الموضوع: في بطن الحوت
عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 21-05-2009, 10:52 AM   #1
معلومات العضو
ابونورالاسبيعي
إشراقة مواضيع وردود متميزة

افتراضي في بطن الحوت

جوبة في بطن الحوت

>>> بسم الله الرحمن الرحيم>>>>>>>>>>>> دخلت على مريض في المستشفى .. فلما أقبلت إليه .. فإذا رجل>>> قد بلغ من العمر أربعين سنة ..من أنظر الناس وجها>>> ...وأحسنهم قواما، لكن جسده كله مشلول لا يتحرك منه ذرة>>> إلا رأسه وبعض رقبته لو أخذت فأسا وقطّعت جسده من رجليه>>> إلى صدره لما شعر بشئ>>>>>>>>>>>> لا يدري أنه خرج منه بول أو غائط إلا إذا شم الرائحة>>> يلبسونه حفائظ كالأطفال يغيرونها كل يوم .. دخلت غرفته ..>>> فإذا جرس الهاتف يرن فصاح بي وقال : يا شيخ أدرك الهاتف>>> قبل أن ينقطع الاتصال ... فرفعت سماعة الهاتف ثم قربتها>>> إلى إذنه ووضعت مخدة تمسكها ... وانتظرت قليلا حتى أنهى>>> مكالمته>>>>>>>>>>>> ثم قال يا شيخ أرجع السماعة مكانها ..... فأرجعتها مكانها>>>>>> >>>>>> ثم سألته منذ متى وأنت على هذا الحال؟>>>>>> فقال منذ عشرين سنة . وأنا مشلول على هذا السرير>>>>>>>>>>>>>>>>>> وحدثني أحد الفضلاء أنه مر بغرفة في المستشفى فإذا فيها>>> مريض يصيح بأعلى صوته . ويئن أنينا يقطع القلب>>>>>> قال صاحبي : فدخلت عليه فإذا هو جسده مشلول كله وهو يحاول>>> الالتفاف فلا يستطيع>>>>>>>>>>>> فسألت الممرض عن سبب صياحه .. فقال : هذا مصاب بشلل تام>>> وتلف في الأمعاء وبعد كل وجبة غداء أو عشاء يصيبه عسر هضم>>> فقلت له : لا تطعموه طعاما ثقيلا .. جنبوه أكل اللحم والرز>>>>>>>>> فقال الممرض : أتدري ماذا نطعمه .. والله لا ندخل إلى بطنه>>> إلا الحليب من خلال الأنابيب الموصلة بأنفه وكل هذه الآلام>>> ليهضم هذا الحليب>>>>>>>>>>>>>>>>>> وحدثني آخر أنه مر بغرفة مريض مشلول أيضا لا يتحرك منه>>> شيئا أبدا قال : فإذا المريض يصيح بالمارين فدخلت عليه>>> فرأيت أمامه لوح خشب عليه مصحف مفتوح وهذا المريض منذ>>> ساعات كلما انتهى من قراءة الصفحتين أعادهما فإذا فرغ>>> منهما أعادهما لأنه لا يستطيع أن يتحرك ليقلب الصفحة ولم>>> يجد أحدا يساعده فلما وقفت أمامه قال لي : لو سمحت .. أقلب>>> الصفحة... فقلبتها فتهلل وجهه .. ثم وجه نظره إلى المصحف>>> وأخذ يقرأ فانفجرت باكيا بين يديه متعجبا من حرصه وغفلتنا>>>>>>>>>>>>>>>>>> وحدثني ثالث أنه دخل على رجل مقعد مشلول تماما في أحدى>>> المستشفيات لا يتحرك إلا رأسه .. فلما رأى حاله رأف به>>> وقال :ماذا تتمنى ... ظن أن أمنيته الكبرى أن يشفى ويقوم>>> ويقعد ويذهب ويجيء>>>>>>>>>>>> فقال المريض .. أنا عمري قرابة الأربعين وعندي خمسة أولاد>>> وعلى هذا السرير منذ سبع سنين والله لا أتمنى أن أمشي ..>>> ولا أن أرى أولادي .. ولا أعيش مثل الناس>>>>>>>>>>>> قال : عجبا .. إذن ماذا تتمنى ؟؟>>>>>>>>>>>> فقال : أتمنى أني أستطيع أن ألصق هذه الجبهة على الأرض>>> ..وأسجد كما يسجد الناس>>>>>>>>>>>>>>>>>> وأخبرني أحد الأطباء أنه دخل في غرفة الإنعاش على مريض ..>>> فإذا شيخ كبير على سرير أبيض وجهه يتلألأ نورا ..>>>>>>>>>>>> قال صاحبي : أخذت أقلب ملفه فإذا هو قد أجريت له عملية في>>> القلب أصابه نزيف خلالها .. مما أدى إلى توقف الدم عن بعض>>> مناطق الدماغ .. فأصيب بغيبوبة تامة وإذا الأجهزة موصلة به>>> .. وقد وضع على فمه جهاز للتنفس الصناعي يدفع إلى رئتيه>>> تسعة أنفاس في الدقيقة كان بجانبه أحد أولاده .. سألته عنه>>>>>>>>>>>> فأخبرني أن أباه مؤذن في أحد المساجد منذ سنين>>>>>>>>>>>> أخذت أنظر أليه ... حركت يده ... حركت عينيه .. كلمته ...>>> لا يدري عن شئ أبدا .. كانت حالته خطيرة اقترب ولده من>>> أذنه وصار يكلمه .. وهو لا يعقل شيئا فبدأ الولد يقول ..>>> يا أبي... أمي بخير .. وأخواني بخير . وخالي رجع من السفر>>> .. واستمر الولد يتكلم .. والأمر على ما هو عليه ... الشيخ>>> لا يتحرك .. والجهاز يدفع تسعة أنفاس في الدقيقة وفجأة قال>>> الولد .... والمسجد مشتاق إليك .. ولا أحد يؤذن فيه إلا>>> فلان ويخطئ في الأذان ومكانك في المسجد فارغ ..فلما ذكر>>> المسجد والأذان .. اضطرب صدر الشيخ .. وبدأ يتنفس فنظرت>>> الجهاز فإذا هو يشير إلى ثمانية عشر نفسا في الدقيقة>>> والولد لا يدري ثم قال الولد : وابن عمي تزوج .. وأخي>>> تخرج . فهدأ الشيخ مرة أخرى وعادت الأنفاس تسعة يدفعها>>> الجهاز الآلي .. فلما رأيت ذلك أقبلت إليه حتى وقفت عند>>> رأسه حركت يده عينيه .. هززته .. لاشيء كل شيء ساكن لا>>> يتجاوب معي أبدا ... تعجبت قربت فمي من أذنه ثم قلت : الله>>> أكبر.... حي على الصلاة .حي على الفلاح وأنا أسترق النظر>>> إلى جهاز التنفس .. فإذا به يشير إلى ثمان عشرة نفس في>>> الدقيقة>>>>>>>>>>>>>>>>>> فلله دُرّهم من مرضى بل والله نحن المرضى .. رجال قلبهم>>> معلق بالمساجد . نعم>>>>>> رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة>>> وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار*>>> ليجزيهم الله أحسن ماعملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من>>> يشاء بغير حساب ..>>>>>> فأنت يا سليما من المرض والأسقام . يا معافى من الأدواء>>> والأورام... يامن تتقلب في النعم ... ولا تخشى النقم ....>>>>>> ماذا فعل الله بك فقابلته بالعصيان !! بأي شيء آذاك ؟!>>>>>> أليست نعمه عليك تترى .. وأفضاله عليك لا تحصى ؟>>>>>> أما تخاف أن توقف بين يدي الله غدا!!>>>>>> فيقول لك: عبدي ألم أصح لك بدنك ... وأوسع عليك في رزقك>>>>>> وأسلم لك سمعك وبصرك ؟>>>>>> فتقول بلى .. فيسألك الجبار : فلم عصيتني بنعمي؟>>>>>> وتعرضت لغضبي ونقمي ؟!!>>>>>> فعندها تنشر في الملأ عيوبك .. وتعرض عليك ذنوبك>>>>>> فتباًّ للذنوب .. ما أشد شؤمها .. وأعظم خطرها>>>>>> وهل أخرج أبانا من الجنة إلا ذنب من الذنوب>>>>>> وهل أغرق قوم نوح إلا الذنوب وهل أهلك عادا وثمود إلا>>> الذنوب !!>>>>>> وهل قلب على لوط ديارهم .. وعجل لقوم شعيب عذابهم وأمطر>>> على أبرهة حجارة من سجيل .. وأنزل بفرعون العذاب الوبيل>>> إلا المعاصي والذنوب ؟>>>>>>>>>>>> >>>>>>>>>>>> المصدر / كتاب في بطن الحوت>>>>>> د. محمد العريفي
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة