الموضوع: الـــصوفيـــة
عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 30-05-2006, 11:07 AM   #4
معلومات العضو
القطوف الدانيه

افتراضي

- مظـــاهر تقديس الأموات في الفكر الصوفي

إن من مظاهر تقديس الأموات والغلو فيهم أنه يعتقد - وهذا ما يفعله المتصوفة - أن الميت ولياً كان ام نبياً لا بد وأن يرجع إلى الدنيا ، وأنه متى أراد أن يعود إلى بيته عاد وكلم أهله وذويه ، وتفقد اتباعه ومريديه ، وربما أعطاهم اوراداً !! إلى غير ذلك مما يعبر عن عقيدة موغلة في الجهل بعيدة كل البعد عن عقيدة الإسلام الخالصة .
ومظاهر عقيدة الرجعة عند الصوفية تتمثل في إعتقادهم بإمكان مقابلة الرسول بعد موته يقظة وانه صلى الله عليه وسلم يحضر بعض إجتماعات الصوفية وإنه ما زال يعطي بعض المعارف والتشريعات لمن يشاء من العباد .
ويوغل المتصوفة كثيراً في تقديس الأموات وهذا يتضح من خلال تقديس المشاهد والبناء والقبور وتجصيصها وإتخاذها مساجد ، وقد تساهل المسلمون في ذلك كثيراً حتى نجد أنها عمت كثيراً في بلاد المسلمين دون وعي بنتائج ذلك والتي من أهمها : إن تقديس المشاهد والبناء على القبور صار شائعاً وكأنه معلم من معالم الدين الإسلامي ، وأن تقديسها ذريعة إلى الشرك، حيث أدى البناء على القبور وتعليتها وتزيينها إلى إتخاذها معابد وشرعت لها مناسك كمناسك الحج ، كذلك فإن تقديس المشاهد اساءة للإسلام عند من لا علم به بتعاليمه ، فنجد أن وسائل الأعلام الحاقدة على الإسلام تنقل وتقدم هذا التقديس على أنه صورة الإسلام !! وبالتالي ما الفرق بين عبدة الأوثان والصليبيين وهؤلاء ؟ كما يضاف إلى نتائج إتخاذ القبور وتقديس المشاهد هو إنتشار البطالة في العالم الإسلامي بسبب العكوف على القبور واتخاذها مصدراً إقتصادياً .

- الكرامـــات عند الصوفيـــة

إن أول إنحراف صوفي يلقاه الباحث عندما يقرأ أي كتاب من كتب التراث الصوفي هو إعتمادهم الكلي على الخوارق ، وإهتمامهم في مناهجهم على المبالغة في نشر خوارق الشيوخ ، وتركيزهم على إختلاق القصص الخيالية ، وأساطير كثيرة بالية ليرفعوا بها ما للشيوخ والأولياء من مكانة ومنزلة في نفوس الأتباع ، ويحملوهم على الإذعان لهم وتقديسهم وتعظيمهم لدرجة العبادة فكان من نتائج هذا الإهتمام أن حملوا شيوخهم على طرق كل باب بحثاَ عن الخوارق لعلمهم أن الصوفي كل ما كان اكثر خوارق وأشد اتصافاً بالمدهشات كان أعظم عند الناس في باب الولاية والقرب

ومن الصور الحسية لإهتمام الصوفية بموضوع الكرامات : يقول السراج الطوسي في كتابة
( اللمع لإثبات الآيات والكرامات ) : من زهد في الدنيا أربعين يوماً صادقاً من قلبه مخلصاً في ذلك ، ظهرت له الكرامات . ويذكر القشيري في رسالته على خوارق شيوخ الصوفية عندما سرد غرائب أحوالهم وقدراتهم على التعرف ، والصوفية يبادرون إلى نسبة كل غريب صادر من شخص معروف او مجهول بأنه كرامة ولي ، ويعترفون أنهم يعتمدون على الجن في كثير من خوارقهم حيث نقل عن الجنيد أن الجن كانت تؤنسه وتعينه في أسفاره وغيرها .

وأنصار الفكر الصوفي لا يتصورون ولاية دون خوارق فقد ركبوا كل صعب وذللوا وطرقوا كل باب مسدود ، وذهبوا كل مذهب في سبيل نسج القصص وإختلاق الروايات ، وجمع الأساطير ، ظناً منهم بأن ذلك جالب للإحترام وموجب للتقديس عند الخاص والعام .

وسوف نستعرض بعضاً من كرامات أولياء التصوف المعروفة في كتبهم ، وذلك حتى يعلم القارئ إلى أي مدى وصل الخيال والدجل بهؤلاء ، وكيف أن الحرص على الجاه ، وكسب تقديس الآخرين يمكن أن يقضي على ( الحياء والمروءة وكل القيم ) .
يتحدث الشعراني عن أحد الأولياء إذا شاروه إنسان في شئ قال : أمهلني حتى أسأل جبريل ، ثم يقول له بعد ساعة : أفعل أو لا تفعل حسب ما يقوله له جبريل !!! حسب زعمه ... وعن ولي آخر يدعي أن الله لا يحدث شيئاً في العالم إلا بعد أن يعلمه بذلك على سبيل الإستئذان ...وهناك ولي آخر من المجاذيب تبعه جماعة من الصبيان يضحكون عليه فقال : يا عزرائيل إن لم تقبض أرواحهم لأعزلتك من ديوان الملائكة ، فأصبحوا موتى أجمعين ! ومن قصصهم المستغربة التي لا تروج إلا على الجهلة والمهووسين أن ولياً من اوليائهم كان يختم القرآن 360 ألف ختمة في اليوم والليلة وهذا ..... الخ من هذه الخزعبلات الساذجة .

ومن أعجب كراماتهم المدونة ما يتعلق بحياتهم الخاصة فنجدهم مثلاً يتحدثون عن ولي مكث أربعين سنة لم ياكل ولم يشرب وآخر ينام سبع عشرة سنة وآخر يقول لعصاه التي يتوكأ عليها : كوني ؟إنساناً فتكون إنسان فيرسلها تقضي له الحوائج ثم تعود كما كانت ...

إن من المعروف عند المسلمين أن الكرامة لا تكون معصية لله ولا مخالفة للشريعة ولكن أصحاب الفكر الصوفي فلا تنحصر كراماتهم في مجال الطاعات ولا تتقيد بالصالحات فلا مانع عندهم أن تكون الكرامة خارقة لقواعد الشريعة الإسلامية هاتكة لحرمتها وهناك نماذج لذلك من أهمها كرامة السرقة والتزوير فيقول الدباغ : إن الولي صاحب التصرف يمد يده إلى جيب من شاء فيأخذ منه ما شاء من الدراهم وذو الجيب لا يشعر ، وكرامة الرقص مع الأجنبيات وكرامة مباشرة الأجنبيات والإطلاع على العورات وكرامة التعري أمام الناس ... الخ

ولولا أنه يوجد في الأمة الإسلامية إلى اليوم جماهير تدافع عن الفكر الصوفي وتدعوا إليه بحماس لما عرضنا مثل هذه السخافات ولعل الذي يقف على هذا يدرك قيمة هذا الفكر الذي حقه أن يدفن ولا ينشر
إن التصوف عبر تاريخه الطويل هو إنحراف عن منهج الله ، إنه خليط من الفلسفات والأفكار البائدة الشركية ولعل تغليب جانب العبادة عندهم أدى في كثير من الأوقات إلى عدم الإهتمام بالعلم كما وصفهم به كبار النقاد كإبن الجوزي ، وهذا البعد عن العلم مع الحرص على العبادة أدى بهم إلى إبتداع شعائر وطقوس هي عمدة من جاء بعدهم من أهل التصوف ، وقد أدرك أعداء الإسلام ذلك فحاولوا أن يشوهوا الإسلام ويقضوا على صفاء عقيدة التوحيد ، ويجعلوا المسلمين يركنون إلى السلبية حتى لا تقوم لهم قائمة
وعلى الرغم من صعوبة تحديد المراد بالطريقة والوصول لمفهوم موحد لجميع الطرق الصوفية إلا إننا نستعرض بعضاً من المعاني التي وردت حول الطريقة الصوفية فمنها أن الطريقة الصوفية تعنى النسبة أو الإنتساب إلى شيخ يزعم لنفسه الترقي في ميادين التصوف والوصول إلى رتبة الشيخ المربي ويدعي لنفسه رتبة صوفية من مراتب الأولياء ، كما أنها تعني : أن يختار جماعة من المريدين شيخاً لهم يسلك بهم رياضة خاصة بهم على دعوى وزعم تصفية القلب لغاية الوصول إلى معرفة الله .

كما وصفها الشيخ أبو بكر الجزائري بقوله : إنها تعني إتصال المريد بالشيخ وارتباطه به حياً أو ميتاً وذلك بواسطة ورد من الأذكار يقوم بها المريد بإذن من الشيخ أول النهاروآخره ويلتزم به بموجب عقد بينه وبين الشيخ ، وهذا العقد يعرف بالعهد وصورته أن يتعهد الشيخ بأن يخلص المريد من كل شدة ويخرجه من كل محنة متى ناداه مستعيناً به ، كما يشفع له يوم القيامة في دخول الجنة ، ويتعهد المريد بأن يلتزم بالورد وآدابه فلا يتركه مدى الحياة كما يلتزم بلزوم الطريقة وعدم استبدالها بغيرها من سائر الطرق .
والتصريح بضمان الجنة للمريد أمر مشهور عندهم وهو أكبر من مجرد الشفاعة يوم القيامة ، أحد مشايخ الصوفية وهو الشيخ التيجاني يقول : وليس لأحد من الرجال أن يدخل كافة أصحابه الجنة بغير حساب ولا عقاب ولو عملوا من الذنوب ما عملوا بلغوا من المعاصي ما بلغوا إلا أنا وحدي .
وهناك تنافس محموم بين الطرق الصوفية لجذب المريدين ولذلك فإن كل طريقة تحاول أن يكون لها ذكر خاص تنفرد به عن سائر الطرق ، وأن يكون لهذا الذكر خاصة ولكل طريقة مشاعر خاصة من حيث لون العلم والخرقة وطريقة الذكر ونظام الخلوة ، والطرق التي يتوارثها الأبناء من الآباء وذلك أن الطريقة التي تستطيع جلب عدد كبير من المريدين والتابعين تصبح بعد مدة إقطاعية دينية تفد الوفود إلى رئيس شيخها من كل ناحية ، وتأتيه الصدقات والهبات والبركات من كل حدب وصوب وحيثما حل الشيخ في مكان ذبحت الطيور والخرفان وأقيمت الموائد ، ولذلك فإن أصحاب الطرق الصوفية اليوم يقاتلون عنها بالسيوف .
............. ( يتبــــــــــــع )

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة