لقد ظهر كثير من السحرة في هذا الزمان في زي الأطباء؛من أجل التمويه على الناس، والتلبيس عليهم، فتجد الساحر والكاهن ينسب نفسه إلى الطب فيخلط في سحره بعض المواد المعروفة عند الناس بأن لها فائدة وقيمة طبية، من أجل أن يمرر سحره وكفره بعد ذلك، إن من المصائب التي حلت بالأمة مصيبة:حرب المصطلحات، فقد نبه النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- عليها في بعض كلامه، ([1])حتى لا تنخدع الأمة بمثل هؤلاء السحرة والدجالين. ومما يدل على ذلك أن السحرة في العصر الحاضر يسمون أنفسهم بأصحاب الكشف والعلاج ال****** بل ويسمون أنفسهم بالدكاترة، وأصحاب الطب الشعبي، وهذا مما زاد المشكلة تعقيدا، وجعل الناس يترددون عليهم محتجين بأنهم أطباء لا سحرة، لكن هل يعقل أن يقول الساحر عن نفسه بأنه ساحر، وهو يعلم أن الناس سينبذونه، ويكفرونه وربما يصل بهم الأمر إلى قتله!!.
المقصود: أن من أهم المجالات التي يشتغل فيها السحرة في هذا الزمان: مجال الطب، وتجد الناس يتدافعون أمام أعتاب السحرة والدجالين، محتجين بأنهم مرضى، وبأن هؤلاء السحرة أطباء، عندهم علم بأسباب المرض وعلاجه، وأنه قد زارهم فلان المريض فشفي.
ففتحت عند ذلك العيادات السحرية، ومارس السحرة سحرهم أمام الجميع، لكن بصبغة أخرى، ليست صبغة السحر، إنما صبغة الطب، ويظهر هذا جليا في كثير من البلاد الإسلامية غير العربية-باكستان، وأندنيسيا…وغيرها-، وحتى في بعض البلاد العربية.
يأتي المريض إلى الساحر، فيشكوا ألما في بدنه، أو يشكومن كثرة بكاء طفله، أوأن زوجته عقيم... أو غير ذلك، فيقوم الساحر، بتلاوة بعض الآيات؛ للتلبيس ثم يتبعها، بتمتمات لا تفهم، ثم يعطي المريض بعض الأبخرة والأوراق؛ ليحرقها ويتبخر بها لمدة محددة، ثم ينتظر الشفاء والفرج من يومه أو غده. وهذا والله هوالدجل بعينه، والسخرية بالعقل البشري، والفطرة السوية، التي فطر الله الخلق عليها.
-[1] عن أبي بكر بن حفص، قال: سمعت ابن محيريز، يحدث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أناسا من أمتي يشربون الخمر، يسمونها بغير اسمها) مسند أحمد، رقم الحديث (18073) - (29/615).