عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 08-07-2009, 02:31 AM   #1
معلومات العضو
بوراشد
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي ((& ارحميه وارحمى نفسك ....قصة أم الرجال &))



لم تدرك «أم الرجال» أو سهير عبدالحفيظ للوهلة الأولى معنى ما أخبرها به الطبيب بأن ابنها أصم، كل ما أحزنها أن ابنها سيضطر إلى ارتداء سماعة طوال الوقت، ولم تفكر فى أن فقدانه لحاسة السمع سيكون سبباً فى الكثير من المشاكل على مدار حياته.

ألحقت ابنها الأكبر أحمد نجيب بدورات للتخاطب، وصممت على أن يلتحق بالمدارس العامة حتى لا يتعرض للتهميش فى مجتمع يعزل كل من يستخدم لغة الإشارة، ووقفت أمام إدارة المدرسة مستندة إلى تفوق ابنها الذى كان يحصل على درجات مرتفعة فى كل المواد باستثناء الامتحانات الشفهية، تقول: «كان فرحتى بنجاحه فى الصف الأول الابتدائى أكثر من فرحتى بنجاحه فى البكالوريوس».

مع دخوله الصف الرابع الابتدائى، رفض مدير المدرسة استمراره فى المدرسة، بحجة أنه أصم، وأصر على إجراء اختبار سمع له، حرص خلاله على وضع الكتاب على فمه حتى يحرم الطفل من قراءة حركة الشفاه، مؤكداً أنه أصم ولن يتمكن من الاستمرار فى المدرسة.

لم تيأس الأم حولت ابنها إلى نظام المنازل ورفعت حالة الطوارئ فى المنزل حيث تحول البيت إلى ما يشبه المعسكر، وتحولت هى أيضا من مدرسة للغة العربية إلى مدرسة شاملة تدرس كل المناهج الدراسية لطفلها، حتى أنها كانت تقضى فى المرحلة الإعدادية أكثر من 10 ساعات متواصلة تذاكر له حتى يأتيها صوت الأب مردداً «ارحميه وارحمى نفسك بقى».

كانت تشعر أن ابنها إذا لم يلتحق بالثانوية العامة فستصبح مصيبة لن تستطيع تحملها، ولكنه لم يخذلها والتحق بإحدى المدارس العسكرية حيث استطاعت من خلال الشهادات المرضية والغياب أن تعبر تلك المرحلة بسلام.

بعد عدة سنوات أخرى، قدر لأم الرجال أن تكرر التجربة مرة أخرى مع ابنها الثالث كريم حيث اكتشفت فى عمر الخمس سنوات أنه أصم إلا أنها استطاعت تفادى الكثير من الأخطاء حيث سافر كريم إلى مدرسة فى قرية بعيدة حتى لا تشغلهم مسألة الغياب وحتى لا يحرم من حقه فى التعليم. «لا أدعى أننا كنا مثاليين مع أبنائنا ولكننا علمنا أنفسنا بالمحاولة والخطأ دون أى مساندة أو مشورة أو دعم من أى جهة» قالت أم الرجال مؤكدة أنها ارتكبت الكثير من الأخطاء فى حق ابنها بدافع أنها كانت تريد أن يكون أفضل من السامعين. فى أحد المؤتمرات فى مدينة الشارقة، وقفت أم الرجال لتعرض تجربتها أمام الكثير من أسر ذوى الاحتياجات الخاصة وآثرت الحديث عن الأخطاء التى وقعت بها والتى كان فى مقدمتها حرمان ابنها الأكبر من هوايته الرسم وتركيزها على النجاح الأكاديمى فقط دون النظر إلى أنه طفل يحتاج إلى هواية أو ممارسة نشاط رياضى.

أما الخطأ الأكبر الذى تقع فيه أسر الصم فهو الاهتمام بأطفالهم من الصم على حساب الأطفال السامعين، حيث فوجئت أم الرجال بابنها عمر يقول لها: «كنت أتمنى أن يفقدنى الله حاسة السمع كى أشعر بك وبدعمك» كلماته أيقظت أمه التى أدركت مأساة الطفل الذى يولد بعد آخر معاق.

مرحلة الثانوية من أصعب المراحل التى مرت بها، فمن فرط اهتمامها بابنها وحرصها أن يحصل على نتائج مبهرة بدأت تدخل فى مرحلة اكتئاب شديدة لم يخرجها منها إلا الدخول إلى عالم الإنترنت ومنتديات ذوى الاحتياجات الخاصة التى كانت نقطة تحول فى حياتها نقلتها من أم متقوقعة على مشاكل ابنها إلى خبيرة تقدم خبرتها لكل أسر ذوى الاحتياجات الخاصة.

ولم تكتف بذلك حيث أعدت رسالة الماجستير حول المساندة الاجتماعية لأمهات فاقدى السمع ثم رسالة الدكتوراه حول الصم المكفوفين.

وأخرجت ثمار تجربتها فى كتاب «قلوب تفيض» وديوان «حين أورقت» فالسنوات التى أفنت فيها نفسها، كونت بداخلها مخزونا رائعا من المشاعر والأفكار حان الوقت لسكبه على الورق إلا أن ثمارها الحقيقية كانت أبناءها حيث التحق أحمد بكلية الفنون التطبيقية حيث يعمل فى مجال تصميم الإعلانات والأفلام التسجيلية وكريم بكلية حاسبات ومعلومات والثلاثة الباقون يحلمون أن يصبحوا مثل أخويهم.

فلولا أنها عاشت هذه التجربة بكل ما فيها من ألم ومعاناة واحتكاك بعالم الصم لما استطاع قلمها أن يؤثر فى الناس ويعطى الأمل لكثير من الأمهات فى مستقبل أفضل لأبنائهم من الصم.


«إذا كان أحمد وكريم نجحوا، مش كفاية إن المجتمع يصفق للتجربة لكن لازم يشوف التمن اللى اتدفع للوصول إلى تلك المرحلة ويقدم يد المساندة والمساعدة للصم وأسرهم»، هذا ما قالته أم الرجال وهى تؤكد أن هناك الكثير من الخطوات التى لابد أن يتخذها المجتمع لصالح دمج الصم وإلحاقهم بالتعليم العالى.

(المصدر- اليوم السابع)




"""


قلت ...

وكتابها قلوب تفيض من اروع الكتب التي اطلعت عليها ...وللتعرف أكثر على هذه الام الرائعة ...

هذه سيرتها الذاتية ...


- عضو اتحاد كتاب مصر ، عضو اتحاد كتاب الإنترنت العرب ، كاتبة بمجلة المنال لذوي الاحتياجات الخاصة الشهرية التي تصدر عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ، أخصائية تأهيل الصم المكفوفين ، أحد مستشاري موقع المستشار لمركز التنمية الأسرية بالمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية .


- الماجستير في التربية تخصص الصحة النفسية بتقدير ممتاز ، في دراسة عن الضغوط النفسية والمساندة الاجتماعية لدى أمهات فاقدي السمع ذوات النمط السلوكي ( أ ) عام 2006 .

- مسجلة لنيل درجة الدكتوراة في التربية تخصص الصحة النفسية بجامعة الزقازيق من العام الدراسي 2007 تحت عنوان " استخدام المدخل الاسكندنافي في تنمية التواصل لدى الأشخاص الصم المكفوفين وعلاقته بجودة الحياة كما تدركها أمهاتهم"


- قامت بعض الجهات داخل مصر وخارجها بالتكريم ومنها على سبيل المثال : سفير مكافحة الإدمان في مهرجان عيد الأم الواعية 2002 من الجمعية المصرية الدولية لمكافحة الإدمان ، تقدير للسبق والريادة في مجال تربية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من جامعة المنصورة عام 2004 ، شهادة شكر وعرفان بتوقيع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ، وتسلمتها من سمو الشيخة جواهر القاسمي حرم سمو الحاكم في حفل خاص باحتفالات مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية : 25 عاما من الوفاء بالشارقة عام 2005 ، بالإضافة إلى شهادات المشاركة والتقدير من المؤتمرات والملتقيات والمؤسسات والجمعيات الأهلية في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة على امتداد الوطن العربي ، ولقبت بـ(أم الرجال).


- نشر بعض إنتاجها الأدبي أو العلمي في عدد من المجلات والصحف العربية مثل : مجلة المنال الإماراتية المتخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة ، صحيفة الجزيرة السعودية ، مجلة حياة القطرية المتخصصة ، مجلة المجتمع الكويتية ، مجلة حياة من أجل المزيد المصرية بالإضافة إلى عدد من مواقع ومنتديات الإنترنت المتخصصة والعامة ( مثل أطفال الخليج لذوي الاحتياجات الخاصة ، الشبكة العربية لذوي الاحتياجات الخاصة ، منتديات مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ، منتدى مجلة المنال لذوي الاحتياجات الخاصة ، ملتقى أدبيات) .




إنها حقا مثال يستحق الاحترام والتقدير ...



نسأل الله لها لزوجها الفاضل الدكتور نجيب ولأبنائها الصم والسامعين حياة سعيدة وهانئة ...




    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة