عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 18-03-2009, 11:39 AM   #5
معلومات العضو
ايمان نور
اشراقة اشراف متجددة

افتراضي


الفصل الرابع : الآيات الأرضية ودلالتها

فآيات الله لا تنتهى فى السموات والأرض وغيرهما فنظرة بسيطة على هذه الأرض تظهر لنا العديد من الآيات على وجود الله فالناظر لا يدرى لم نبتة صغيرة تظهر على صخر أو جبل وتمد جذورها بكل لين لتحصل على الغذاء رغم أن هذه النبتة قد تدهسها يد طفل صغير ! فكيف لان لجذورها الصخر فنعرف أنه ما لان إلا بالله .-1-
وحين ينظر الإنسان إلى حياته وتحركاته يجد أن لها قوانين تحكمها داخل الزمن وقانون الزمن هذا لا يسرى على النائم لأنه خارج الأحداث ومع هذا يرى ويتكلم ، ويجرى ، ويسافر ،... إلخ ولا يوجد تفسير مؤكد من العلم لهذا إنما مجرّد تخمينات فيقف العالم المادى ليعاند ويجادل والله القائل إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم فإنتقال الإنسان من قوانين اليقظة إلى قانون النوم إنتقالا لا يُفسر إلا بالإيمان بوجود إله يحكم كل تلك القوانين ويبدعها وينظمها -2- .
فقابل الناس مثل هذه الآيات التى لا تحتاج إلى ميكرسوب بل تأمل وتمعن قابلوها بصور عديدة منها أ- الإيمان والتسليم " إنما يخشى الله من عباده العلماء "وهناك ب- من رفض منهج السماء ومصدر التشريع - الدين - لأنهم يرفضون العدل وعدم التمييز ويريدون إشباع شهواتهم ولو على حساب الغير. وهناك ج- من عاشوا مع النعم وغفلوا عن المُنعم فعموا وصموا وغرتهم الحياة الدنيا وعاشوا فقط لتلبية رغباتهم دون تأمل ليعرفوا من المانح فانشغلوا بالمادة عن صانعها رغم أنه من قوانينهم المادية لا يوجد فعل بدون فاعل تناسى هؤلاء سؤالاً مهما وهو من أوجد المادة وحركها ومن أوجد الكون. أى لتحقيق مصالح ذاتية أو لأنهم لا يؤمنون بالآخرة ومن هؤلاء علماء جحدوا آيات رأوها أو قرأوا عنها فى القرآن ولكن قراءة مغرضة غير علمية .
وهذا التفكير الذى يفصل العالم والعلم عن الدين هو اتجاه العالم الغربى والبداية كانت معركة دامت لأكثر من قرنين بين العلم والكنيسة التى كانت تنكر العلم بناء على خرفة أخذتها من التوراة وهى أن آدم أكل تفاحة المعرفة التى كشفت له من علم الله فغضب الله عليه وطرده !
لذا قررت الكنيسة الحكم على جاليليو جاليلي العالم الإيطالى الذى أثبت كروية الأرض بأدلة مادية بالموت حرقاً لأنه كفر فتنكّر مما وصل إليه!وانتهت المعركة بفصل الدين عن العلم وتضييق نفوذ الكنيسة بعد أن انتصر العلم على جهل الكنيسة إذا لا عجب أن يفصل العلم عن - هذا الدين القائم على خرافة وتحريف ..
ولكن فى الإسلام :العلم كاشف قوانين الكون :
" ولا يحيطون بشىء من علمه إلا بما شاء " ففى الإسلام كل علم وكشف من الله سبحانه وتعالى فالإنسان لا يخلق بل يستخدم ما يكشفه الله له من علمه وأسرار كونه حين يشاء .
ولكن من العلماء كما ذكر الشيخ وكما نرى فى الغرب من يقول قول قارون "قال إنما أوتيته على علم عندي " فيقال لمن فصل العلم عن الدين لا يفصل العلم عن الدين الصحيح بل عن الخرافة فقط فأين هؤلاء من دين قائم على الدليل وبه مالاينكر من آيات ومعجزات وتحديات !
فيتكبر هؤلاء على الإيمان وعلى الآيات البينات وهؤلاء الصنف الثالث من الناس كما بين الشيخ فى بداية الفصل ورغم أنه من قوانينهم المادية أنه لا يحدث شىء بدون فاعل إلا أنهم لم يطبقوا ذلك على الكون بأكمله ليعرفوا الله , .
ولو تأمل هؤلاء القرآن بصورة علمية غير مغرضة وقرأوا قوله تعالى : " فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة "
لآمنوا واتقوا الله ذلك أن الله فى القرآن كشف الله حقيقة علمية وهى أن العين لا تبصر بذاتيتها بل بإنعكاس الضوء على الأشياء فتبصرها لذا نسب الله تعالى الإبصار إلى النهار أى الضوء , لذا ضع هذه الآية وغيرها مع ما ذكره الشيخ فى فصل الكتاب الثالث من آيات و معجزات تحدى بها الله ولابد أن تقع أو تثبُت كما قالها ومن تأملها قبل أن تثبت وبعد يرى أنه لو لم تقع كما شاء الله لهُدِم هذا الدين العظيم لذا ذكرها الله فى محكم كتابه كتحدى إلهى -3- .
** كروية الأرض
هناك قاعدة مفادها أنه من المحال أن يتصادم كلام الله فى القرآن مع الحقائق العلمية الكونية المؤكدة الثابتة , ولا يحدث تصادم إلا بسببٍ من إثنين :عدم صدق ماهو ظاهر من التجربة أو الكشف العلمى وهنا التقدم والتطور يصلحه حين الوصول لحقيقة يقينية ، أو عدم فهم الآية القرآنية على الوجه الصحيح .
يقول الله تعالى :والأرض مددناها "
ويقول : "لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون "
نأتى لقوله والأرض مددناها :
فى حالة عدم فهم الآية بصورة صحيحة سنتهم من قال بكروية الأرض بالكفر ولكن ; الله تعالى يستخدم اللفظة التى تثبت أو تكشف حقيقة كونية وتناسب ظاهر الأشياء.
فالشكل الهندسى الوحيد الذ يناسب كلمة مددناها هو الشكل الكروى فلو كان الشكل مثلث أو أى شكل آخر غير الكروى لكان له حرف أى سيكون للأرض حافة ولن نراها منبسطة بل سنسير إلى أن نصل لحافة لذا فالآية الكريمة بها إعجاز وكشف علمى -4- ومع ذلك جحدها كغيرها الكثير استكبارا وظلماً وعلواً .
ثم نأتى لقوله تعالى :"لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار، وكل في فلك يسبحون "
فهى آية أخرى على الإعجاز العلمى فى القرآن وصدق القرآن ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم فكروية الأرض قضية كونية كبرى أشار إليها الله بأكثر من آية فى القرآن الكريم
فهذه الآية تثبت أن الآرض كروية فلو كانت غير ذلك لوجد النهار أولاً فى أول الخلق ثم تلاه الليل أو العكس ، ومن جانب آخر تصحح مفهوم خاطىء كان يقوله البشر من أن الليل يسبق النهار ولكن الآية تقول أنهما معاً فى نفس اللحظة وهذا لا يكون إلا لو كانت الأرض كروية وإلا لو كانت بدايتيهما أول الخلق كانتا معاً ; لذا يقول الله تعالى :
"وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة"
فهما معاً خلفة منذ بداية الخلق يخلف كل منهما الآخر والبدية واحدة فأوجدهما الله معاً لذا استخدم الله كلمة خلفة فلا النهار سابق الليل ولا العكس بل كل منهما خلفة للأخر لأن البداية واحدة .فلو سبق أحدهما الآخر لقال الليل خلفة النهار أو العكس ولكنه قال أن كل منهما خلفة .
وكلمة خلفة أيضا تحمل كشف علمى آخر غير كروية الأرض وهو أن الأرض تدور حول نفسها-5-وإلا لم يكن الليل خلفة للنهار والنهار خلفة له لأنه سيحدث ثبوت منذ بداية الخلق فلن يعقب كل منهما الآخر لذا قال خلفة وكذلك قوله تعالى : " وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمرّ مرّ السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء " كدليل آخر على أن الأرض تدور وغير ثابتة فكلمة تحسبها دليل على أن الرؤية ليست دوما يقينية وكلمة مر السحاب كلمة دقيقة ليقول الله لنا أن حركة الجبال كالسحاب ليست حركة بالذاتية بل هناك قوة تحرك السحب وهى الرياح وقوة خارجة عن الجبل يتحرك معها وهى دوران الأرض فلا يتحرك الجبل بذاته فينتقل من بلد إلى آخر بل يتحرك مع حركة دوران الأرض . وقال :" يكوّر الليل على النهار ويكوّر النهار على الليل "وهذا كما سلف الذكر يحدث لأن البداية واحدة لكل منهما فكلا النهار والليل خلفة لا يسبق أحدهما الآخر ولأن الأرض كروية فنصفها يصبح نهارا يعقبه الليل والنصف الآخر العكس مع دوران الأرض حول نفسها حتى ينتفى ثبوت الظلام أو النور فى مكان بعينه من بداية الخلق .
وقول الشيخ نصف بالتحديد هو مايقوله القرآن بكلمة يكور فكلمة يكور تثبت كروية الشكل المساحى لوجود النهار والليل فهما معا كشكل كروى على الأرض ولكن لو كانت مساحة أحدهما على الأرض أكبر من الآخر ولن يصبح كل من الليل والنهار على هيئة التكوير ولكن الأرض كروية وهيئة الليل والنهار هى هيئة التكوير وهذا ماأثبته العلم لاحقاً بأن الأرض نصفها يكون ليلاً والآخر نهاراً .
يقول تعالى : "قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين "
دقة فى اختيار الحرف فقال فى ولم يقل على وجاء العلم بعد ذلك -ليعيد الله به كشف ماذكره فى القرآن مرة أخرى - ليثبت أن للأرض غلافا جويا -6- يعد جزءا منها لذا فنحن نسير فى الأرض وليس على الأرض لذا فالطائرات تحلق فى الأرض وليس خارجها ولكن سفن الفضاء خارج الأرض لأنها تخطت وتعدت الغلاف الجوى هذا , لذا من خارج الأرض يرى العلماء صورة الأرض كاملة من الفضاء الخارجى وهذا غير متاح وهم فيها تماما كما ترى البناية من نافذة طائرة فتراها كاملة وتعجز عن هذا وأنت فى البناية .
نظرية الأنابيب الشعرية :دليل آخر للمتأمل على وجود الله
نظرية الأنابيب الشعرية أو مايسمى بالضغط الأسموزى تلك النظرية التى درسناها فى المرحلة الإبتدائية التى يفسر بها العلماء كيف تتغذى النباتات فيضعون أنابيباً شعرية فى إناء به ماء لنرى كيف يصعد الماء من أسفل إلى أعلى ليثبتوا بذلك ميكانيكية حصول النبات على الغذاء دون النظر إلى الدين والإعجاز الإلهى والدليل البين على وجود الله
فصعود الماء فى الأنابيب يكون بدون تمييز هذا يصعد ما فى الإناء عن طريق الأنابيب ولكن مانراه أن كل نبتة أو شجرة تأخذ مايناسبها من باطن الأرض دون غيره رغم وحدة المصدر - الأرض -فيخرج منه نباتاً مختلف ألوانه وطعمه وشكله ورائحته وملمسه ومدة صلاحيته !وقد يكون بين تلك النبتة وتلك مليمترات-7- فسبحان من قال :
"وفي الأرض قطع متجاورات وجنات أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل، إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون "
انتهى الفصل الرابع ويُتبع إن شاء الله .

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة