عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 30-04-2007, 09:59 AM   #7
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي




بارك الله فيكم أخي الحبيب ( صقر الرحمن ) ، أقف وقفات مع ما تفضلتم به وهو على النحو التالي :

قلت - وفقكم الله لكل خير - : ( أنا لما طلبت الاستدلال بالكتاب والسنة فقط كنت أعلم أقوال العلماء جميعها، فلم أكن بحاجة إلى إعادة سرد أقوالهم، ولكن أردت الدليل على كلام العلماء من الكتاب والسنة، فكلام العلماء في المسألة مجرد اجتهاد يصيب ويخطئ، ولا يصح التحزب لرأي ما لم يكن له شاهد من الكتاب والسنة، لأن التحزب هو جزم بصحة قول أو ترجيحه على قول آخر، وهذا يخالف المنج السلفي وينسفه نسفا من أساسه، لأن المنهج السلفي هو ( الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة ) ، فإن لم يكن لفهم السلف دليل فهو اجتهاد يصيب ويخطئ ) .


قلت وبالله التوفيق : إن كان القصد من كلامك الدليل النقلي الصريح الصحيح فيما يتعلق بقضايا الغيب فهذا هو منهج السلف رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ، أما إن كان القصد العموم فقد جانبت الصواب ، فالعلماء ورثة الأنبياء ، ومن هنا حري بنا أن نبين لك الموقف عموماً من ( اختلاف العلماء ) ، وأحيلك بذلك إلى الشيخ محمد بن صالح المنجد يجيب فيه على السؤال التالي :

إذا كانت هناك مسألة ما ، وفيها أكثر من فتوى شرعية ، فتوى تقول بالتحليل ، وفتوى تقول بالتحريم ، وفتوى ما بين بين ، فالمسلم أي شيء يختار ، وخاصة في الأمور المستحدثة ، والتي يدخل فيها القياس ، والاجتهاد ، والتي لا نص فيها ، وما موقف ما يقول إنها فتوى عالم ، وهو المسؤول عنها ، وإنها معلقة في رقبته 0

وما موقف من يتتبع رخص العلماء ، وتسهيلات العلماء ورخصهم ؟ ويقولون إنهم هم هؤلاء أهل العلم والذكر وهذه فتواهم وهم أعلم منا بذلك ، وقد تكون فتواهم معارضة لفتوى شيوخ وعلماء آخرين في نفس الدولة أو في دول أخرى ، فأي منهم نتبع ؟ وكيف لنا السبيل أن نعرف الصحيح وغير الصحيح ؟ مع العلم أن عامة الناس ليس لديهم العلم الكافي للحكم على صحة هذه الفتوى التي تصدر من عالم أو مفتي ويعارضها علماء آخرون ؟؟؟

الجواب : ( الحمد لله ، قبل الجواب على هذا السؤال الهام ، لا بد أولاً من بيان الشروط التي يجب أن تتوفر في المفتي حتى يكون من أهل العلم الذين تعتبر أقوالهم ، ويعد خلافه خلافا بين العلماء ، وهي شروط كثيرة ، ترجع في النهاية إلى شرطين اثنين وهما :

1. العلم . لأن المفتي سوف يخبر عن حكم الله تعالى ، ولا يمكن أن يخبر عن حكم الله وهو جاهل به .
2. العدالة . بأن يكون مستقيما في أحواله ، ورعا عفيفا عن كل ما يخدش الأمانة . وأجمع العلماء على أن الفاسق لا تقبل منه الفتوى ، ولو كان من أهل العلم . كما صرح بذلك الخطيب البغدادي .

فمن توفر فيه هذان الشرطان فهو العالم الذي يعتبر قوله ، وأما من لم يتوفر فيه هذان الشرطان فليس هو من أهل العلم الذين تعتبر أقوالهم ، فلا عبرة بقول من عُرف بالجهل أو بعدم العدالة .
الخلاف بين العلماء أسبابه وموقفنا منه للشيخ ابن عثيمين ص: 23 .
فما هو موقف المسلم من اختلاف العلماء الذين سبقت صفتهم ؟؟؟
إذا كان المسلم عنده من العلم ما يستطيع به أن يقارن بين أقوال العلماء بالأدلة ، والترجيح بينها ، ومعرفة الأصح والأرجح وجب عليه ذلك ، لأن الله تعالى أمر برد المسائل المتنازع فيها إلى الكتاب والسنة ، فقال : (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) النساء/59. فيرد المسائل المختلف فيها للكتاب والسنة ، فما ظهر له رجحانه بالدليل أخذ به ، لأن الواجب هو اتباع الدليل ، وأقوال العلماء يستعان بها على فهم الأدلة .
وأما إذا كان المسلم ليس عنده من العلم ما يستطيع به الترجيح بين أقوال العلماء ، فهذا عليه أن يسأل أهل العلم الذين يوثق بعلمهم ودينهم ويعمل بما يفتونه به ، قال الله تعالى : ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) الأنبياء/43 . وقد نص العلماء على أن مذهب العامي مذهب مفتيه .
فإذا اختلفت أقوالهم فإنه يتبع منهم الأوثق والأعلم ، وهذا كما أن الإنسان إذا أصيب بمرض – عافانا الله جميعا – فإنه يبحث عن أوثق الأطباء وأعلمهم ويذهب إليه لأنه يكون أقرب إلى الصواب من غيره ، فأمور الدين أولى بالاحتياط من أمور الدنيا .
ولا يجوز للمسلم أن يأخذ من أقوال العلماء ما يوافق هواه ولو خالف الدليل ، ولا أن يستفتي من يرى أنهم يتساهلون في الفتوى .
بل عليه أن يحتاط لدينه فيسأل من أهل العلم من هو أكثر علماً ، وأشد خشية لله تعالى ) ( الخلاف بين العلماء للشيخ ابن عثيمين 26 . لقاء منوع من الشيخ صالح الفوزان ص: 25، 26 ) 0

وهل يليق – يا أخي - بالعاقل أن يحتاط لبدنه ويذهب إلى أمهر الأطباء مهما كان بعيدا ، وينفق على ذلك الكثير من الأموال ، ثم يتهاون في أمر دينه ؟! ولا يكون له هَمٌّ إلا أن يتبع هواه ويأخذ بأسهل فتوى ولو خالفت الحق ؟! بل إن من الناس – والعياذ بالله – من يسأل عالماً ، فإذا لم توافق فتواه هواه سأل آخر ، وهكذا حتى يصل إلى شخص يفتيه بما يهوى وما يريد ‍‍!!
وما من عالم من العلماء إلا وله مسائل اجتهد فيها ولم يوفق إلى معرفة الصواب ، وهو في ذلك معذور وله أجر على اجتهاده ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ ، وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ ) البخاري (7352) ومسلم (1716) .
فلا يجوز لمسلم أن يتتبع زلات العلماء وأخطاءهم ، فإنه بذلك يجتمع فيه الشر كله ، ولهذا قال العلماء : من تتبع ما اختلف فيه العلماء ، وأخذ بالرخص من أقاويلهم ، تزندق ، أو كاد .اهـ . إغاثة اللهفان 1/228 . والزندقة هي النفاق .
نسأل الله تعالى أن يلهمنا رشدنا ، ويوفقنا للعلم النافع والعمل الصالح .
والله أعلم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ) ( الإسلام سؤال وجواب – الشيخ محمد بن صالح المنجد – سؤال رقم 22652 ) 0


الآن أعود إلى مسألة القول في المسألة وقد بينت وكررت لك ذلك فلربما فاتك قراءة ما كتبت ولهذا تجد أن التكرار ينفع البعض فبينت الآية الكريمة ونقلت ما ذكره علماء الأمة الأجلاء وبينت أن الذي تفرد بقول رؤية الجن فيما نقل هو الامام الشوكاني – رحمه الله – ومن هنا لم يكن ذلك تحزباً بقدر ما قد سار وفق النص القرآني الكريم وكذلك أقوال المفسرين المعتبرين من أهل السنة والجماعة ، ولذلك وجب تذكريكم ثانية بقول الدكتور عبدالكريم نوفان عبيدات : ( ويتبين لنا – بعد أن ساق آراء الفقهاء في مسألة رؤية الجن وتشكلهم – أن الحق مع الفريق الذي قال بوقوع رؤيتهم للأنبياء مطلقا ولغيرهم عند تمثلهم ، وهو ما عليه الأكثرية من العلماء ، وهو القول الذي تدعمه النصوص الثابتة من السنة النبوية ، وهو الذي تشهد له التجربة مع كثير من الناس ) ( عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة – ص 42 ) 0

فأين الآن اعتراضكم الكريم ؟؟؟

أما قولكم – وفقكم الله لكل خير - : ( وعليه فقولكم بأن الجن لهم خلقة خاصة مجهولة المعالم أو معلومة، إما له أصل في الكتاب والسنة ) 0


قلت وبالله التوفيق : نعم هذا هو الأصل الذي بينته لنا النصوص النقلية الصريحة الصحيحة ، وإليكم الدليل :

يقول تعالى في محكم التنزيل : ( طلعها كأنه رؤوس الشياطين ** 0

يقول ابن كثير في تفسير القرآن العظيم : ( طلعها كأنه رؤوس الشياطين ) تبشيع لها وتكريه لذكرها قال وهب بن منبه شعور الشياطين قائمة إلى السماء وإنما شبهها ** رؤوس الشياطين ** وإن لم تكن معروفة عند المخاطبين لأنه قد استقر في النفوس أن الشياطين قبيحة المنظر وقيل المراد بذلك ضرب من الحيات رؤوسها بشعة المنظر وقيل جنس من النبات طلعه في غاية الفحاشة وفي هذين الاحتمالين نظر وقد ذكرهما ابن جرير والأول أقوى وأولى والله أعلم وقوله تعالى ) ( تفسير القرآن العظيم - 4 / 15 ) 0

قال الطبري – رحمه الله - : ( وقوله " طلعها كأنه رؤوس الشياطين " يقول تعالى ذكره : كأن طلع هذه الشجرة يعني شجرة الزقوم في قبحه وسماجته رءوس الشياطين في قبحها وذكر أن ذلك في قراءة عبد الله إنها شجرة نابتة في أصل الجحيم كما حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة قوله ** طلعها كأنه رؤوس الشياطين ** قال : شبهه بذلك فإن قال قائل : وما وجه تشبيهه طلع هذه الشجرة برءوس الشياطين في القبح ولا علم عندنا بمبلغ قبح رءوس الشياطين وإنما يمثل الشيء بالشيء تعريفا من الممثل الممثل له قرب اشتباه الممثل أحدهما بصاحبه مع معرفة الممثل له الشيئين كليهما أو أحدهما ومعلوم أن الذين خوطبوا بهذه الآية من المشركين لم يكونوا عارفين شجرة الزقوم ولا برءوس الشياطين ولا كانوا رأوهما ولا واحدا منهما ؟
قيل له : أما شجرة الزقوم فقد وصفها الله تعالى ذكره لهم وبينها حتى عرفوها ما هي وما صفتها فقال لهم ** شجرة تخرج في أصل الجحيم * طلعها كأنه رؤوس الشياطين ** فلم يتركهم في عماء منها وأما في تمثيله طلعها برءوس الشياطين فأقول لكل منها وجه مفهوم : أحدها أن يكون مثل ذلك برءوس الشياطين على نحو ما قد جرى به استعمال المخاطبين بالآية بينهم وذلك أن استعمال الناس قد جرى بينهم في مبالغتهم إذا أراد أحدهم المبالغة في تقبيح الشيء قال : كأنه شيطان فذلك أحد الأقوال والثاني أن يكون مثل برأس حية معروفة عند العرب تسمى شيطانا وهي حية لها عرف فيما ذكر قبيح الوجه المنظر وإياه عنى الراجز بقوله :

عنجرد تحلف حين أحلف ... كمثل شيطان الحماط أعرف


( تفسير الطبري - 10 / 494 ) 0

قال البغوي في تفسيره : ( " طلعها " ثمرها سمي طلعا لطلوعه ** كأنه رؤوس الشياطين ** قال ابن عباس رضي الله عنهما : هم الشياطين بأعيانهم شبه بها لقبحها لأن الناس إذا وصفوا شيئا بغاية القبح قالوا : كأنه شيطان وإن كانت الشياطين لا ترى لأن قبح صورتها متصور في النفس وهذا معنى قول ابن عباس و القرظي وقال بعضهم : أراد بالشياطين الحيات والعرب تسمي الحية القبيحة المنظر شيطانا ، وقيل : هي شجرة قبيحة مرة منتنة تكون في البادية تسميها العرب رؤوس الشياطين ) ( تفسير البغوي - 1 / 42 ) 0

ومن هنا يتبين لنا من الدليل وفهم علماء التفسير بأن للشياطبن خلقة قبيحة خاصة لهم محجوبة عن أعين الإنس ، فهل ترى أنت رأي بخلاف ذلك ؟؟؟

أما قولكم – وفقكم الله لكل خير - : ( وإما أنكم تجيزون الأخذ بالخبرات والرأي في أمور الجن، وإن صح أنكم كذلك فهذا أيضا يعوزه دليل بجواز الأخذ بالرأي والتجربة في أمور الجن ) .


قلت وبالله التوفيق : منهجنل قائم على الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة ، وبالتالي فكل ما يتعلق بالجن ومعيشتهم وحياتهم وأنواعهم نلتزم به كما جاءت تؤكده النصوص النقلية الصريحة الصحيحة ، وما دون ذلك في الاخبار عن أحوالهم دون المستند الشرعي فلا نلقي له بالاً ونلقيه وراء ظهورنا ، وأما أثر عالم الجن والشياطين على الإنس فهذا ثابت ولا شك فيه وهو يتبع الخبرات للمعالجين أصحاب العلم الشرعيب الحاذقين المتمرسين ولا ضير فيها مطلقاً 0

أما قولكم – وفقكم الله لكل خير - : ( وعلى هذا فإن رجحتم رأيا على الآخر فأيضا أنتم ملزمون بذكر علة الترجيح وإيراد الدليل على ذلك ) 0


أرجو أن تذكر لي من هم العلماء الأجلاء الذين قالوا بامكانية رؤية الجن والشياطين على خلقتهم التي خلقوا عليها حتى تلزمني بما ذكرت 0

أما قولكم – وفقكم الله لكل خير - : ( أنا لم اتكلم مطلقا على مشروعية التخييل من عدمه، بل أنت الذي حرمتها سدا للذرائع، هذه مسألة لست بصدد الكلام عنها، ولكن أتكلم عن جدواها وإمكان الاستفادة منها استفادة شرعية، وليس عن مشروعيتها كما أشرت أنت )


قلت وبالله التوفيق : أرجو قراءة الموضوع بتأني ، فما بني على باطل فهو باطل ، ولسنا ملزمين أن نتكلم عن الجدوى والكلام المعسول إن كانت الطريقة غير شرعية وليس لها مستند شرعي بل ما قلته أخي الكريم سداً للذرائع 0

أما قولكم – وفقكم الله لكل خير – ( بل انت أنكرت الكشف البصري كوسيلة سدا للذرائع ودرءا للمفاسد، وقياسا على قولك هذا فهل تحرم صناعة السكين سدا لذريعة القتل ودرءا للمفاسد؟ أم تطالب بتنظيم استخدام السكين بضوابط شرعية ؟؟؟ ) 0


قلت وبالله التوفيق : كنت أخالك أذكى من أن تذكر مثل هذا الاستدلال فأين الثرى من الثريا ، فالسكين أخي الحبيب محسوس ملموس له جرم وقد يقال فيه ما يقال في غيره ، أما الكشف البصري فهو غير محسوس ولا ملموس ولن نقبل فيه مطلقاً ( أحسنوا الظن ) مع عوام الناس ممن قد ابتلي بمرض وبقي فيه أعوام وأعوام 00 هل علمت الفرق بين هذا وذاك 0

أما قولكم - وفقكم الله لكل خير - : ( لفت انتباهي أنك ترفض مشروعية الأخذ بالتجارب والخبرات، وتصر على الالتزام بالنصوص الشرعية في التجارب، فإذا غاب الدليل لديكم انكرتم الخبرة والتجربة، وتركتم وضع الضوابط الشرعية لها، وبالتالي تحرمونها لعلة سد الذرائع ودرء المفاسد، فهل هذا في محله أم لا؟
هذا رغم أن العلاج قائم على الخبرة والتجربة باعتباره تطبيب، والتطبيب قائم على التجريب والجدوى، وهذا لا يحتاج لسند شرعي من كتاب أو سنة إلا من جهة الأصول العلمية، كالنهي عن التطبب بمحرم أصلا ورد فيه نص قطعي التحريم كالتطبيب بالخمر مثلا، أما ما هو مزدوج النفع والضرر فهذا القاعدة فيه التقنين بالضوابط الشرعية وليس التحريم سدا للذرائع ودرئا للمفاسد ) 0


قلت وبالله التوفيق : لا بد أن تعلم بأن منهجي يقوم على أن الرقية الشرعية لها جانبان :

الأول : الأسباب الشرعية في العلاج والاستشفاء : وأعتبر هذه أمور توقيفية تعبدية بمعنى أن مستندها هو الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة 0

الثاني : الأسباب الحسية في العلاج والاستشفاء : وهذه تتبع لخبرة المعالجين بالرقية الشرعية ولها ضوابط على النحو التالي :

1)- إثباتها كأسباب حسية للعلاج والاستشفاء بإذن الله تعالى :

فالدواء لا بد أن يكون تأثيره عن طريق المباشرة لا عن طريق الوهم والخيال ، فإذا ثبت تأثيره بطريق مباشر محسوس صح أن يتخذ دواء يحصل به الشفاء بإذن الله تعالى ، أما إذا كان مجرد أوهام وخيالات يتوهمها المريض فتحصل له الراحة النفسية بناء على ذلك الوهم والخيال ويهون عليه المرض وربما ينبسط السرور النفسي على المريض فيزول ، فهذا لا يجوز الاعتماد عليه ولا إثبات كونه دواء ، وأما الضابط لكل ذلك فهو التجربة والممارسة من قبل أهل العلم الشرعي الموثوقين المتمرسين الحاذقين في صنعتهم الملمين بأصولها وفروعها 0


2)- عدم الاعتقاد فيها :


ولا يجوز بأي حال من الأحوال الاعتقاد في هذه الاستخدامات وأنها تؤثر أو تنفع بنفسها أنما هي أمور جعلها الله سبحانه أسبابا للعلاج والاستشفاء بإذنه تعالى 0

3)- خلوها من المخالفات الشرعية :

بحيث لا تحتوي كافة تلك الاستخدامات على أمور محرمة شرعا ، أو قد ورد الدليل بالنهي عنها 0

4)- سلامة الناحية الطبية للمرضى :

ومن الأمور الهامة التي يجب أن تضبط كافة تلك الاستخدامات مراعاة سلامة الناحية الطبية ، فلا يجوز مطلقا اللجوء إلى ما يؤدي لأضرار أو مضاعفات نسبية للمرضى ، وقد ثبت من حديث ابن عباس وعبادة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا ضرر ولا ضرار ) ( السلسلة الصحيحة 250 ) وكل ذلك يؤكد على اهتمام المعالِج بالكيفية الصحيحة للاستخدام لما يؤدي إليه من نتائج فعالة وأكيدة بإذن الله تعالى ، وكذلك لعلاقتها الوطيدة بسلامة وصحة المرضى ، ومن هنا كان لا بد للمعالِج من إيضاح بعض الأمور الهامة للمرضى والمتعلقة بطريقة الحفظ والاستخدام ، وهي على النحو التالي :


أ - الكمية المستخدمة 0
ب- طريقة الاستخدام الصحيحة والفعالة 0
ج - طريقة الحفظ الصحيحة 0
د - فترة الاستخدام 0


ويستطيع المعالِج الاستعانة بالمراجع الطبية أو المتخصصة في هذا الجانب ، لمعرفة تلك المعلومات وتقديمها للمرضى ، بحيث يكون مطمئنا على النتائج الفعالة والأكيدة ، دون التخبط في طرق استخدام الأدوية الطبيعة آنفة الذكر ، أو الكيفية الخاصة بها ، والتي قد تؤثر بشكل أو بآخر على صحة وسلامة المرضى 0 والأولى أن يقوم المعالِج بإرشاد المرضى لمراجعة أهل الخبرة والدراية ممن حازوا على إجازات علمية في الطب العربي ليقدموا لهم المعلومات الصحيحة والدقيقة عن كيفية الاستخدام 0

5)- عدم مشابهة السحرة والمشعوذين :

ومن ذلك الإيعاز للمرضى باستخدام بعض البخور التي تشابه العمل الذي يقوم به السحرة والمشعوذون في طرق علاجهم ، مما يؤدي بالآخرين لنظرة ملؤها الشك والريبة للرقية والعلاج والمعالِج 0


6)- عدم المغالاة :


ومن الأمور التي لا بد أن يهتم بها المعالِج غاية الاهتمام في كافة الاستخدامات المتاحة والمباحة هو عدم المغالاة فيها بحيث يصرف الناس عن الأمر الأساسي المتعلق بهذا الموضوع وهو الرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة 0


7)- عرض كافة تلك الاستخدامات على العلماء وطلبة العلم :


وهذا مطلب أساسي يتعلق بكافة الاستخدامات ، حيث أن بعض الأمور تتضمن دقائق وجزئيات قد تخفى عن الكثيرين وقد تحتوي في طياتها على أمور منافية للعقيدة أو مخالفات شرعية لا يقف على حقيقتها ولا يحدد أمرها إلا العلماء الربانيين 0

وأرى من خلال ما ذكرت لك بأننا متفقون على ذلك ، فهل تخالفني من ذلك في شيء ؟؟؟

هذا ما أحببت أن أضعه بين أيديكم ، سائلين المولى عز وجل أن يوفقنا جميعاً للعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم 0

زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
 

 

 

 


 

توقيع  أبو البراء
 
    مشاركة محذوفة