عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 02-10-2010, 01:06 PM   #1
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي الإصابة في فضائل الصحابة للشيخ سلطان العيد

الإصابة في فضائل الصحابة للشيخ سلطان العيد



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)) ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)) ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)) . أما بعد :

فإن الله سبحانه وتعالى يصطفي من عباده ما يشاء، ((اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ)) ((اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ)) ((ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيماً)) ، فالله سبحانه وتعالى خلق العباد وهو أعلم بهم جل وعلا، ويصطفي من يشاء منهم، فاصطفى الأنبياء والرسل فجعلهم خير البشر، واصطفى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فجعلهم خير أتباع الرسل عليهم الصلاة والسلام، قال الله جل وعلا: ((مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)) ، وقال ربنا سبحانه وتعالى: ((لَـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) ، وقال جل وعلا: ((وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) .

ومما جاء في سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من الثناء على أصحابهم رضي الله عنهم وأرضاهم ما خرجه الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما، من قوله عليه الصلاة والسلام: (خيركم قرني ثم الذين يلونهم) الحديث، وقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه) .

وقوله صلى الله عليه وسلم فيما خرجه الإمام مسلم: (النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون) .

وخرَّج الإمام مسلم أيضا عن الحسن أن عائد بن عمرو –وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم- دخل على عبيدالله بن زياد فقال: أي بني، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن شر الرعاء الحطمة، فإياك أن تكون منهم، فقال له: اجلس فإنما أنت من نخالة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: وهل كانت نخالة، إنما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم) .

وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه، فابتعثه برسالته، ثم نظر جل وعلا في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه، يقاتلون على دينه، فما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن، وما رأوه سيئا فهو عند الله سيء" .

قال محمد بن علي بن الحسين رحمه الله وغفر له: "من جهل فضل أبي بكر وعمر فقد جهل السنة".

** ومما عليه أهل السنة في هذا الباب يما يتعلق بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أمور منها :

أولا : أن مذهب أهل السنة وسلف الأمة : الإمساك عما شجر بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد مقتل عثمان رضي الله عنه، فلا يخوضون في ذلك ولا ينشرونه عند العامة، سئل الإمام أحمد إمام أهل السنة عما جرى بين علي ومعاوية، فقرأ قوله تعالى: ((تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) "، وعلق الإمام ابن كثير بقوله: "وكذا قال غير واحد من السلف" انتهى كلامه، وقالوا أيضا: "تلك دماء سلم الله منها أيدينا فنسأله أن يسلم منها ألسنتنا".

ثانياً : يحب أهل السنة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم، أبا بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية وعمرو بن العاص وغيرهم، قال الزهري: "سألت سعيد بن المسيب عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: اسمع يا زهري، من مات محبا لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وشهد للعشرة بالجنة وترحم على معاوية رضي الله عنه كان حقيقا على الله أن لا يناقشه الحساب".

ثالثاً : يقر أهل السنة بفضائل الصحابة ويبثونها، ويرون أنهم خير هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم، بل هم خير القرون، سئل الإمام عبدالله بن المبارك عن معاوية فقال: "ما أقول في رجل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سمع الله لمن حمده، فقال خلفه: ربنا ولك الحمد؟ وقيل له: أيما أفضل معاوية أم الخليفة عمر بن عبدالعزيز؟ فقال ابن المبارك: لتراب في أنف معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خير وأفضل من عمر بن عبدالعزيز"، سئل المعافى بن عمران: أيما أفضل معاوية أم عمر بن عبدالعزيز؟ فغضب وقال للسائل: "تجعل رجلا من الصحابة مثل رجل من التابعين، معاوية صاحبه صلى الله عليه وسلم وصهره وكاتبه وأمينه على وحي رب العالمين".

رابعاً : كان السلف إذا رأوا الرجل يطعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اتهموه في دينه، قال الإمام أحمد رحمه الله: "إذا رأيت رجلا يذكر أحدا من الصحابة بسوء فاتهمه على الإسلام" وقال الإمام أبو زرعة الرازي: "إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق".

خامساً : كان السلف يحذرون من طرائق أهل البدع وخداعهم وهم يطعنون في معاوية رضي الله عنه أولا، فإذا سكت عنهم ولم ينكر عليهم تجرؤوا وطعنوا في غيره من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عبدالله بن المبارك: "معاوية رضي الله عنه عندنا محنة، فمن رأيناه ينظر إليه شزرا اتهمناه على القوم" يعني: أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال أبو توبة الحلبي رحمه الله: "معاوية ستر لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا كشف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه" ومعناه : أن معاوية كالحجاب فمن خرقه تعدى بعد على بقية الأصحاب .

فاحذروا عباد الله أن تخدعوا، سئل الإمام أحمد عن رجل تنقص معاوية وعمرو بن العاص أيقال له مبتدع؟ فقال : إنه لم يجترئ عليهما إلا وله خبيئة سوء، وما انتقص أحد أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وله داخلة سوء.

سادساً : قال إبراهيم بن ميسرة: "ما رأيت عمر بن عبدالعزيز ضرب إنسانا قط إلا إنسانا شتم معاوية فإنه ضربه أسواطا"، وهذا جزاء من تعدى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤدب ويعزر.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "ويمسكون – أي: أهل السنة- عما شجر بين الصحابة ويقولون: إن هذه الآثار المروية في مساويهم منها ما هو كذب ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغير عن وجهه، والصحيح منه هم فيه معذورون إما مجتهدون مصيبون، وإما مجتهدون مخطئون.

ثامناً : قال شيخ الإسلام ابن تيمية أيضا: وهم مع ذلك –أي: أهل السنة- لا يعتقدون أن كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الإثم وصغائره، بل يجوز عليهم الذنوب في الجملة، ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم إن صدر، حتى إنه يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم.

تاسعاً : قال أبو العباس ابن تيمية رحمه الله وغفر له: "ثم إذا كان قد صدر عن أحد منهم رضي الله عنهم ذنب فيكون قد تاب منه، أو أتى بحسنات تمحوه، أو غفر له بفضل سابقته، أو بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم الذين هم أحق الناس بشفاعته، أو ابتلي ببلاء في الدنيا كفر به عنه، فإذا كان هذا في الذنوب المحققة، فكيف الأمور التي كانوا فيها مجتهدين، إن أصابوا فلهم أجران وإن أخطؤوا فلهم أجر واحد، والخطأ مغفور فرضي الله عنهم وأرضاهم .

ثم قال رحمه الله وغفر له : القدر الذي ينكر من فعل بعضهم رضي الله عنهم قليل نزر مغمور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم، من الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة، والعلم النافع والعمل الصالح، ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما منّ الله عليهم به من الفضائل علم يقينا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء لا كان ولا يكون مثلهم، وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة، التي هي خير الأمم وأكرمها على الله عز وجل.

فاللهم ارض عن أصحاب نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، ((رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ)).

معاشر المؤمنين : اتفق أهل السنة على حرمة سبّ أو تنقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طاعة لرسول الله عليه الصلاة والسلام حيث قال: (لا تسبوا أصحابي) بل الواجب أن يستغفر لهم ويحبهم في الله سبحانه وتعالى، قال الله جل وعلا: ((وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ)) ، قالت عائشة أم المؤمنين المبرأة من فوق سبع سماوات رضي الله عنها وعن أبيها قالت: "أمروا بالاستغفار لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فسبوهم"، وعن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: "لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فإن الله أمرنا بالاستغفار لهم وهو يعلم أنهم سيقتتلون" رواه اللالكائي .

وقال ابن عباس أيضا: "لا تسب السلف وادخل الجنة بسلام"، قال أبو زرعة الرازي وهو من أجلّ شيوخ الإمام مسلم غفر الله لهما: "إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق" والزنديق هو المنافق .

وقال الإمام البربهاري في شرح السنة: "واعلم أن من تناول أحدا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه إنما أراد محمدا صلى الله عليه وسلم وقد آذاه في قبره عليه الصلاة والسلام" .

قال الإمام أحمد رحمه الله: "إذا رأيت أحدا يذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوء فاتهمه على الإسلام" .

قال الميموني: سمعت أبا عبدالله –يعني: الإمام أحمد إمام أهل السنة- رحمه الله وغفر له، سمعته يقول: "من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا تأمن أن يكون مرق من الدين"، قيل لعائشة رضي الله عنها: إن ناسا يتناولون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى أبا بكر وعمر فقالت رضي الله عنها: "وما تعجبون من هذا! انقطع عنهم العمل، فأحب الله أن لا يقطع عنهم الأجر" تعني: أن من سبهم فإن الله سبحانه وتعالى ينتصر لهم يوم القيامة.

معاشر المؤمنين .. أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حبهم دين وإيمان، ومن السنة معرفة فضائلهم، فأفضلهم الأربعة الخلفاء الراشدون، وترتيبهم في الفضيلة كترتيبهم في الخلافة، فأفضلهم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي .

قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: "ومن طعن في خلافة واحد من هؤلاء فهو أضل من حمار أهله، وقد أزرى بالمهاجرين والأنصار" .

محبتهم رضي الله عنهم وتوقيرهم وذكر محاسنهم ونشرها وعدم تنقصهم أو سبهم هذا كله من أخلاقكم يا أهل السنة ومما شرفكم الله سبحانه وتعالى به، قال أيوب السختياني: "من أحسن الثناء على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد برئ من النفاق، ومن تنقص أحدا منهم أو أبغضه لشيء كان منه فهو مبتدع مخالف للسنة والسلف الصالح، والخوف عليه ألا يرفع له عمل إلى السماء حتى يحبهم ويكون قلبه لهم سليما، فأمسكوا رحمكم الله عما شجر بينهم، واذكروا فضائلهم، واعلموا أن ذلك الإمساك هو ديدن وخلق أهل السنة، قال العوام بن حوشب رحمه الله: "اذكروا محاسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تأتلف عليهم القلوب، ولا تذكروا مساويهم فتحرشوا الناس عليهم، وأحبوهم جميعا ولا تفرقوا في حب أحد منهم كما يفعله أهل الأهواء والبدع، قال الإمام أحمد: "من انتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أبغضه لحدث كان منه أو ذكر مساوئه كان مبتدعا حتى يترحم عليهم جميعا، ويكون قلبه لهم سليما" .

قال سفيان بن عيينة: "إذا رأيت الرجل يطعن على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه صاحب قول سوء وهوى" .

قال الثوري: "لا يستقيم حب علي وعثمان إلا في قلوب نبلاء الرجال"، وقال عمر بن عبدالعزيز لما سئل عن صفين والجمل قال: "أمر أخرج الله يدي منه لا أدخل لساني فيه"، وسئل إبراهيم النخعي عما جرى بعد مقتل عثمان رضي الله عنه فقال: "تلك دماء طهر الله أيدينا منها أفنلطخ ألسنتنا؟" .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغفر له في معاوية صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصهره وخال المؤمنين والأمين على وحي رب العالمين رضي الله عنه وأرضاه قال فيه: "كان ملكه ملكا ورحمة، فكان في ملكه من الرحمة والحلم ونفع المسلمين ما يعلم أنه كان خيرا من ملك غيره" .

وجاء في ترجمة محمد بن عبدالواحد بن هاشم المعروف بغلام ثعلب رحمه الله: "أن الأشراف والكبار من أهل الأدب كانوا يحضرون عنده ليسمعوا منه كتب ثعلب وغيرها وكان له جزء قد جمع فيه الأحاديث التي تروى في فضائل معاوية رضي الله عنه، فكان لا يترك أحدا منهم يقرأ عليه شيئا حتى يبدأ بقراءة ذلك الجزء" .

قال ابن المبارك: "معاوية عندنا محنة، فمن رأيناه ينظر إلينا شزرا اتهمناه على القوم" يعني: أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــ


المصدر
 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة