية ، فتحقق بذلك أمره وفعله وإقراره عليه الصلاة والسلام 0

ب - حرمان الكثير من الاستفادة بأمر أباحه الشارع في التداوي بالرقية الشرعية 0

ج - إذا منع المشروع اتجه الناس إلى الممنوع ، والممنوع منه ما هو كفر وشرك ومنه ما هو بدعة ) ( الرقية والرقاة – ص 10 ) 0


والسؤال الذي يطرح نفسه تحت هذا العنوان هو : ما هي الأسباب التي تجعل المعالج يقع في مثل هذه الأخطاء ؟؟؟

يجيب على ذلك الأستاذ إبراهيم عبدالبر حيث يقول :

( وتتلخص الإجابة على هذا السؤال في أربع نقاط هي :

أولا : دخول هذا المجال عن جهل في الدين بالأمور الشرعية فلو أن المعالج عنده علم شرعي كافي ما وقع في مثل هذه الأمور 0

ثانيا : سرعة التعجل بالخوض في هذا المجال بدون خبرة وممارسة فلو أن المعالج مارس هذا الأمر على أيد دوي الخبرة في هذا المجال ، ممن يحسن الظن بهم ، لعلم منهم الحق والباطل في هذا الأمر ، ولعلم منهم كيفية تصريف الأمور بصورة شرعية في هذا المجال 0

ثالثا : اعتماد الكثير من المعالجين على وصفات يصفها لهم الجن ، ولقد شرحنا ذلك تفصيلاً 0

رابعا : الاعتماد على العقل ، وعدم تحكيم شرع الله عز وجل ، فإن المعالج يحكم عقله فيما يريد أن يفعله ، ونسي أن هذا الأمر مبني على الشرع ولا يجوز في أمور الشرع أن يفعل فيها الإنسان أي أمر إلا بدليل000 ) ( الرد المبين على بدع المعالجين وأسئلة الحائرين – ص 210 – 211 ) 0


قلت : وهذا الأمر يتعلق بالأمور التأصيلية الخاصة بعلم الرقى وعالم الجن والشياطين ، أما الجوانب الحسية فلا بأس بتحكيم العقل فيها خاصة إذا ثبت لها نفع مع توفر الشروط التي تجيز استخدامها ، ومن أهمها عرضها على العلماء الأجلاء ليحكموا على صحة أو خطأ استخدامها والله تعالى أعلم 0

هذا ما تيسر لي أخي الحبيب ( سليماني ) ، زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
 

 

 

 


 

توقيع  أبو البراء
 
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة