عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 31-03-2017, 07:39 AM   #6
معلومات العضو
سراج منير

افتراضي

8-لإظهار الشكر
- لإظهار الشكر، وليُرى من يَشكر ومن يَكفر:
وهذا المقصد متعلق ببلاء الخير والسعة والرخاء دون بلاء الشدة والشر
إذ أن من مقاصد بلاء الخير والسعة، والتفضل على العباد بالنعم الظاهرة والباطنة التي لا تُحصى إظهار الشاكرين من الكافرين للنعم
ومن يشكر الله على نعمائه وفضله، فيزيده، ويُضاعف له الأجر والمثوبة
ومن يكفُره فلا يَشكرُه، فيعذبه ويُعاقبه!
كما قال تعالى:
) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ
أي لئن شكرتم النعم والفضل، ورددتم الفضل والخير كله لله ليزيدنكم الله تعالى من فضله وعطائه،
) وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ (
النعمة، وجحدتم فضل الله عليكم، ورددتم الفضل لأنفسكم فيما أنتم فيه من الخير والنعم
) إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ
وقال تعالى:
) فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ (
أي ليختبرني أأشكر فضله ونعمته علي، وأرد الفضل له وحده، أم أجحد فضله ونعمته علي، وأرد الفضل لنفسي
) وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ (
فحسنة الشكر مردها على الإنسان نفسه؛ ففي الدنيا يزيده الله تعالى بالخير والفضل، وفي الآخرة يُقابله ويجزيه أحسن الجزاء،
) وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (
وقال تعالى:
) فَإِذَا مَسَّ الْأِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ (
؛ أي على علم وخبر عندي، ولأنني أستحقه .. فطغى وبغى وجحد فضل الله عليه .. ورسب في الاختبار .. ونسي الضر الذي مسه من قبل، وكيف كان يدعونا لنكشفه عنه
فالأمر ليس كما زعم هذا الجاهل المغرور
) بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ (
أي هذه النعمة التي مننا بها عليه هي بمثابة اختبار وابتلاء أيشكر أم يكفر، وهل هي ستحمله على الدخول في الطاعة والعبادة لله جلا وعلا أم ستزيده عصياناً وطغياناً
) وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ
9-لتعرف نعمة وفضل الله عليك
- لتعرف نعمة وفضل الله عليك، وتتذكرها فلا تنساها:
فمن مقاصد البلاء وغاياته أن تستشعر فضل الله عليك، فيحملك ذلك على شكره وعبادته، وذلك عندما ترى مبتلىً ببلاء
قد نجاك الله منه،
فتشعر بفضل الله عليك، وتحمده على أن نجاك مما ابتلاه به،
كما أن البلاء الذي ينزل بساحتك قد يكون عظة وعبرة للآخرين ممن سلموا مما ابتُليت به، فيحملهم ذلك على شكر الله
أن نجاهم مما ابتليت به،
وهذا مطلب من مطالب الشرع.
كما في الحديث، فقد صح عن النبي صلى الله علية وسلم أنه قال
:" من رأى مبتلىً، فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاه به، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً، لم يصبه ذلك الأذى " ].
وقال صلى الله علية وسلم :
" من فجئه صاحب بلاء فقال الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً، عوفي من ذلكالبلاءكائناً ما كان .
وقال صلى الله علية وسلم
" كن مع صاحبِ البلاءِ، تواضعاً لربك وإيماناً "
أي كن مع صاحب البلاء في تعاملك معه وخدمته ورعايته، والرفق به، تواضعاً لربك الذي سلَّمك مما ابتلاه به، وإيماناً به وبفضله عليك.
ثم
أن الشيء يُعرف بضده؛
فنعمة الإيمان والتوحيد تُعرف أكثر عندما يُعرف الكفر وقباحته وظلمه
، ونعمة العدل تُعرف أكثر عندما يُعرف الظلم وقبحه،
ونعمة الصحة والعافية تُعرف أكثر ويُقدر قدرها عندما تُعرف الأسقام والأمراض وآلامها،
ونعمة الغنى يُعرف قدرها أكثر عندما يُعرف الفقر، وتُرى آثاره السيئة على الناس،
ونعمة الأمن تعرفها وتعرف لها قدرها عندما تفقدها وتعيش الخوف والرعب
أو ترى ذلك في الآخرين
وهكذا ما من نعمة فإنها لا تُعرف كما ينبغي، ولا يُقدَّر فضلها إلا إذا فُقدت وعُرف ضدها .. وهذه من جملة الحكم العديدة من خلق الله تعالى للأشياء وأضّادها في آنٍ معاً!
هذه بعض مقاصد وغايات البلاء التي تعينك على فقه البلاء عندما ينزل بساحتك أو ساحة غيرك
فإن استعصى عليك فقه البلاء، والمقصد منه
ولم تجد في المقاصد الآنفة الذكر جواباً عما نزل بك من بلاء
فاعلم أنه لم يبق أمامك سوى التسليم والرضى، مع تحسين الظن باختيار الخالق لك
واحذر
أن تعترض فتنطرد من رحمة الله، وتبوء بإثمك ووزرك!

و آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

يتبع ان شاء الله فى التعليقات لطول الموضوع


التعديل الأخير تم بواسطة رشيد التلمساني ; 31-03-2017 الساعة 11:18 AM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة